2009/05/10

الكوخ المحترق

هبت عاصفة شديدة على سفينة فى عرض البحر فأغرقتها.. ونجا بعض الركاب.. منهم رجل أخذت الأمواج تتلاعب به حتى ألقت به على شاطئ جزيرة مجهولة و مهجورة.

ما كاد الرجل يفيق من إغمائه و يلتقط أنفاسه، حتى سقط على ركبتيه و طلب من الله المعونة والمساعدة و سأله أن ينقذه من هذا الوضع الأليم.
مرت عدة أيام كان الرجل يقتات خلالها من ثمار الشجر وما يصطاده من أرانب، و يشرب من جدول مياه قريب و ينام فى كوخ صغير بناه من أعواد الشجر ليحتمى فيه من برد الليل وحر النهار.
و ذات يوم، أخذ الرجل يتجول حول كوخه قليلا ريثما ينضج طعامه الموضوع على بعض أعواد الخشب المتقدة. وعندما عاد، فوجئ بأن النار التهمت كل ما حولها.
فأخذ يصرخ: "لماذا يا رب؟"
حتى الكوخ احترق، لم يعد يتبقى لي شئ فى هذه الدنيا وأنا غريب فى هذا المكان .
لماذا يا رب كل هذه المصائب تأتى عليّ؟!!"
و نام الرجل من الحزن وهو جوعان، وفى الصباح كانت هناك مفاجأة فى انتظاره..
إذ وجد سفينة تقترب من الجزيرة و تنزل منها قارباً صغيراً لإنقاذه .
وعندما صعد على سطح السفينة أخذ يسألهم كيف وجدوا مكانه ؟ فأجابوه : "لقد رأينا دخاناً، فعرفنا إن شخصاً ما يطلب الإنقاذ" !!!
فسبحان من علِم بحاله ورأى مكانه .. سبحانه مدبر الأمور كلها من حيث لا ندري ولا نعلم..
إذا ساءت ظروفك فلا تخف.. فقط ثِق بأنَّ الله له حكمة في كل شيء وأحسن الظن به..
وعندما يحترق كوخك.. اعلم أن الله يسعى لانقاذك..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق