2009/05/29

لماذا الحديث عن بطالة النساء..؟!!


ليس غريباً أن نتحدث عن البطالة عند الرجال، وعن نسبة العاطلين عن العمل منهم، فهذه مشكلة يجب تقصي أسبابها، والسعي الجاد لوضع الحلول العملية لها. ولكن المستغرب هو الحديث عن البطالة في صفوف النساء، فهل الأصل في المرأة أن تكون لها وظيفة، مثلها في ذلك مثل الرجل؟! وهل يتوجب عليها الخروج من بيتها لتعمل؟! وهل يعيبها جلوسها وقرارها في بيتها، ترعى شؤون زوجها، وتربي أولادها؟! وهل يعني هذا أنها عاطلة عن العمل؟!.. إنها تقوم بأعظم عمل! فالتربية أمر ليس بهين، وخاصة في زماننا هذا الذي استشرى فيه الفساد، وكثرت فيه الفتن.فلماذا تسعون لإخراجها من بيتها؟!! إن من حق المرأة أن تنعم بالقرار في بيتها، وأن تسكن فيه، وإن كثرة خروجها منه، وكثرة مخالطتها للرجال، فيه من المفاسد والمحظورات ما لا يخفى على عاقل أو صاحب دين. قال عليه الصلاة والسلام:"ما تركت بعدي في الناس فتنة أضر على الرجال من النساء"[صحيح، الألباني-صحيح الترمذي:2780].نحن لا ننكر أن هناك من تحتاج لتعمل لتحيى حياة كريمة، لأنها لا تجد من ينفق عليها، مع أن هذا غريب على مجتمع مسلم الأصل فيه أن يضمن لكل امرأة نفقتها، ولكن.. الله المستعان!. ولكننا من جانب آخر، نرى من النساء من يشغلن وظائف، كان من الأحرى أن يتركنها للرجال، فالشباب ما عادوا يستطيعون الزواج لأنهم غير قادرين على النفقة التي هم مكلفون بها أصلاً.. أليس هذا خللاً في الميزان؟!!.إن المرأة والرجل خلقا ليعمرا الكون، وكل يعمل في موقعه وفي مجاله الذي خلق له، فلا ينبغي أن تختلط الأدوار، فالرجل يعمل ويكدح خارج البيت، وهذه طبيعته التي خلق عليها، وهو مكلف بالنفقة على أهل بيته. وأما المرأة فتعمل داخل البيت، وتجتهد في تربية أولادها، فهذا عملها الأول، وهي مع هذا نراها تساهم في أعمال البر والخير والإحسان، وفي تعليم أخواتها النساء أمور دينهن، وكثير من النساء لديهن همة عالية في أعمال كثيرة جليلة، فهل كل هؤلاء عاطلات عن العمل؟! أولا تستطيع المرأة أن تنفع أمتها إلا إن كانت عاملة أو موظفة؟! وكم من موظفة تضر أمتها أكثر مما تنفعها!! فليست الوظيفة هي مقياس النفع والإنجاز!!.إننا لا نريد أن تكون المرأة في مكان لا يليق بها وبأنوثتها وحيائها،؛ نحن نحتاجها طبيبة، ونحتاجها ممرضة، ونحتاجها معلمة.. تعلم بنات جنسها أمور دينهن ودنياهن، ونحتاجها مربية.. فلماذا تسعون لإقحامها في أمور لا تليق بها كأنثى؟!.يقول سيد قطب-يرحمه الله-:((البيت هو مثابة المرأة التي تجد فيها نفسها على حقيقتها كما أرادها الله تعالى، غير مشوهة ولا منحرفة ولا ملوثة، ولا مكدودة في غير وظيفتها التي هيأها الله لها بالفطرة. ولكي يهيئ الإسلام للبيت جوه، ويهيئ للفراخ الناشئة فيه رعايتها، أوجب على الرجل النفقة، وجعلها فريضة، كي يتاح للأم من الجهد، ومن الوقت، ومن هدوء البال، ما تشرف به على هذه الفراخ الزغب، وما تهيئ به للمثابة نظامها وعطرها وبشاشتها. فالأم المكدودة بالعمل للكسب، المرهقة بمقتضيات العمل، المقيدة بمواعيده، المستغرقة الطاقة فيه.. لا يمكن أن تهب للبيت جوه وعطره، ولا يمكن أن تمنح الطفولة النابتة فيه حقها ورعايتها. وبيوت الموظفات والعاملات ما تزيد على جو الفنادق والخانات؛ وما يشيع فيها ذلك الأرج الذي يشيع في البيت. فحقيقة البيت لا توجد إلا أن تخلقها امرأة، وأرج البيت لا يفوح إلا أن تطلقه زوجة، وحنان البيت لا يشيع إلا أن تتولاه أم. والمرأة أو الزوجة أو الأم التي تقضي وقتها وجهدها وطاقتها الروحية في العمل لن تطلق في جو البيت إلا الإرهاق والكلال والملال.وإن خروج المرأة لتعمل كارثة على البيت قد تبيحها الضرورة، أما أن يتطوع بها الناس وهم قادرون على اجتنابها، فتلك هي اللعنة التي تصيب الأرواح والضمائر والعقول، في عصور الانتكاس والشرور والضلال.ولقد كان النساء على عهد رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يخرجن للصلاة غير ممنوعات شرعاً من هذا، ولكنه كان زمان فيه عفة، وفيه تقوى، وكانت المرأة تخرج إلى الصلاة متلفعة لا يعرفها أحد، ولا يبرز من مفاتنها شيء، ومع هذا فقد كرهت عائشة لهن أن يخرجن بعد وفاة رسول الله –صلى الله عليه وسلم-!. في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان نساء المؤمنين يشهدن الفجر مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ثم يرجعن متلفعات بمروطهن ما يعرفن من الغلس. وفي الصحيحين أيضاً أنها قالت: لو أدرك رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ما أحدث النساء لمنعهن من المساجد، كما منعت نساء بني إسرائيل!.. فماذا أحدث النساء في حياة عائشة رضي الله عنها؟ وماذا كان يمكن أن يحدثن حتى ترى أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- كان مانعهن من الصلاة؟! ماذا بالقياس إلى ما نراه في هذه الأيام؟!)).إن الأمور باتت مضطربة، والأدوار مختلطة، وما عاد الرجل والمرأة يعرف كل ما له وما عليه.. فيا الله! رحماك من هذا الحال، ونعوذ بك من سوء العاقبة ومن شر المآل.. آمين ، والحمد لله رب العالمين.
لبنى شرف

2009/05/19

هل تريد أن يدافع الله عنك؟


{إن الله يدافع عن الذين آمنوا } هذا القبس من كتاب الله فيه بشارة وتطمين للمؤمنين بأنّ الله ـ جلّ في علاه ـ سيتولّى مهمّة الدفاع عنهم في مواجهة الأعداء، فليسوا بحاجة إلى محامين يذبّون عنهم إلا من سخّرهم الله بقدرته للقيام بهذه المهمة وربّما دون طلب من المؤمنين..ولعمر الله إنّها لمنزلة عالية، ودرجة رفيعة أن يكون الله ـ جلّ في علاه ـ هو المدافع عنك أيها المؤمن، فماذا يصنع بك الأعداء؟

لكن من هم هؤلاء الأعداء؟

إنّهم الخونة الكفرة؛ ولهذا ختم الله الآية بقوله: {إنّ الله لا يحبّ كلّ خوّان كفور}، فهم خوّانون؛ خانوا دينهم وأمّتهم ووطنهم، وباعوا أنفسهم للشيطان اللعين ولجنده المتربّصين بالمؤمنين من أعداء الملّة والدين، ورضوا بأن يكونوا أداة طيّعة في أيدي المعتدين.
ولمّا كان هذا الوصف مضادّاً للإيمان، ولا يصدر من مؤمن صادق؛ أضاف إليه وصف الكفر، وجاء الوصفان بصيغة تدلّ على المبالغة (خوّان/ كفور) للدلالة على أنّ صاحبهما قد ولغ فيهما ولوغاً استدعى أن يكون الله ـ جلّ في علاه ـ طرفاً في هذه المواجهة غير المتكافئة.

وهل لهذا الدفاع من شروط؟

نعم، له شرطان ذكرهما الله في موضع آخر، وهو قوله: {وإن تصبروا وتتّقوا لا يضرّكم كيدهم شيئاً.. }[آل عمران: 120].
فالأوّل: الصبر على أذى الأعداء، وتحمّل ما يصدر منهم من كيد ومكر وخيانة واستفزاز، وعدم استعجال النصر، بل عدم انتظاره، فالمعركة مع الباطل طويلة لا تكاد تنتهي، ومن فاته النصر من المؤمنين في الدنيا؛ فلن يفوته الأجر العظيم في الآخرة.
كما أنّ الصبر يقتضي ترك الانتصار للنفس والغضب لها، المفضي إلى تحويل المعركة من انتصار للحقّ والدين؛ إلى نزاع شخصي مهين.
والشرط الثاني: التقوى، فلا يحمله بغض أهل الباطل وجهادهم على ظلمهم والاعتداء عليهم وبخسهم شيئاً من حقوقهم المشروعة.
كما أنّ تقوى الله تقتضي ترك المعاصي والذنوب التي تعين الأعداء عليه، وتستوجب سخط الربّ وتخلّيه عن العبد.
بهذين الشرطين ينال المؤمن شرف دفاع الربّ عنه، ويا له من شرف عظيم.

د. محمد بن عبدالعزيز المسند

عظماء ربّتهم أمهاتهم


إذا أردت أن تبحث عن سرّ العمالقة والعباقرة والنوابغ والقادة فابحث عن أمهات هؤلاء والأسر التي تَربَّوا وترعرعوا فيها والبيئة التي نشأوا فيها والأمهات اللاتي قمن بتربيتهم وتعليمهم.
ليس هناك من هؤلاء العلماء والنوابغ من نشأ في كنف أم غير سوية أو وحشية أو قاسية القلب أو جاهلة أو خبيثة. لكنهم نشأوا في كنف أم أرضعتهم الحب والحنان والعلم والخير والعطاء بلا حدود.
ليس العيب أن يتربّى الرجل على يد امرأة، فكم من عظماء الرجال تربّوا على أيدي أمهاتهم فأفادوا أمماً لا أمَّة واحدة! ولكن العيب في بعض النساء واهتماماتهن.
كم من الأئمة الأعلام ربّتهم أمهاتهم وكانوا هداة مهتدين يأتي على رأسهم إمام أهل السنة والجماعة الإمام أحمد - رحمه الله - فكم قدمت له أمه من عناية ورعاية حتى أصبح إماما للدنيا ولها -إن شاء الله- مثل أجره.
هذه أم الإمام أحمد - رحمهما الله تعالى -، أي مشروع قدمته للأمة حينما ربت ابنها على طلب العلم حتى أصبح إمام أهل زمانه؟!
لقد كانت تعتني به وتخرجه قبل صلاة الفجر لأداء الصلاة وليشهد مجالس الذكر لم يتجاوز السابعة من عمره! أليس إنجازاً عظيماً إيجاد عالم رباني ينفع الأمة بعلمه ومواقفه؟! كم من الأجور العظيمة نالتها تلك الأم الصالحة؟! كم من الخير العميم قدّمته هذه الأم المؤمنة؟! فهل تعي النساء ذلك؟ وهل تفقه أمهات هذا الجيل ما أهمية تربية الأبناء؟!
كذلك الحافظ ابن حجر - رحمه الله - فقد ربّته أخته سِتّ الرَّكب بنت علي بن محمد بن حجر، قال ابن حجر عنها: كانت قارئة كاتبة أعجوبة في الذكاء وهي أمي بعد أمي.
أليست الخنساء من شواهد التاريخ على صدق التربية وعلى شدتها وعلوّ همتها؟ وقبلها أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنها - وعن أبيها وخبرها مع ابنها معروف وقد يُقال: هذا كان في الزمن الماضي يوم لم تكن هناك مغريات وفتن ونحو ذلك. فليس مشروع العمر قاصراً على الرجال فحسب بل حتى النساء لابد أن يكون لهن مشاريع سامية، وأهداف عالية.
ويقال: (قميص من قماش تخيطه الأم يبعث الدفء، وقميص من الصوف تخيطه امرأة غريبة لا يدفئ) هذا المثل الفنلندي يأتي ضمن أمثال عديدة في العالم، وكلها تمنح الأم ما تستحقّه من مكانة، إلا أن ما قاله ويليام دالاس يكتسب معنى آخر، إذ يقول: (إن اليد التي تهزّ السرير هي اليد التي تحكم العالم).
وإذا كان الشاعر الفرنسي لامارتين يرى أن الأم تكون عاجزة عن العناية بالعائلة، لكنها مع ذلك تبقى ملجأ نرى فيه الحب وآلافاً من صفحات الحنان.
د. مبروك رمضان

2009/05/16

من أعظم ما يثقل به الميزان

أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن لا شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق , وحسن الخلق يعتمد على ركيزتين أساسيتين : فعل وترك .
أما الفعل : فإتيان الخير إلى الناس .
أما الترك : فترك السيئة التي يتضرر بها الغير .
فأما الأول فإن الله جل وعلا مثلاً ذكر كليمه موسى عليه السلام وأنه خرج من أرض مصر طريداًً إلى أرض مدين وقد مرت عليه سبع ليالٍ ليس له طعام إلا ورق الشجر , فلما ورد ماء مدين صلوات الله وسلامه عليه وهو في عيٍ شديد وغربةٍ عن أهل هذه البلدة , قال الله عنه في سورة القصص : (( وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ )) ومع ذلك نسي حاله وغربته وجوعه وعمد إلى المرأتين يسألهما عن حالهما فأجابتاه فلما أجابتاه كانت إجابتهما إجابة مقتضبة ولم تطلبا منه الخدمة , ومع ذلك عرض نفسه عليهما , لأنه نبي كريم على خُلقٍ جميلٍ فقال كما أخبر الله جل وعلا عنه : ((فَسَقَى لَهُمَا)) فلما سقى لهما صلوات الله عليه وأحسن إلى الخلق . وضع نفسه بين يدي الخالق وأخذ يستدر رحمة أرحم الرحمين . فإحسانك إلى الغير سبيل وطريق إلى إحسان الله جل وعلا إليك قال الله تعالى: (( فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ )) .
وقد كتب أحد الصحفيين يوماً في إحدى الصحف مقالاً يناسب هذا الوضع , قال فيه :" دخلت عيادة أحد الأطباء فرأيت رجلا شعرت عندما رأيته أنني رأيته من قبل , لكنني لم أتبين أين رأيته , ثم تجاذبنا أطراف الحديث ففهم ذلك الكاتب من ذلك الرجل أنه مبتلى بأن امرأته كلما حملت حملاً سقط ولا يتم له ما يكون جنيناً وأنه لم يترك طبيباً ولا بلداً إلا و ذهب يلتمسُ الدواء والشفاء دون فائدة تذكر , قال : وهو يخاطبني بهذا الكلام تذكرت أين رأيته , قال : رأيته موظفاً في دائرةٍ حكوميةٍ ما , ودخل عليه رجلٌ مقعد على سرير فوجدته يُغلظ إليه الخطاب وقال عبارات لا يحسن ذكرها وهي عبارات قاسية لا تصح أن تقال لرجل صحيح فضلاً على أن تقال لرجلٍ سقيم , قال : فعلمت يقيناً عندها أن الله جل وعلا ابتلاه بهذا الأمر لأنه يسيء لعباد الله المستضعفين , قال : فذكَّرته وكنت صريحاً معه ونصحته وبينت له الخطأ والزلل , وقلت له : أتذكر يوم كذا وكذا ؟ قال : فأعرض عني وقال : ما علاقة هذا بهذا ؟ ولم يستنصح ) .
إن من أعظم البلاء أعاذنا الله أن تأتي الإنسان العقوبة من الله تعالى وهو لا يشعر أنها عقوبة .
فعلى المؤمن أن يتبصَّر حاله ويتفقد أموره لكن لا يُفهم من هذا أن كل مبتلى يقصد به العقوبة حاشا وكلا , ولكن الإنسان أبصر الناس بنفسه , والمقصود أن يجعل الإنسان بينه وبين مظالم العباد حداً عظيماً .أخرج الإمام أحمد رحمه الله في مسنده بسند صحيح عن عائشة رضي الله عنها : ( أن رجلاً جاء للنبي صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله : إن لي مملوكين ـ أي عبيد وخدم ـ يخونونني ويكذبونني ويعصونني وأعاقبهم فكيف أنا منهم , فقال صلى الله عليه وسلم : " إن كان عقابك إياهم دون خيانتهم لك فكان ذلك فضلاً لك عليهم , وإن كان عقابك إياهم بقدر ذنوبهم كان ذلك كفافاً لا عليك ولا لك , وإن كان عقابك إياهم فوق ذنوبهم اقتص لهم منك يوم القيامة " فقال الرجل : يا رسول الله وأخذ يبكي ويهتف . فتعجب صلوات الله وسلامه عليه وقال : " ماله لا يقرأ كتاب الله ثم تلا (( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ )) .فلا يضيع عند الله شيء . فالمقصود كما أن الإحسان إلى الناس من حسن الخلق التي تثقل به الموازين , فإن الإساءة إلى الغير كائناً من كان وما يخفى عن حاكمٍ أو أميرٍ أو قاضٍ أو غيرهم فإنه لا يخفى على علام الغيوب , فإنه يؤتى به كما أوصى لقمان ابنه (( يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ )) .
وصلي اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
المصدر : شريط (( كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ )) .

2009/05/14

فرار الشيطان

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين .. أما بعد:
معلوم أن كيد الشيطان ضعيف، وأنه ليس له سلطان على أولياء الله المخلصين، فلا يجد عندهم بغيته، بل يفر من مجالسهم إلى مجالس اللهو والعبث.

وقد ورد في الحديث أن من الأفعال التي يفر منها الشيطان؛ الأذان، وهو الشعار الذي يحمل معنى التوحيد؛ ذلك التوحيد الذي طالما حاربه إبليس، وأضل الناس عنه، وصدهم عن سبيله، فإذا ما ارتفع صوت المؤذن؛ فرَّ الشيطان وله ضراط كما جاء في الحديث فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع الأذان، فإذا قضي الأذان أقبل، فإذا ثوب بها أدبر، فإذا قضي التثويب أقبل، حتى يخطر بين المرء ونفسه يقول: اذكر كذا وكذا ما لم يكن يذكر، حتى يظل الرجل إن يدري كم صلى؟ فإذا لم يدر أحدكم كم صلى ثلاثاً أو أربعاً فليسجد سجدتين وهو جالس)) رواه البخاري ومسلم .
ومن الحديث يتضح لنا فوائد جمة ذكرها بعض العلماء منهم عبد الرحمن بن أبي بكر أبو الفضل السيوطي - رحمه الله تعالى - إذ يقول: "وإنما أدبر الشيطان عند الأذان لئلا يسمعه، فيضطر إلى أن يشهد له بذلك يوم القيامة ، وقيل : لعظم أمر الأذان؛ لما اشتمل عليه من قواعد التوحيد، وإظهار شعار الإسلام وإعلانه، وقيل: ليأسه من وسوسته للإنسان عند الإعلان بالتوحيد قال ابن الجوزي: فإن قيل كيف يهرب الشيطان من الأذان، ويدنو في الصلاة، وفيها القرآن ومناجاة الحق - عز وجل - ؟ فالجواب: أن بُعدَه عند الأذان لغيظه من ظهور الدين، وغلبة الحق، وعلى الأذان هيبة يشتد انزعاجه لها، ولا يكاد يقع فيه رياء، ولا غفلة عند النطق به؛ لأن النفس لا تحضره؛ وأما الصلاة فإن النفس تحضر فيفتح لها الشيطان أبواب الوسواس .
وقال ابن أبي جمرة: الأذان إعلام بالصلاة التي هي أفضل الأعمال بألفاظ هي من الذكر، لا يزاد فيها ولا ينقص منها، بل تقع على وفق الأمر، فيفر من سماعها، وأما الصلاة فلما يقع من كثير من الناس فيها من التفريط، فيتمكن من المفرط، فلو قدر أن المصلي وفَّى بجميع ما أمر به فيها؛ لم يقربه إذا كان وحده وهو نادر، وكذا إذا انضم إليه مثله فإنه يكون أندر، فإذا قضى النداء أقبل" .
فيصيب الشيطان الذعر والخوف، والضيق والكرب؛ لأنه لا ينسجم مع ذكر الله - عز وجل - يقول الله - تعالى -: {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} ، فلا يجدون هذا الفزع، ولا يلاقون هذا الخوف إلا عند ذكر الله، بل يستأنسون بقرنائهم وأوليائهم، ويحفزونهم على فعل الشر، وعلى الركوب في مطايا الهالكين قال الله – عز وجل –: {أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا} ، فيحصل الفرار كلما سمعوا ذكر الله، فتفر قلوبهم قبل أبدانهم {وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا } .
قال ابن عبد البر - رحمه الله تعالى -: "فقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث: ((إذا نودي للصلاة)) يريد إذا أذن لها، ((فرَّ الشيطان)) من ذكر الله في الأذان، وأدبر ((وله ضراط)) من شدة ما لحقه من الخزي والذعر عند ذكر الله، وذكر الله في الأذان تفزع منه القلوب ما لا تفزع من شيء من الذكر لما فيه من الجهر بالذكر، وتعظيم الله فيه، وإقامة دينه، فيدبر الشيطان لشدة ذلك على قلبه؛ حتى لا يسمع النداء" .
وفي هذا الحديث بيان لفضل الأذان قال ابن عبد البر - رحمه الله تعالى -: "وفي هذا الحديث فضل للأذان عظيم؛ ألا ترى أن الشيطان يدبر منه، ولا يدبر من تلاوة القرآن في الصلاة، وحسبك بهذا فضلاً لمن تدبر" .
وكما يشغل الشيطان نفسه بالضراط لكي لا يستمع إلى الأذان، فكذلك تجد من استحوذ عليه الشيطان يتشاغل بمزاميره من الأغاني والموسيقى، فيعرض عن كل ما فيه ذكر الله - عز وجل -، فيلقى من ذلك عيشة الضنك والضيق يقول - تعالى -: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} ، فيشابه الشيطان في فعله - نسأل الله السلامة والعافية -، فيما أهل الإيمان إذا ذكر الله كان حالهم كما وصفهم الله - تعالى -: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} ، فكيف إذا كان هذا الذكر بصوت جهوري ؟ وكيف يكون مستوى شعور المؤمن بالعزة وهو ينصت إلى نداء الحق قد علا في سماء التوحيد.

نسأل الله - تعالى - أن ينصر دينه وكتابه وعباده الصالحين، والحمد لله رب العالمين.

2009/05/13

أفضل وثيقة تأمين في العالم

مع تهافت الناس في زمن المادة على تأمين المستقبل بشتى الطرق والوسائل وغفلة كثير منهم عن التأمين الشامل والمضمون من عند رب العالمين .
ولعله في هذه المشاركة نقف مع جملة من أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم والتي بين فيها أن من امتثل هذه الأعمال وداوم عليها حصل له الضمان من الله تبارك وتعالى في الدنيا والأخرى .

أولاً : التأمين الثلاثي
1. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من صلى الصبح فهو في ذمة الله " رواه مسلم .
2. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبه لم يمنعه من دخول الجنة ألا أن يموت " رواه النسائي .
3. دعـاء سيد الاستغفار : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تقول " اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفرلي فانه لا يغفر الذنوب إلا أنت " قال : " ومن قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنه ومن قالها من الليل وهو موقن بها قبل أن يصبح فهو من أهل الجنه" رواه البخاري .

من داوم على هذه الثلاث كل يوم مخلصا متدبرا مؤديا حقوق الله عليه ومجتنبا معاصيه فقد ضمن على الله ان يكون في ذمته وامانه وان يدخله الجنه ومن كان في عهد الله وامانه فقد حاز حفظ الله وتوفيقه في الدنيا وفاز بجنته ورضاه في الاخره

ثانياً : التأمين الشامل
إليك أخي المسلم هذا الدعاء الذي يعتبر بمثابة تأمين شامل لك ضد أخطار الحياة وشرورها ويؤمنك ضد المصائب الفجائية التي تواجه الإنسان وتعكر حياته . قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( من قال حين يصبح : بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم تفجأه فاجئة بلاء حتى يمسي وإن قالها حين يمسي لم تفجأه فاجئة بلاء حتى يصبح ) صحيح ابن حبان قال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .

ثالثاً : التأمين ضد الشيطان
بين لنا الرسول الله صلى الله عليه وسلم أن الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم ويحيك له المكائد والشرور وإليك هذا التأمين من مكائد الشيطان وشروره من خلال هذا الحديث الشامل المانع .
عنْ أنسٍ رضيَ اللَّهُ عنه قال : قال رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « مَنْ قَالَ يعنِي إذا خَرَج مِنْ بيْتِهِ : بِسْم اللَّهِ توكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ ، ولا حوْلَ ولا قُوةَ إلاَّ بِاللَّهِ ، يقالُ لهُ هُديتَ وَكُفِيت ووُقِيتَ ، وتنحَّى عنه الشَّيْطَانُ » رواه أبو داودَ والترمذيُّ ، والنِّسائِيُّ وغيرُهمِ وزاد أبو داود : « فيقول : يعْنِي الشَّيْطَانَ لِشَيْطانٍ آخر : كيْفَ لك بِرجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفي وَوُقِى»؟ .

رابعاً : التأمين ضد كل شئ
عن خبيب أنه قال خرجنا في ليلة مطر وظلمة شديدة نطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي لنا فأدركناه فقال أصليتم فلم أقل شيئا فقال قل فلم أقل شيئا ثم قال قل فلم أقل شيئا ثم قال قل فقلت يا رسول الله ما أقول قال قل قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء " حسنه الترمذي .
اسأل الله تبارك وتعالى أن يحمينا من كل الشرور ويؤمننا يوم البعث والنشور .

2009/05/11

لا تنتهز الفرصة....بل اصنعها!

إن الحديث عن الفرص لممتع وجذَّاب, فنحن نعرف "انتهاز الفرص" وهي من صفات النابهين وأصحاب الهمم العلية, وصفة رئيسية عند المؤمن الصادق, والمجاهد الغطريف, والعالم والعابد, وغيرهم من أهل الصلاح والإصلاح.
و"تضييع الفرص" من مخايل الضعف, والشقاء والغباء, وقلة الحيلة وصلف الحياة, وعلامة على خذلان الله للعبد.
ولكنني أريد أن أحدثكم عن فن قديمٍ وجديدٍ, قديمٌ لكثرة العارفين والمدَّعين, وجديدٌ لأنَّ من يطرُقه عبرَ العصورِ قليلٌ, حتى كأنه صار جديداً من قلة السالكين.
إنه فن "صناعة الفرص", فالموفّقون قد يستغلِّون الفُرص ولكن العباقرة المُلهمين هم من يصنعها.
والعبقري المسدد لا يضع كفه على خده ينتظر الفرصة بل يبحث عنها فإن لم يجدها؛ صنعها واخترعها.
انتهاز الفرص فضيلة, وصناعتها صناعة للفضيلة.
ولذلك كثير من الناس يحب الخير ولكنه لا يبحث عنه, يحب الأمر بالمعروف ولكنه لا يكلف نفسه البحث عن معروفٍ فينشره أم منكرٍ فيطويه.
يحب نصرة الإسلام لكنه ينتظر من يوجهه ويرشده إلى ثغرةٍ أو إلى فرضٍ واجب.
أما "صنَّاع الفرص" كصنَّاع الحياة يصنعون حياةً ونمطاً فريداً, ويشقون طريقاً جديداً, لم يَسلك مدارجه سالكٌ, ولم يُخبر عنه خبيرٌ وعارفٌ.
إنَّ "صنَّاع الفرص" يفتحون لنا آفاقاً فسيحةً, ويخرمون لنا في جدار اليأس كُوّة.
يرفعون ما خفضت عزائم الكسالى, ويضعون ما رفعت أوهام الفارغين, يصنعون من الشعرة حبلاً, ومن الطفل الصغير مارداً عملاقاً, ويضخون في عروق الجبان دماء الشجعان, ويبنون فوق سطح الماء قلعة.
لا يحتقرون أحداً ولا يحقرون معروفاً, فِعَالُهم يكتبُها التاريخ, وتخلِّدها الجغرافيا, وإنْ قالوا صدقوا, وخاف من قولهم الأعداء, وفرح بصدقهم الأقرباء.
يُعاش في أكنافهم, ويُفرح بلقائهم, وتحيى القلوب بذكرهم, وتموت الخرافات تحت سيوف آرائهم وعزائمهم, إن تكلمتَ جعلوا من كلامك درراً وقلائد, وإن أنصتَّ غنِمت أفكاراً جديدة وأعماراً -إلى عمرك- مديدة.
تجاربهم ثرة, ومعينهم لا ينضب, يستنبعون القدرات والإمكانات من كل نفس وعقل وروح.
ويفتحون لك صفحة للحياة جديدة, ويبدعون لك كل يوم مشروعاً, شعارهم : "واعبد ربك حتى يأتيك اليقين".
هم قصة حياة حياتنا, وقصة حياة عصرهم ومعاصريهم.
كان هناك رجل يحب بناء المساجد ولكنه لا يسمح لأحدٍ أن يشاركه في مشاريعه الخيرية, رأى يوماً في المنام أنه يصلي وخلفه امرأة, سأل عن هذه الرؤيا فقيل له : إنَّ هناك من يشاركك في أعمال البر! سأل عن ذلك؛ فقال له أحد المقاولين: إنَّ هناك امرأةً كانت تأتيهم أثناء بناء أحد المساجد, وأحضرت معها "بلكة"! (بلكة = طوبة = لبنة).
وقالت ضعوا هذه "البلكة" في المسجد, ولكن المقاول رفض لأن صاحب المشروع اشترط ألا يشاركه أحد, عادت وهي حزينة, ترددت أكثر من يوم حتى يقول المقاول: فوالله أنني رحمتها من كثرة ما ترددت علينا بهذه "البلكة" فأخذتها ووضعتها في المسجد, فكانت من صنَّاع الفرص وليس من منتهزيها.
تاجرٌ صالحٌ فتح داراً نسائية, وكان عدد المشاركات 8 نساء فقط!
ثم زاد العدد حتى ضاقت الدار, وكان قد بنى مشروعاً تجارياً مقابل المسجد ليكون مدرسة أهلية, فعرضوا عليه أن يتبرع به للدار النسائية ففعل, فكان عدد الدارسات في الصباح 600 دارسة وفي المساء 400 دارسة, فعوَّضه الله خيراً مما تَرَك, وصنع فرصةً ونظمها في الفلك.


لا تكن من منتهزي الفرص؛ فهم في درجة فوقها صُنَّاع الفرص!

2009/05/10

الكوخ المحترق

هبت عاصفة شديدة على سفينة فى عرض البحر فأغرقتها.. ونجا بعض الركاب.. منهم رجل أخذت الأمواج تتلاعب به حتى ألقت به على شاطئ جزيرة مجهولة و مهجورة.

ما كاد الرجل يفيق من إغمائه و يلتقط أنفاسه، حتى سقط على ركبتيه و طلب من الله المعونة والمساعدة و سأله أن ينقذه من هذا الوضع الأليم.
مرت عدة أيام كان الرجل يقتات خلالها من ثمار الشجر وما يصطاده من أرانب، و يشرب من جدول مياه قريب و ينام فى كوخ صغير بناه من أعواد الشجر ليحتمى فيه من برد الليل وحر النهار.
و ذات يوم، أخذ الرجل يتجول حول كوخه قليلا ريثما ينضج طعامه الموضوع على بعض أعواد الخشب المتقدة. وعندما عاد، فوجئ بأن النار التهمت كل ما حولها.
فأخذ يصرخ: "لماذا يا رب؟"
حتى الكوخ احترق، لم يعد يتبقى لي شئ فى هذه الدنيا وأنا غريب فى هذا المكان .
لماذا يا رب كل هذه المصائب تأتى عليّ؟!!"
و نام الرجل من الحزن وهو جوعان، وفى الصباح كانت هناك مفاجأة فى انتظاره..
إذ وجد سفينة تقترب من الجزيرة و تنزل منها قارباً صغيراً لإنقاذه .
وعندما صعد على سطح السفينة أخذ يسألهم كيف وجدوا مكانه ؟ فأجابوه : "لقد رأينا دخاناً، فعرفنا إن شخصاً ما يطلب الإنقاذ" !!!
فسبحان من علِم بحاله ورأى مكانه .. سبحانه مدبر الأمور كلها من حيث لا ندري ولا نعلم..
إذا ساءت ظروفك فلا تخف.. فقط ثِق بأنَّ الله له حكمة في كل شيء وأحسن الظن به..
وعندما يحترق كوخك.. اعلم أن الله يسعى لانقاذك..

2009/05/09

مجلس الحي وإمام المسجد

مجلس الحي وإمام المسجد

العلاقة بين أهل الحي وإمام المسجد لابد أن تكون علاقة قوية مبنية على الاحترام والتقدير ، ولابد من التواصل المستمر بين الجانبين .
ولعل من نتاج هذه العلاقة إنشاء مجلس للحي يتم فيه انتقاء أفضل الموجودين في الحي من أهل العلم والصلاح والوجاهة ومن ناحية أخرى يمتثلون حسن التعامل وقوة التفاعل مع ما يطرح في هذا المجلس مما يعود نفعه للحي .
ولكن يراعي في إنشاء هذا المجلس الشروط التالية :
1. أن يكون غرض المجلس خدمة بيت الله، وتوفير اللازم مما يحتاجه.
2. ألا يؤدي ذلك المجلس إلى خلق مشاكل حزبية، أو مهاترات طائفية.
3. اختيار أعضائه من ذوي الوجاهة والمكانة. والمقصود بالوجاهة – أن يكون من أهل النفوذ، ليكون بذلك حصن يرد عن المسجد كل محاولة استغلال سيء، وهذا مشروط بألا يستغل صاحب الوجاهة المسجد لأغراض تنافي المنهج الحق ويكون ذلك بمعرفة عدم ارتباطه بأحزاب متعصبة.
والأولى أن يختار الملتزم بدينه، المستقيم على مبدئه الحق، ويراعى في اختيار أصحاب الوجاهة عدم فرض سيطرتهم وآرائهم على المسجد وسير نشاطه، خاصة مع غرورهم أو جهلهم، وهاتان مصيبتان تكفيان لحل هذا العضو من المجلس. على أنه لا يشترط في الاختيار أن يكون كل الأعضاء من أهل المكانة في الحي، بل يكفي ولو واحداً، ويستحسن أن يكون بقية الأعضاء من أهل الديانة وحب الخير والتفاعل معه.
4. أن يكون لذلك المجلس مديراً أو مسؤولاً؛ لإدارة نشاطه، وهذا مطلوب في كل عمل جماعي،ولا يتم إلا به.
5. أن يختار المدير برأي أهل المجلس؛ ليكون أقرب إلى القبول والموافقة.
6. أن ترسم الخطط والمشاريع التي تخدم المسجد ويتم تنفيذها أولاً بأول.
7. أن يشتمل نشاط ذلك المجلس على الأمور الآتية :
أولا : النشاط الاجتماعي، ويكون بما يلي:
· تفقد الأسر الفقيرة ومد يد العون لها.
· تفقد المرضى والمصابين وزيارتهم.
· مساعدة الشباب على الزواج وتيسيره لهم.
· تنسيق زيارات لمساجد أو أماكن أخرى، كالمستشفيات أو المقابر للاتعاظ.
· جمع الصدقات وتوزيعها على مستحقيها.
· إيجاد فرص عمل لبعض العاطلين، من خلال إشغالهم في أعمال مناسبة.
ثانياً : النشاط الدعوي، ويكون:
· دعوة قاطعي الصلاة إلى إقامتها والأخذ على أيديهم.
· توزيع الكتب والمنشورات الهادفة لمعالجة وضع معين، أو مشكلة في الحي، أو مشكلة تشغل بال الأمة، أو معالجة خلق .
· التنسيق مع دعاة لإقامة مختلف الأنشطة الدعوية من: محاضرات، وندوات، وحلقات علمية، أو تربوية وغيرها.
· حث الناس لحضور المحاضرات والندوات، ويكون بدعوات رسمية، كالرسائل، أو المشافهة وغير ذلك.
أنشطة أخرى:
ومنها: المساهمة في استمرارية الدعم والعطاء لمشاريع المسجد، وإكمال مرافق المسجد من: مدرسة تحفيظ، ومركز تعليم، سواء كان رجالياً أو نسائياً.. والسعي عند فاعلي الخير لإنشاء مشاريع أخرى في الحي، كالقيام بإنشاء مكان خيري لإغاثة الأسر المحتاجة .

أهمية التربية بالقدوة


السؤال : ما مدى أهمية التربية بالقدوة كمصدر من مصادر اكتساب الأخلاق الحميدة، أرجو بيان ذلك نظراً لإغفال الكثير لهذا الجانب في وقتنا الحاضر؟ .

الجواب
لا شك أن القدوة أساس في التأثير، والإسلام انتشر في مشارق الأرض ومغاربها بالقدوة، فقد كان المسلمون من الصحابة ومن غيرهم في تعاملهم مع الآخرين في شتى أمور الحياة كان الواحد منهم قدوة، وكم من إنسان دخل في هذا الدين بسبب تأثره بخلق واحد من أخلاق المؤمنين، ولذلك تجد أن الإنسان قد يتأثر بموقف عملي أكثر بكثير مما لو ألقيت عليه عدة خطب أو قرأ عدة كتب، فالقدوة لها أساس، والإنسان الذي يقتدي بغيره إنما يقتدي به لأنه رأى الخلق متمثلاً به عملياً، وهذا التمثل العملي هو أن يوافق قوله فعله، أي: أن يكون قدوة.
المصدر : شريط خصائص أهل السنة .
د . عبد الرحمن بن صالح المحمود

بداية التدوين

بسم الله الرحمن الرحيم

حينما انتشرت المدونات في عالم الانترنت وتسارع الكتّاب بالتسجيل فيها وحفظ كتاباتهم ونشراتهم .

ولم يكن في مخيلتي أن أشاركهم لكن بعد طول تأمل وتدبر قررت التسجيل والكتابة فيها .
فبدأت التدوين من هذا اليوم الرابع عشر من شهر جمادى الأولى لعام ثلاثين وأربعمائة وألف
فأسأل الله العلي القدير أن يجعلني مباركا أينما كنت .