2009/12/28

بين عيدين جورج والعيد

جورج رجل أمريكي بدين الجسم عريض المنكبين تجاوز الخمسين من عمره ويتمتع بصحة جيدة وحيوية ونشاط.. يعيش في بلدة صغيرة شمال مدينة واشنطن،ورغم المغريات المادية في المناطق الأخرى إلا أنه أحب بلدته وأصر على العيش فيها حيث يقضي نهاره في عمله التجاري متنقلا بين أطراف المدينة وإذا أمسى النهار عاد إلى دوحته الصغيرة مستمتعا بالهدوء والراحة مع زوجته وابنتيه وابن شاب تجاوز مرحلة الدراسة الثانوية وبدأ يخطط للالتحاق بالجامعة.
لما أقبل شهر ذي الحجة.. بدأ جورج وزوجته وأبناؤه يتابعون الإذاعات الإسلامية لمعرفة يوم دخول شهر ذي الحجة.. وتمنوا أن يكون لديهم رقم هاتف سفارة إسلامية للاتصال بها لمعرفة يوم عرفة ويوم العيد فلقد أهمهم الأمر وأصبح شغلهم الشاغل.. فالزوج يستمع للإذاعة والزوجة تتابع القنوات والابن يجري وراء المواقع الإسلامية في الإنترنت.
فرح جورج وهو يستمع إلى الإذاعة لمتابعة إعلان دخول شهر ذي الحجة وقال: الإذاعة مسموعة بوضوح خاصة في الليل ولما حدد يوم الوقفة ويوم العيد وتردد في الكون تكبير المسلمين في أرجاء المعمورة شمر جورج عن ساعده وأحضر مبلغا كان يدخره طوال عام كامل.. وبعد الظهيرة من اليوم التالي قال: عليَّ أن أذهب الآن لأجد الخروف الحي الذي لا يتوفر سوى في السوق الكبير شرق المدينة، ساوم جورج على كبش متوسط بمبلغ عال جدا ولما رأى أن المبلغ الذي في جيبه لا يكفي بحث عن أقرب صراف بنكي وسحب ما يكفي لشراء هذا الكبش فهو يريد أن يذبح بيده ويطبق الشعائر الإسلامية في الأضحية.. مسح جورج على الكبش وحمله بمعاونة أبناءه إلى سيارته الخاصة وبدأ ثغاء الخروف يرتفع وأخذت البنت الصغيرة ذات الخمس سنوات تردد معه الثغاء بصوتها العذب الجميل. وقالت لوالدها: يا أبي ما أجمل عيد الأضحى حيث ألعب مع الفتيات دون الأولاد ونضرب الدف وننشد الأناشيد، سوف أصلي العيد معكم وألبس فستاني الجديد وأضع عباءتي على رأسي، يا أبي: في هذا العيد سوف أغطي وجهي كاملا فلقد كبرت.. آه... ما أجمل عيد الأضحى سنقطع لحم الخروف بأيدينا ونطعم جيراننا ونصل رحمنا ونزور عمتي وبناتها ! ياأبي ليت كل أيام السنة مثل يوم العيد.. ظهرت السعادة على الجميع وهم يستمعون للعصفورة كما يسمونها.
انفجرت أسارير الأب وهو يلقي نظرة سريعة إلى الخلف ليرى أن مواصفات الكبش مطابقة لمواصفات الأضحية الشرعية فليست عوراء ولا عرجاء ولا عجفاء.. ولما قرب من المنزل وتوقفت السيارة هتفت الزوجة يا زوجي.. يا جورج علمتُ أن من شعائر الأضحية أن يُقسم الخروف ثلاثة أثلاث: ثلث نتصدق به على الفقراء والمساكين، وثلث نهديه إلى جيراننا ديفيد واليزابيث و مونيكا.. والثلث الآخر نأكله لحماً طرياً ونجعله لطعامنا في أسابيع قادمة.
ولما قرب الكبش إلى الذبح في سوم العيد احتار جورج وزوجته أين اتجاه القبلة ! وخمنوا أن القبلة في اتجاه السعودية وهذا يكفي.. أحدَّ جورج شفرته ووجه الخروف إلى حيث اتجاه القبلة وأراح ذبيحته، بعدها بدأت الزوجة في تجهيز الأضحية ثلاث أثلاث حسب السنة وكانت تعمل بعجل وسرعة... فزوجها قد رفع صوته وبدا عليه الغضب وانتفخت أوداجه: هيا لنذهب إلى الكنيسة فليوم يوم الأحد !! وكان جورج لا يدع الذهاب إلى الكنيسة بل ويحرص أن يصطحب زوجته وأولاده انتهى حديث المتحدث وهو يروي هذه القصة عن جورج وسأله أحد الحضور: لقد حيرتنا بهذه القصة هل جورج مسلم أم ماذا؟!!.. قال المتحدث: بل جورج وزوجته وابنه كلهم نصارى كفار لا يؤمنون بالله وحده و لا برسوله.. ويزعمون بأن الله ثالث ثلاثة - تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً - ويكفرون بمحمد و يحادون الله ورسوله !! كثر الهرج في المجلس وارتفعت الأصوات وأساء البعض الأدب وقال أحدهم: لا تكذب علينا يا أحمد.. فمن يُصدق أن جورج وعائلته يفعلون ذلك ! كانت العيون مصوبة والألسن حادة والضحكات متتابعة ! حتى قال أعقلهم: إن ما ذكرت غير صحيح ولا نعتقد أن كافراً يقوم بشعائر الإسلام ! ويتابع الإذاعة ويحرص على معرفة يوم العيد ويدفع من ماله ويقسم الأضحية و... !
بدأ المتحدث يدافع عن نفسه ويرد التهم الموجهة إليه ! وقال بتعجب وابتسامة: يا إخواني وأحبابي.. لماذا لا تصدقون قصتي؟! لماذا لا تعتقدون بوجود مثل هذا الفعل من كافر.. أليس هنا عبد الله وعبد الرحمن و خديجة وعائشة يحتفلون بأعياد الكفار ! فلماذا لا يحتفل الكفار بأعيادنا ! لم العجب؟ الواقع يثبت أن ذلك ممكنا بل وواقعا نلمسه.. أليس البعض يجمع الورود لعيد الحب ويحتفل الآخرون هنا برأس السنة وبعيد الميلاد وعيد.. وعيد.. وكلها أعياد كفار؟!! لماذا يستكثر على جورج هذا التصرف ولا يستكثر على أبناءنا وبناتنا مثل هذا؟!!
إذا كنتم تتعجبون من فعل جورج فأنا أتعجب من فعل أبناء وبنات التوحيد كيف تكون حال التبعية والانهزام لديهم ! ولما ارتفعت الأصوات وتسابقت السهام نحو أحمد قال: انصتوا إلى هذه المرة لأروي لكم قصة لا تكذبوني فيها: هذه عائشة ابنه هذا البلد ممن أسماها والدها باسم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها زوج رسول الله ، لما علمت بعيد إسمه عيد الحب وهو عيد من أعياد الرومان والوثنيين. يحتفل به الكفار كل عام ويتبادلون فيه الورود وهو يوم فساد وموطن إباحيه ! سارعت عائشة إلى محلات الورود واشترت باقة ورد حمراء باهظة الثمن وهي طالبة جامعية لا دخل لها ومع هذا دفعت مبلغاً لهذه الورود ! وعلقت وردة على صدرها، ولبست في ذلك اليوم فستاناً أحمراً، وحملت حقيبة حمراء، وانتعلت حذاء أحمراً و.. !
هذه عائشة فعلت أتصدقون ! قالوا بتعجب وألم: نعم فعل بعض بناتنا ذلك بل وانتشرت الظاهرة بشكل ملفت !
هز أحمد يده ورفعها وقال: عشت في أمريكا أكثر من عشر سنوات، والله ما رأيت أحداً من الكفار احتفل بأعيادنا، ولا رأيت أحداً سأل عن مناسباتنا ولا أفراحنا ! حتى عيدي الصغير بعد رمضان أقمته في
شقتي المتواضعة لم يجب أحد دعوتي عندما علموا أ، ما احتفل به عيداً إسلامياً ! لقد أقمت في الغرب ورأيت بأم عيني كل ذلك ولما عدت فإذا بنا نحتفل بأعيادهم وهي رجس وفسق !
والبعض من أهل الإسلام عطل الكثير من شعائر أعيادنا ولم يلق لها بالاً ولم يرفع بها رأساً. العام الماضي بعض من الشباب المسلم لم يصلوا صلاة العيد ! أما أعياد الأم فكم اشتريت فيه الهدايا حتى أحب الصغار عيد الأم وفضلوه على عيد الإسلام !
والأعياد من شعائر الإسلام الظاهرة ومن خصائص هذه الأمة. لقد هجرنا عبادة نتقرب فيها إلى الله عز وجل وأغرقنا في الانهزامية والتبعية وملاحقة أعياد الكفار أعداء الملة والدين، قال ابن تيمية رحمه الله: ( لا يحل للمسلمين أن يتشبهوا بهم (أي الكفار) في شيء مما يختص بأعيادهم لا من طعام ولا لباس ولا اغتسال ولا إيقاد نيران ولا تبطيل عادة من معيشة أو عبادة أو غير ذلك. ولا يحل فعل وليمة ولا الإهداء ولا البيع يما يستعان به على ذلك لأجل ذلك، ولا تمكين الصبيان ونحوهم من اللعب الذي في الأعياد ولا إظهار الزينة، وبالجملة ليس لهم أن يختصوا أعيادهم بشيء من شائرهم، بل يكون يوم عيدهم عند المسلمين كسائر الأيام ).
وقال ابن القيم رحمه الله: ( وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنئا بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو يمن المحرمات، وهو بمنزله أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم عند الله وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر، وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه، وكثير من لا قدر للدين عنده يقع في ذلك وهو لا يدري قبح ما يفعل، فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر تعرض لمقت الله وسخطه ).
وقال أحمد في صمت من الجميع: أربأ بمسلم ومسلمة أن يسمعوا حديث الرسول فلا يقع في قلوبهم: ( من تشبه بقوم فهو منهم )، قال ابن تيمية معلقاً على هذا الحديث: هذا أقل أحواله أن يقتضي تحريم التشبه بهم وإن كن ظاهرة يقتضي كفر المتشبه بهم ككما في قوله تعالى وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ [المائدة:51].
عاد أحمد ليقول بمرارة وحزن: أجيبوا هل ضحى جورج بذبيحته وقسمها ثلاثة أثلاث؟!
أم أن ذلك محض خيال لا نرى له واقع إطلاقاً !।


بقلم الشيخ / عبدالملك القاسم

2009/11/17

بيان العلماء حول اعتداء الرافضة الحوثي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فإن الحفاظ على بلاد الحرمين المملكة العربية السعودية من أعظم الواجبات، فهي دار النصرة والقبلة، حبيبة المسلمين، عدوة الكافرين، الدار الأولى لظهور الإسلام، والخط الأخير في غرة الوجود الإسلامي।
وهذه البلاد المباركة هي في العالم الإسلامي بمنْزلة القلب للجسد؛ ولذا كان واجبا على أهلها خاصة والمسلمين عامة المحافظةُ على حدودها وأراضيها وبالتالي فدحر المعتدي عليها من أفضل الأعمال وأجلها لاسيما إذا كان المعتدي تديره يد صفوية رافضية النّزعة تطمع في وثنية جديدة على أرض الحرمين بعد أن حماها الله من الوثنية بمبعث رسوله عليه الصلاة والسلام।
وانطلاقا مما سبق، وقياماً بما أوجبه الله من بيان الحق والنصح للخلق، فإن الموقعين على هذا البيان يؤكدون على ما يلي:

أولاً: أن ما تقوم به الدولة الرافضية الإيرانية، من زعزعة لاستقرار الدول الإسلامية، بزرع عملائها فيها، وإمدادهم بالمال والسلاح وجعلهم طليعة لنشر المشروع الرافضي في تلك البلدان، وأداة لزعزعة الأمن والاستقرار؛ لهو أمر خطير، وهو من أعظم ضروب الفساد في الأرض، الأمر الذي يوجب على جميع المسلمين أخذ الحيطة والحذر ومدافعة المد الرافضي ونشر مذهب أهل السنة، واتخاذ التدابير الأمنية والدعوية والإعلامية كافة، لتحجيم هذا المد الخطير، فإن هذا المشروع الرافضي لا يمكن التصدي له إلا بمشروع متكامل। مع العلم بأن هؤلاء الرافضة المعتدون يتعاملون مع إخواننا من أهل السنة في إيران بشتى صنوف العنف والإرهاب، ومصادرة حقوقهم وحرياتهم الشرعية، فرّج الله عن إخواننا وكان الله في عونهم।

ثانياً: أن الجريمة السافرة التي قامت بها تلك الجماعة الرافضية التي تسمي نفسها بالحوثيين من انتهاك لأراضي بلادنا وفق مخطط صفوي فارسي يريد زعزعة أمننا، ليوجب الضرب عليها بيد من حديد والتصدي لها بكل حزم وقوة وأخذ الأهبة بالاستعداد الدائم وتقوية الجيش بالعدد والعدة والتدريب القوي حتى يعلم الناس أن بلاد الحرمين دونها رجال يذودون عنها قربة لله جل وعلا।

ثالثاً: أن ما تنوي دولة إيران الرافضية القيام به من تصدير للمذهب الرافضي المناقض لنصوص الوحيين، وكذا مسيرات في موسم الحج بدعوى البراءة من المشركين، هو بدعة منكرة هدفها سياسي محض ولا يجوز إقرارها أو السماح بها।

رابعاً: نوصي إخواننا المرابطين على الثغور بإخلاص النية لله والتوجه الصادق بأن يكون عملهم من أجل إعلاء كلمة الله، والصبر والمصابرة واحتساب الأجر عند الله في كل ما يصيبهم من نصب وشدة وبلاء، فإن ما يقومون به من الدفاع عن بلاد الحرمين من أفضل العمل حيث رباط يوم في سبيل الله خير من صيام وقيام شهر كامل।

خامساً: ندعو جميع المسلمين في بلادنا إلى مواساة إخوانهم ممن تركوا ديارهم ومساكنهم من سكان المناطق الحدودية بسبب هذا العدوان الآثم।

سادساً: ندعو عموم المسلمين حكومات وشعوباً دعم إخواننا في اليمن ونشر منهج السنة ليكونوا درعاً منيعاً ضد المد الرافضي في المنطقة।

سابعاً: نوصي إخواننا مِنْ أئمة المسلمين وعامتهم بتقوى الله تعالى في السر والعلن، والتوبة إليه، فإن فشو الذنوب والمعاصي والمجاهرة بها وإعزاز المفسدين والتضييق على المصلحين، هو السبب الرئيس في اضطراب الأحوال، وزعزعة الأمن، فما نزلت مصيبة إلا بذنب ولا رفعت إلا بتوبة، كما قال تعالى: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير}، وقال تعالى: {ذلك بأن الله لم يك مغيراً نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}।

نسأل الله تعالى أن يصلح أحوال المسلمين وأن يدفع عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن।

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين।

الموقعون:
الشيخ عبدالله بن محمد الغنيمان
الشيخ عبدالله بن حمد الجلالي
الشيخ د।عبدالله بن حمود التويجري
الشيخ د।خالد بن عبدالرحمن العجيمي
الشيخ د.حمد بن إبراهيم الحيدري
الشيخ د.محمد بن سعيد القحطاني
الشيخ د.أحمد بن عبدالله الزهراني
الشيخ د.عبدالرحمن الصالح المحمود
الشيخ د.ناصر بن سليمان العمر
الشيخ د.سليمان بن وايل التويجري
الشيخ د.وليد بن عثمان الرشودي
الشيخ العباس بن أحمد عبدالفتاح الحازمي
الشيخ د.إبراهيم محمد أبكر عباس
الشيخ د.خالد بن عبدالله الشمراني
الشيخ عيسى بن درزي المبلع
الشيخ أحمد بن حسن بن محمد آل عبدالله
الشيخ إبراهيم بن محمد بن يحيى
الشيخ سعد بن علي بن سعد العمري
الشيخ أحمد بن عبدالله بن محمد آل شيبان
الشيخ د.محمد بن عبدالله الهبدان
الشيخ د.ناصر بن يحيى الحنيني
الشيخ د.عبد العزيز التركي
الشيخ محمد بن عبدالعزيز اللاحم
الشيخ د.عبد المحسن بن عبدالعزيز العسكر
الشيخ د.عبدالله بن صالح البراك
الشيخ د.خالد بن محمد الماجد
الشيخ د.عبدالعزيز بن محمد آل عبداللطيف
الشيخ عبدالله بن ناصر بن محمد السليمان
الشيخ سعد بن ناصر بن عبدالعزيز الغنام
الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز أبانمي
الشيخ عبدالله بن علي الغامدي
الشيخ فيصل بن عبدالله الفوزان
الشيخ د.سليمان بن حمد العودة
الشيخ د.عبدالعزيز بن عبدالله المبدل
الشيخ د.عبدالله بن عمر الدميجي
الشيخ د.علي بن سعيد بن علي الغامدي
الشيخ د.حسن بن صالح الحميد
الشيخ د.عبدالله بن عبدالرحمن الوطبان
الشيخ د يوسف بن عبدالله الأحمد
الشيخ صالح الدرويش
الشيخ سعد الحميد
الشيخ محمد بن عبدالعزيز اللاحم
الشيخ د.ستر بن ثواب الجعيد
الشيخ بدر بن إبراهيم الراجحي
الشيخ د. محمد بن عبدالله الخضيري
الشيخ د. عبدالله بن عبدالعزيز الزايدي

2009/09/22

ما أجملها من لحظة !!

خاطرة : ما أجمل هذه اللحظات
تمر بالإنسان مواقف في حياته يشاهدها بعينه أو يسمعها بأذنه فتهز كيانه وتؤثر على قلبه فيفرح بذلك أيما فرح .
هذه المواقف لا يعقلها إلا أصحاب القلوب الحية { إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد } .
هذه المواقف كم كنت أتمنى أن أراها في كل المجتمعات بكافة طبقاتها .
هذه المواقف إن وجدت في المجتمع فهي دليل على معدنه الصافي وصلاحه وتميزه وخيريته على باقي المجتمعات .
أقول أحبتي الكرام : كثيرة تلك اللحظات الجميلة التي تمر بالإنسان فمنها :
· حينما يأخذ الوالد ولده معه لإقامة شريعة من شرائع الدين وركيزة من ركائزه العظام ألا وهي الصلاة ممتثلا بذلك أمر الله تعالى له بقوله { وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها } . وقول النبي صلى الله عليه وسلم ( مروا أولادكم بالصلاة لسبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع ) . فما أجملها من لحظة .
· حينما تشاهد صغير السن يحترم الكبير ويقدره ويبتدئه بالسلام ولا يتقدم عليه في الحديث أو يرفع صوته في الكلام معه مطبقا حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم (ليس منا من لم يرحم صغيرنا ولم يعرف شرف كبيرنا ) . فما أجملها من لحظة .
· إذا كنت في السوق لقضاء أغراضك وشراء مستلزماتك تشاهد المرأة محجبة مستترة تصون عرضها وتحفظ كرامتها لا تنساق وراء دعوات المضللين ولا تنخدع بدعايات الناعقين باسم الموضة والأناقة يحدوها قول الله تعالى { وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن .... } الآية . وقول الله عز وجل { وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى } . فما أجملها من لحظة .
· إذا أبصرت عينك ذاك الشاب حاملا مصحفه بين يديه تاليا لكتاب ربه في حلقة التحفيظ مبتغيا أجره يشحذ همته ويقوي عزيمته بقول الله { إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إن غفور شكور } . وحديث النبي صلى الله عليه وسلم : (يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها ) . فما أجملها من لحظة .
· إذا كنت في طريق راكبا سيارتك والمؤذن ينادي ( حي على الصلاة .. حي على الفلاح ) وإذا بأصحاب المحلات التجارية يغلقون محلاتهم متوجهين لأداء الصلاة والمارة يتوجهون للمساجد ممتثلين أمر الله عز وجل { وأقيموا الصلاة } . فما أجملها من لحظة .
· حينما يقوم الرجل من الليل فيصلي ما كتب الله له ثم يوقظ أهله للصلاة فإن أبت نضح في وجهها الماء وكذلك المرأة تقوم من الليل لتصلي ثم توقظ زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء . يرجون رحمة الله تعالى كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( رحم الله رجلا قام الليل وأيقظ امرأته فإن أبت نضح في وجهها الماء ورحم الله امرأة قامت من الليل وأيقظت زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء ) . فما أجملها من لحظة .

2009/08/11

أسرع طريقة لهدم الحياة الزوجية

أسرع طريقة وأسهل عملية لهدم الحياة الزوجية هي حساب أخطاء الطرف الآخر واستحضار زلاته عند حدوث خطأ ما.

إنك وإنكِ إذا بدأت تحتسب الأخطاء على صاحبك وتعدها وتتذكرها دائماً، فأنت تدخل مرحلة الشقاء والتعاسة، فإذا تصورت دائماً أخطاء صاحبك فستتكون في ذهنك باستمرار أن هذا الشخص لا تصلح الحياة معه أبداً.

فتبدأ تذكر أخطاءه أمامه وأمام غيره، وإذا زل زلة ولو صغيرة مباشرة ستتضجر منه وتخرج عنه.

لماذا ؟! لأنك تستحضر أخطاءه ولا تغتفرها وتدفنها، مع أن كل واحد من بني آدم صاحب أخطاء:
من ذا الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقط

تأمل وتأملي: لو احتسبت أخطاءك أنت واستحضرتها عند كل زلة ستعيش في قلق وهم وحيرة، وستعتقد أنك إنسان كثير الأخطاء تظلم نفسك وغيرك ولا تصلح أبداً، هذا مع نفسك، فكيف مع غيرك.

لكن ديننا الحنيف ربانا على الرجاء: وهو أن نقدم الخير ونرجو عند الله ثوابه، وإن قدمنا زللاً نتوب ونرجو الله يغفر لنا، ولا نلتفت للذنب بعدها ما دمنا صادقين، فنحيا برضى وطمأنينة ولا نخشى من خنجر اليأس والتشاؤم الشيطاني.

لذا فعلينا أن نعلم أن الكل يخطئ ويقع في الزلل، لكن لابد أن نغض طرفنا عن كل خطاً، بل ندفن الأخطاء بعد أن نعالج منها ما هو في مقام علاج وننظر في الطريقة المناسبة له، وننسى خطأ الزوج وخطأ الزوجة ونعتبر أن هذا الخطأ قد فات ومات وهو الآن في عالم الأموات.

وتذكر وتذكري دائماً أنك إذا وجدت في شريكك ما تكرهه فاذكر أن فيه صفات تحبها وطباع تودها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر " رواه مسلم.

أخيراً: إني لم أر رجلاً أو امرأة تعيس في حياته الزوجية إلا وجدته يعدد أخطاء صاحبه ويحسب صغار الهفوات على شريكه.
وعلى عكس ذلك، فإن الذين أعرفهم يعيشون في حياتهم الزوجية بسعادة وهناء وطمأنينة دائماً يثنون على بعضهم وكأنهم ليس عندهم خطأ، مع أن عندهم ما عند غيرهم من الأخطاء.
لكن المسالة أن هذا غض طرفه فطاب عيشه والآخر لم يفعل فكان لا بد أن يفشل.

2009/07/24

إكرام شعبان

لقد جاءكم ووفَد عليكم سفيرٌ كريم بين يدَي ضيفٍ حبيب عظيم، فأكرموا سفيرَ حبيبكم، وقوموا بحقّ مبعوث ضيفِكم، إنه شهر شعبان، رسولُ رمضان وسفيره، ومبعوثه إليكم وبريدُه، فمن حقّ رمضان علينا أن نصِل قريبه، وأن نكرمَ أخاه وقرينَه، ويكون ذلك بأمور يسيرةٍ لمن همُّه سعة قبره وضياؤه، وهدفه رحمة ربّه ورضاؤه.
أيها الإخوة الكرام، أوّلُ ما يكون به الإكرام لهذا الشهر الزائر الراحل هو الإكثار من الصيام فيه، فإنّ حبيبنا المصطفى كان يكثر من الصيام في شعبان، قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: ما رأيتُ رسول الله استكمل صيامَ شهر إلاَّ رمضان، وما رأيته أكثرَ صياما منه في شعبان، وقالت رضي الله عنها: كان النبي يصوم شعبانَ كله، كان يصوم شعبان إلا قليلاً.وقد بيّن نبيّنا سببَ إكثاره من الصيام في هذا الشهر المبارك، فعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت: يا رسول الله، لَم أرك تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان ؟! فقال : ((ذاك شهر يغفَل الناس عنه، بين رجَبٍ ورمضان، وهو شهرٌ ترفع فيه الأعمال إلى ربِّ العالمين، فأحبّ أن يُرفَع عَملي وأنا صائم)).
فذكر سببين اثنين: أولهما أن شهر شعبان شهرٌ يغفل الناس عنه لوقوعه بين شهرين عظيمين: شهرِ رجب وشهرِ رمضان، والأوقات التي يغفل فيها الناس عن العبادة تحسن فيها الطاعات وتعظم فيها الحسنات، فالمؤمن ينبغي له أن يزداد تشميره وحرصُه على الطاعة والعبادة والذكر حين أوقات الغفلة وفي أماكن الغفلة.
والسبب الثاني لإكثار المصطفى من الصيام في شعبان هو أن شعبانَ شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى, فأراد أن يرفع عمله وهو صائم، فلنحرص على الاقتداء بنبينا وحبيبنا محمد .
ثم إن الصيام في شعبان هو كالتّمرين على صيامِ رمضان، لئلا يدخل المسلم في صومِ رمضان على مشقّة وكُلفة، بل يكون قد تمرّن على الصيام واعتادَه، ووجد بصيام شعبان قبل رمضان حلاوةَ الصيام ولذّته، فيدخل المسلم في صيام رمضان برغبَة وقوَّة ونشاط.
الإكرام الثاني الذي نكرم به شهر شعبان هو تطهير أنفسِنا من جميع الذنوب والمعاصي وتنقيةُ بيوتنا من جميع المنكرات والمخالفات، فالتوبةَ التوبةَ توبوا إلى لله تعالى توبةً نصوحًا، واصطَلِحوا مع خالقكم، وافتحوا صفحةً جديدة بيضاءَ لما تبقّى من حياتكم، وأَبشِروا بقَبول الله تعالى، قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
احرص أخي المسلم على أن لا يدخلَ عليك رمضان إلاّ وأنت طاهِرٌ نقيّ، فإنّ رمضانَ عِطر، ولاَ يُعطَّرُ الثّوبُ حتى يُغسَل، وهذا زمنُ الغسل، فاغتسلوا من درَن الذنوب والخطايا، وتوبوا إلى ربكم قبل حلول المنايا، اتّقوا الشركَ فإنه الذنب الذي لا يغفره الله لأصحابه، واتَّقوا الظلم فإنه الديوان الذي وكله الله لعباده، واتقوا الآثام فمن اتقاها فالمغفرة والرحمة أولى به.يا من للناس عليك حقوقٌ، أدِّ الحقوقَ لأصحابها. أيها العاق لوالديه، ائت مرضاةَ الله من أبوابها، وإن رضا الله تعالى في رضا الوالدين، وسخطه تعالى في سخط الوالدين. أيها الشاب الواقع في المعاصي، اعلم أن الشيطان لن ينتصر عليك بإيقاعك في المعاصي، وإنما ينتصر عليك بتقنيطك وتيئيسك من رحمة أرحم الراحمين وبتسويف التوبة وطول الأمل.
الإكرام الثالث الذي نكرم به سفير رمضان هو الإكثار من قراءة القرآن، فقد كان سلفنا الصالح رضوان الله عليهم يجدّون في شعبان، ويتهيّئون فيه لرمضان، قال سلمة بن كهيل رحمه الله: كان يقال: شهر شعبان شهرُ القراء، وكان عمرو بن قيس رحمه الله إذا دخل شهرُ شعبان أغلَقَ حانوتَه وتفرَّغ لقراءةِ القرآن.فلنحرص رحمني الله وإياكم على الإكثار من الطاعات واجتناب السيئات، ولنغتنم فراغنا قبل شغلنا، وصحتنا قبل سقمنا، وحياتنا قبل موتنا، وغنانا قبل فقرنا.

2009/07/19

الإجازة الصيفية وبناء الشباب

الحمد رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله إمام المتقين–صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الغر الميامين. أما بعد:
فإن زينة الحياة الدنيا وعدة الزمان بعد الله-عزوجل-وأمل الأمة هم شبابها، فكيف يمكن بناءهم في الإجازة الصيفية؟
إن الأمة الإسلامية إذا أرادت إصلاح شبابها, ورغبت في أن تقر عينها بصلاحهم, ونجاحهم وتفوقهم في حياتهم فعليها أن تهتم ببنائهم بناءً صحيحاً. فتهتم بتربيتهم التربية الحسنة، وتسلحهم بسلاح الإيمان، وتحصنهم بدروع التقوى، وتأخذهم بجد وقوة إلى العلم النافع والعمل الصالح.
إن بناء الشباب والعناية بهم مسلك الأخيار, وطريق الأبرار، فلا تفسد الأمة وتهلك في الهالكين إلا حين يفسد أجيالها، ولا ينال الأعداء منها إلا إذا نالوا من شبابها وصغارها.
إن بناء الشباب وتربيتهم تبدأ بالدعاء لهم فهذا زكريا-عليه السلام-دعا ربه بأن يرزقه الذرية الطيبة فقال: (رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ) . ويقول إبراهيم عليه السلام:(وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ) وقال-عليه السلام-:(رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ) ، وكل رجل صالح من عباد الله يبتهل إلى ربه ويدعوا لذريته فيقول: (رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) ، فينشأ من هذا البناء علماء عاملون، وجنود مجاهدون، وصناع محترفون، وشباب صالحون، فتصلح وتسعدُ بهم أمتهم، وتقربهم أعين آباءهم وأمهاتهم، فيمتد نفعهم، وتحسن عاقبتهم .
إن من خطوات البناء: التوجيه والإرشاد فقد رسم النبي-صلى الله عليه وسلم-منهجاً واضحاً في بناء الشباب فقال-عليه الصلاة والسلام-لابن عمه الغلام عبد الله بن عباس-رضي الله عنه-:" يا غلام احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لوا اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك بشيء إلا قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام جفت الصحف"
.
فكانت أول لبنة وضعها النبي-صلى الله عليه وسلم-في البناء هي لبنة العقيدة، ورسوخ الإيمان، وصدق التعلق بالله وحده والاعتماد عليه، فحفظ الله يكون بحفظ حقوقه وحدوده، ومن ثم الاستعانة به وحده في الأمور كلها، والتوكل عليه، واليقين، الجازم بأن بيده سبحانه الضر والنفع، فيأتي ذلك البناء ليكون دافعاً للشباب، وهم في فورتهم وطموحهم وتكامل قوتهم، ليكون الشاب قوي العزيمة عالي الهمة.
أن من لبنات البناء أن نهتم بالشباب الاهتمام المطلوب, وخاصة في أيام الإجازات والعطل, فالشباب اليوم بحاجة إلى تكاتف الجهود،وبذل المزيد من الأوقات، والتخطيط، لكي نحفظهم من رياح التغيير التي تعصف بالصغير والكبير، وتقتل الطفل والمرأة، لكي ننشئ جيلاً عالماً بدينه, معتزاً بعقيدته، عارف بواقعه، عاملاً بكتاب ربه وسنة نبيه، على بصيرة من أمره، وإن هذا البناء لم يكن إلا إذا عملنا على تكوين البناء في هذه الإجازة.
إن الإجازة تعمل على هدم البناء الذي حصل عليه الشباب في المدارس والجامعات والمعاهد فترة دراستهم إلا أن هناك دورات، وحلقات، ومراكز، ومخيمات تعمل على مواصلة البناء في هذه الإجازة فهي تعمل على بناء الشباب بناءً علمياً وذلك من خلال وضع المناهج المناسبة والملائمة لمستويات الشباب، فيدرسون منهجاً علمياً،يقوم على الفهم الصحيح الذي فهمه سلف الأمة. وتعمل على بناء الشباب بناء فكرياً، فكراً مستنيراً بكتاب الله وسنة رسوله، فكراً سليماً من البدع والخرافات والشركيات، فكراً خالياً من الشبه والضلالات، فكراً بعيداً عن القنوات الفضائية وما تمليه من شبهات, وطعونات, وشكوكات عن الإسلام وتعاليمه, وبعيداً عن تلبيسات الأعداء ومخادعاتهم.
فالبناء متواصل من قبل أهل الخير حيث تعمل هذه المراكز على بناء الشباب بناء صحياً وذلك من خلال الأنشطة الرياضة التي تمارس على مختلف أنواعها, ومن خلال التوعية بأسباب الأمراض وأضرارها ومن خلال الحث على النظافة وإقامة الدورات في الإسعافات الأولية وغيرها، وشعارهم في ذلك العقل السليم في الجسم السليم.
ومن اللبنات التي تضعها هذه المراكز والدورات، لبنة بناء المستقبل المشرق، وذلك من خلال إقامة الدورات في الحاسوب، واللغات، والإدارة، والمحاسبة، والخطابة وغيرها من اللبنات التي تكون شباب المستقبل الزاهر، وذلك لن يكون إلا بأن يكون آباء الأبناء وأمهاتهم على علم بما تقوم به هذه المراكز من خدمات عديدة, فيدفعون أبناءهم إلى هذه المراكز والدورات فتكون الثمرة بناء جيل سليم العقيدة، مستنير الفكر بالكتاب والسنة، محصناً بالآداب الشرعية عنده طموحات عالية صالحاً في نفسه مصلحاً لغيره, هذا هو البناء الذي يتكون للشباب في الإجازة الصيفية لمن أدرك أهميتها وعمل على بناء نفسه وغيره.
إن للعمر أجل، وأن الآمال عريضة بحر لا ساحل له- ولذلك وجب المسارعة إلى العمل الصالح واحفظ لحظات العمر، واشغل الأوقات بما ينفع في العاجل والآجل.
إن الشاب إن لم ينشغل في مشروعات الخير والإنتاج المثمر ، وأعمال البر والطاعة ، نهبته الأوقات الطائشة، وعاش في دوامة من الترهات والمهازل.
إن شغل الأوقات وشحنتها بالأعمال والواجبات، والانتقال من عمل إلى عمل ومن مهمة إلى أخرى، ولو كانت خفيفة، يحمي المرء من علل البطالة, ولوثات الفراغ, والنفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل.
ثم إن الأمة تتخلص من مفاسد كبيرة، وشرور عريضة لو أنها عملت على بناء شبابها وتحكمت في أوقات الفراغ لأبنائها، وذلك بعمل جداول مهمة تعمل على حفظ هذه الأوقات وتعمل على البناء الصحيح
.
اللهم اهدنا واهدي بنا ويسر الهدى لنا، اللهم وفقنا في ديننا ووفقنا في دنيانا إنك سميع الدعاء.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين،،،

2009/07/14

خيبة المشروع الليبرالي في المملكة في ضوء قرارا النائب الثاني بمنع السينما

بالأمس أصدر سمو النائب الثاني ووزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز وفقه الله قرارا بمنع استحداث السينما في المملكة العربية السعودية.
المحللون رأوا في القرار ضربة موجعة لمفاصل "المشروع الليبرالي المتهالك" في المملكة فرموزه لطالما تغنوا بالسينما وهللوا لها، فبعضهم قال: إنه مشروع قادم لا محالة، وبعضهم أغلظ فيه المقال ، حتى جاء القرار على عجالة و حاسما لجدل تدافعت فيه الأفكار حول استحداث "مشروع السينما" في المملكة !
بل إن المراقبين رأوا في النمط العام لتعاطي النائب الثاني- بحسم – مع القضايا العالقة التي يتبناها الليبراليون عادة وتتناقض مع ثوابت الدين أو الوطن..
نمطا يوحي بمرحلة جديدة يسود فيها "الحجر" على المشروع الليبرالي الوليد ورموزه في كل ما يتناقض مع الثوابت في المملكة.وقد ولد "مشروع السينما" جدلا واسعا في المملكة بين من تبناه "وهم نخبة أقلية" وبين عموم المجتمع بكل مكوناته الفكرية والعلمية ، وامتد الحراك ليتمثل في خطاب صريح وشفاف وجهه سمو الأمير خالد بن طلال بن عبد العزيز بشكل مباشر لرموز التيار الليبرالي حول السينما – نشره موقع لجينيات ضمن حوارخاص مع الأمير- وخص في خطابه أخاه الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز بنصائح ودية وصريحة دعاه فيها إلى التراجع عن دعم المشاريع المصنفة في إطار التغريب و"اللبرلة" والمتناقضة مع القيم الدينية ومنها دعم "مشروع السينما" بل دعا إلى الحجر على أمواله ! وقد لقي الحوار صدى واسعا في الصحافة والمحطات العالمية بلغات شتى.
وجدير بالذكر أن تصويتا قام به موقع "صحيفة الرياض الإليكتروني" ، كشف عن أن المجتمع السعودي بغالبيته العظمى ضد استحداث السينما في المملكة وهو ما يعني أن قرار النائب الثاني سمو الأمير نايف جاء تفاعلا مع إجماع المرجعية الشرعية والذي هو قناعة المجتمع السعودي برمته .
وموضوع "استحداث السينما في المملكة" ليس موضوعا فكريا محضا بل إطاره العام شرعي محض ! وقد اتفقت المكونات الشرعية في المملكة وعلى رأسها هيئة كبار العلماء ممثلة في المفتى العام وكذلك عامة العلماء على منع استحداث دور السينما ولم يخالف في ذلك إلا قلة قليلة جدا اشترطت لقيام السينما ضوابط شرعية محددة .
ولسنا هنا في مقام مناقشة آراء العلماء ولكن حسبنا أن نتساءل: أي مصلحة للناس في استحداث دور السينما! وهل وضع الضوابط متصور الوقوع على ضوء ما جرى في بلاد المسلمين؟!! فحتى لو افترضنا أن في قيامها مصلحة ومنفعة للمجتمع فإن مفهوم المفسدة ليس منحصرا من الناحية الشرعية في ما ينشأ ابتداءا ! وإنما يشمل أيضا المنفعة التي يترتب عليها المفسدة والشر !! ولأجل هذا كان للمباح أحكام تدور مع المصلحة والمفسدة وهذه من القواعد الفقهية المشهورة .
يقول الإمام السعدي رحمه الله: "فالأمور المباحة هي بحسب ما يتوسل بها إليه، فإن توصل بها إلى فعل واجب أو مسنون كانت مأموراً بها. وإن توصل بها إلى فعل محرم أو ترك واجب، كانت محرمة منهيّاً عنها، وإنما الأعمال بالنيات الابتدائية والغائية، والله الموفق".
فليست السينما من الأولويات لنهضة الأمة وتطورها ..ولا هي من الضرورات التي لا يستقيم النظام في الحياة باختلالها ولا من الحاجيات التي تضيق الحياة بدونها!! ولا يختلف عاقلان اثنان في أن تصنيفها شرعيا ضمن التحسينيات(التي يحصل بها كمال المجتمع ) فيه مغالطة كبيرة و "جور في التصنيف" !! فواقع الحال أن الاجتماع عليها يفضي –وإن في الغد القريب- إلى اجتماع على المعصية مجسدة في معروض يناقض المعلوم تحريمه من الدين بالضرورة...
واسأل من فتحوا دور السينما من قبلنا في بلدانهم ..كيف الحال؟
وانظر إلى أول فيلم وصف جورا (بالسعودي) وسموه :"كيف الحال" !!! ستجد فيه ما يغني عن البحث والسؤال؟! وهل غالب من يتبناها ويريدها أهل الصلاح أم أهل الأهواء؟
وهل استطاعت الدول التي فتحت دور السينما إحكام الرقابة عليها ؟
وهل جرت العادة في البلدان التي فتحت دور السينما أن تكون أداة إصلاح أم مفسدة للأخلاق والقيم؟
إن الجواب على هذه الأسئلة يؤكد لنا على أن قرار النائب الثاني سمو الأمير نايف بن عبد العزيز حفظه الله قرار رجل حكيم في سياسته بصير ..قرار يهدي إلى البر والهدى ويحفظ على الأمة دينها وفكرها وعقيدتها وهويتها ونعم الله عليها ومصالحها العامة ويجسد مشروع الإصلاح الذي تبناه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله على أسس جمعتها كلمته الحكيمة الشهيرة : نحن بالإسلام نكون أو لا نكون. ومعروف عن سمو النائب الثاني الأمير نايف أنه رجل اجتمع عليه المختلفون من المكونات الفكرية للمجتمع ، وذلك لأن قراراته -تحت توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله- وسمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز تأتي في سياق مراعاة الثوابت الدينية والوطنية والمصلحة العامة للبلد ، فإن لم تجد أقلية من المجتمع في تلك القرارات بغيتها أو جاءت مناقضة لما تهواه فلأنها تنشد شيئا لا يستند على ثوابت المملكة في سياستها وليس لشيء آخر.

2009/07/13

الإجازة الصيفية وتربية الأبناء

نحن نستقبل الإجازة الصيفية ذات الأثر العميق على أحوال وأخلاق أبنائنا جميعاً، فأدعوكم إلى التفكير جيداً في هذه القضية، وأهم ما يواجهه أبناؤنا تربوياً في هذه الأيام، ويشتد الأمر في وقت الإجازة ما يلي:
أولاً: البث المباشر الذي غزا كثيراً من البيوت، وهذا البث المباشر نوعان:
النوع الأول منه: تلفزيوني؛ حيث تنوعت المحطات العالمية الموجهة إلينا، وهي: محطات -بسبب قدراتها وبسبب دعمها- مختلفة التخصصات، منها: الفنية، والرياضية، بل والإباحية الخالصة، والتنصيرية، والمحطات الجادة -إن وجدت- لا تخلو من فواصل دعائية تحمل في طياتها ما عند الغرب من إباحية وأخلاق فاسدة، وهذا البث المباشر له أثر غائر وعميق على بيوتنا وأسرنا، وكم من فتى أو فتاة تحول منهج حياته الخلقي بسبب سهرة في ليلة واحدة على هذه المحطات.
النوع الثاني من البث المباشر: الإذاعي، فهناك محطات تنصيرية خالصة موجهة إلينا بشكل واضح وقوي، وتبث على مدار الساعات، وهناك محطات أخرى تجلب كل ما أنتجه العالم العربي والغربي من أقصاه إلى أقصاه من أغانٍ ماجنات، ومسلسلات مغرية؛ بحيث أدت إلى أن يتجه كثير من الناس إليها تاركين لغيرها.
ثانياً: مما يواجه أبناؤنا وتواجه أسرنا المجلات والصحف، وهذه لا جديد فيها؛ لأنها من زمن قديم، ولكن الجديد ما يظهر كل يوم مما يتفنن فيه أصحابها بالإغراء، وطرق القضايا الحساسة من نواحي الخلق والعلاقات بين الرجل والمرأة والقضايا الأخرى.
ثالثاً: الأصحاب والزملاء: وهؤلاء لهم أثر كبير جداً على أولادنا، ونحن نعلم أن الإنسان مدني بطبعه يحب الاختلاط، وشبابنا يحبون الاختلاط، وليس هناك بد من هذا الاختلاط .
والزمالة والصداقة على نوعين لابد أن تنتهي إليهما: إما صداقة طيبة تثمر ثماراً خيرة، وإما على الضد والعكس من ذلك تثمر مالا يحمد عقباه، ولما كان الأمر كذلك كان دور هؤلاء الأصحاب والزملاء في حياة أبنائنا كبيراً جداً.
رابعاً: السياحة، وخاصة السياحة الخارجية في فترة الصيف، ويتولى البث المباشر والمجلات والصحف الدعاية المغرية لذلك.

وأمام هذه المؤثرات التربوية على أبنائنا ما هو الحل؟ هل نستسلم للأمر الواقع ونقول: أعداؤنا غزونا فماذا نصنع بهم؟ ألسنا مأمورين شرعاً باتخاذ الأسباب؟
إن شبابنا والحمد لله لا يزال يحتفظ بقدر كبير من الفطرة السليمة واليقظة الإيمانية متى ما حرك ذلك الشعور الإيماني، ووسائل التربية الذاتية في البيت والمسجد والمدرسة وغيرها حين تكون صالحة ومركزة وحين تستوي على سوقها؛ تؤدي -بمعونة من الله- إلى أنواع من الحصانة التي تجعل الشباب المسلم يتعالى بإيمانه، ودينه، وخلقه الإسلامي عن هذه الدناءات.
وسأضرب لكم مثالاً على هذا الذي أقوله: كم من شاب ذهب سابقاً للدراسة في بلاد الغرب، وما دفعه إلى ذلك إلا حب الحرية، والاستمتاع هناك بكل أنواع اللهو والفساد، وكثيراً ما كان هذا الشاب يكلم زملاءه، ويتحدث معهم قبل سفره عما سيواجه هناك، وما سيلاقيه ويتمتع به من لهو وعبث، وفعلاً يذهب الشاب إلى هناك؛ حيث لا رقيب ولا حسيب من أهل أو نظام يمنع من ذلك، بل إن نظام تلك البلدان يحمي ذلك. ويعيش فترة طويلة أو قصيرة يرى فيها بأم عينية بلاد الحرية، ويتمتع إن أراد بما شاء دون أن يحاسبه أحد، ولكن الذي يحدث أحياناً، بل يحدث كثيراً والحمد لله، أن هذا الشاب سرعان ما يستيقظ عنده إيمانه وعقيدته؛ فيرجع إلى ربه رجوعاً صحيحاً، ويعود إلى بلاده أصلب وأقوى إيماناً، بل يعود إلى بلاده داعية إلى الله تبارك وتعالى!
فهذه نماذج شاهدتموها جميعاً، ونحن نقول بالنسبة لما نشكوه من مشكلات البث المباشر ونحوه: حين نربي أولادنا على المنهج الصحيح، هل سيتعامل معها أبناؤنا كما تعامل بعض الشباب الذين عاشوا في بلاد الحرية؟ إن هذا البث المباشر يجب الوقوف دونه عملياً ونظرياً، والذي أقوله هنا هو توجيه لنا نحن الأسر .. نحن الآباء، بحيث لا نستسلم للأمر الواقع، ولا ندع الأمور تسير كما يراد لها.
علينا أن نصنع شيئاً تجاه هذا الغزو الخلقي والعقدي لأولادنا، فنعمل ونجد ونجتهد في تربية أولادنا، وإيقاظ إيمانهم، وتوجيههم التوجيه السليم؛ وهذا سيتحول -بإذن الله تبارك وتعالى- إلى رد فعل قوي جداً، يجعل الشاب يكون أكثر تمسكاً بإيمانه وصلتاً بربه.
وهناك أمور أخرى أحب أن أشير إليها في هذه المناسبة، وهي ذات أثر تربوي منها:
أولاً: التوجيه والتربية المبكرة لأولادنا؛ حتى ينشئوا على الإيمان والخلق، ويجب أن يكون هذا الاهتمام منذ الصغر، وأن يستمر إلى ما بعد ذلك، وهذه المسئولية يتحملها بشكل كبير البيت.
ثانياً: الدروس العلمية المتنوعة، وهذه لها أثرها وأهميتها التي لا تخفى، ولعل كون هذه الدروس ليست إلزامية، إضافة إلى أنه لا حوافز لها مادية مباشرة؛ لعل هذا يجعل حضور الإخلاص وطلب العلم لوجه الله تعالى أقوى وأكبر نفعاً.
ثالثاً: الاشتراك في الأنشطة المتنوعة الموثوقة، التي توجه التوجيه الطيب، ومنها: حلق تحفيظ القرآن الكريم، والمراكز الصيفية، والجولات الدعوية، والأنشطة الأسرية التي يرتبها الأب مع أولاده من خلال أسفار العمرة أو غيرها، والمهم أن الأب يرتب هذه الرحلة؛ ليستفيد منها جميع أفراد الأسرة.
رابعاً: الزواج المبكر لأولادنا ذكوراً وإناثاً، وهذه وسيلة شرعية عظيمة تجنب أولادنا -بإذن الله- مزالق عديدة، ولقد نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم الشباب قائلاً: (يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج).
والزواج المبكر له آثار تربوية خاصة، لعل من أهمها: إكمال نصف الدين، وأرجو أن تفكروا في هذا ومدلوله في حياة الفتى أو الفتاة خلقاً وسلوكاً، كيف يتم إكمال نصف الدين؟ من خلال الزواج؛ لأن الزواج يقطع شروراً وآفات وأفكاراً ومنحدرات في حياة الإنسان لا يعلم مداها إلا الله تعالى، وحين يتم هذا الزواج تقطع هذه الوسائل ليتجه الإنسان اتجاهاً جديداً. ومن آثاره: التعود على تحمل المسئولية، وهذا يؤدي إلى التخلي عن كثير من الأمور التي كان يفكر فيها ويفتح فيها خياله، فإنه مع الزواج ينتقل إلى واقع عملي يواجه فيه عدد من المسئوليات اليومية التي لا تنتهي، ومع مجيء الأولاد تكون المسئولية والإحساس الأبوي قد جعلت هذا الأب الجديد -ولو كان صغيراً- يتحول إلى معلم ومربي وموجه، مهما حاول التخلي عن ذلك.
ومن آثاره أيضاً: نقل الشباب والفتيات من أصدقاء ومحاضن كانوا عليها سابقاً إلى أجواء جديدة، وحين يكون الاختيار في الزواج على أساس من الشرط الشرعي (فاظفر بذات الدين تربت يداك)، (وإذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه؛ فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)؛ حين يكون ذلك تتحول هذه المحاضن إلى محاضن تربوية عظيمة، ولكن المهم هو تسهيل أمر الزواج، حتى لا يتحول -كما هو الحال- إلى عقبة كبرى لا يجتازها إلا القلائل، وهذا مما ينبغي أن يتنبه له الجميع، وأن يطبقوه عملياً.

هذه لمحات وإشارات تتعلق بهذه المسألة التي تحدثنا عنها من خلال ما سنقبل عليه من الإجازة الصيفية، وما فيها من عقبات وعقبات، تتعلق بأخلاق أولادنا وتوجهاتهم، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوجه الشباب إلى أمور ربما نشير إليها في مناسبة لاحقة، ونعرض بنماذج منها حتى نستفيد منها تربوياً.
اللهم! إنا نسألك أن تصلح أولادنا، اللهم! أصلح أولادنا ذكوراً وإناثاً، اللهم! جنبهم الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم! إنا نسألك أن ترزقنا وإياهم الإيمان، اللهم! إنا نسألك أن ترزقنا وإياهم الإيمان والخلق الفاضل، اللهم! طهر بيوتنا من كل رجس ودنس يا رب العالمين!.
بقلم الشيخ / عبدالرحمن المحمود .

2009/07/06

نتائج الاستطلاع 63% يخططون لاستغلال الإجازة

يقال أن الإجازة تسفر لك عن منهج الإنسان وفكره .
حيث أن في دوامة العمل لا يكون الاحتكاك به إلا في فيما يخص العمل لكن في الإجازة تعرف ما يفكر فيه هذا الشخص ويخطط له .
وبذلك ندرك أن التخطيط لاستغلال الإجازة أمر مهم للغاية حيث يحسن بالمرء وضع أهدافه وبرامجه مع تحديد الوقت المناسب لتحقيقها .
وقد قمت بوضع استطلاع حول التخطيط لاستغلال الإجازة فكانت النتائج كالتالي :
63% من المصوتين يخططون لاستغلال الإجازة ويرون أن التخطيط لها له نتائج وآثار إيجابية .
بينما 30% من المصوتين أحيانا يخططون والأحايين الأخر لا يخططون .
ولو قارنوا بين النتائج المترتبة على التخطيط وبين عدم التخطيط لاستغلال الإجازة لأصبحوا لكل إجازة يخططون وينظمون .
بينما النسبة الباقية فلا يخططون لاستغلال الإجازة وهم 6% من المصوتين .
اضغط هنا لتحميل ( مهارات التخطيط )
ولتحميل ( التخطيط الناجح )

2009/07/03

إلى من اضطره السفر للخارج .. هذه نصائح للوقاية من إنفلونزا الخنازير

الحمد لله والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء والمرسلين .. نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..

إلى من اضطره السفر للخارج ( لعلاج – أو عمل – أو دعوة ... ) ..

بين أيديكم إخوتي بعض النصائح والعلاجات المضمونة بإذن الله للوقاية من إنفلونزا الخنازير وغيرها من الأمراض المعدية الفتاكة ..
وكلها وصفات خرجت من مشكاة النبوة ..
أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه وأمته لتكون حفظاً لهم وأماناً بعد حفظ الله عز وجل ..
الوصفة الأولى : تناول سبع تمرات من عجوة المدينة أو من تمرها عموما ..
وقد خص صلى الله عليه وسلم تمر المدينة المنورة بالفضل حيث قال : ( من أكل سبع تمرات مابين لابتيها لم يضره في ذلك اليوم سم حتى يمسي ) .بلغت أصناف تمور المدينة إلى 270 صنف تمر تقريبا , وأفضلها العجوة التي خصها عليه الصلاة والسلام بحبه حيث أنها سيدة ثمار الدنيا وفاكهة من الجنة قال صلى الله عليه وسلم : ( الكمأة دواء للعين , والعجوة من فاكهة الجنة...وأن هذه الحبة السوداء دواء من كل داء إلا الموت ) رواه الإمام أحمد.
فضائل عجوة المدينة :
1- أنها دواء لكل داء , كما جاء في الحديث السابق .
2- شفاء من السم .عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( العجوة من الجنة وهي شفاء من السم ) [ رواه مسلم ] .
3- شفاء من السحر.عن سعد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر) [ رواه مسلم ] .
4- علاج للدوام « أي دوار الرأس » والجذام .عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ينفع من الجذام أن تأخذ سبع تمرات من عجوة المدينة في كل يوم تفعل ذلك 7 أيام ) [ رواه ابن عدي ] .وفي لفظ :أن السيدة عائشة رضي الله عنها : أنها كانت تأمر من الدوام -الدوار-بسبع تمرات عجوة في سبع غدوات على الريق.
5-علاج المفؤود «الذي يشتكي بطنه ».عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : مرضت مرضا , فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني فوضع يده بين ثدي حتى وجدت بردها على فؤادي فقال: (إنك رجل مفؤود ائت الحارث بن كلدة أخا ثقيف فإنه رجل يتطبب فليأخذ سبع تمرات من عجوة المدينة فليجأهن ثم ليلدك بهن) وفي رواية (فليجأهن بنواهن) [ رواه الطبراني ] .
فليجأهن:أي فليدقهن الوجيئة: هو تمر يبل بلبن ثم يدق حتى يلتئم , وقيل حساء يتخذ من التمر والدقيق ويتحساه المريض.
ليلدك:أي يسقيك.
الوصفة الثانية :دعاء الخروج من المنزل عن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد الخروج من المنزل رفع طرفه إلى السماء ثم قال : (بسم الله توكلت على الله اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل أو أزل أو أزل أو أظلم أو أظلم أو أجهل أو يجهل علي ) [ أخرجه أبو داود ] .
وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال - يعني إذا خرج من بيته - : ( بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله يقال له هديت وكفيت ووقيت وتنحى عنه الشيطان ) رواه أبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم . وقال الترمذي حديث حسن . زاد أبو داود : فيقول - يعني الشيطان لشيطان آخر - كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقى .
تأمل في الكلمات الواردة في الحديث ، ما أعجبها ! وما أقوى مدلولها ! وما أعظم أثرها ! فباسم من نخرج ؟ وعلى مَن نتوكل ؟ ومن له الحول والقوة ؟ إنه الله تبارك وتعالى ، باسمه نخرج ، وعليه نتوكل ، وبه الحول والقوة .
إن هذه الألفاظ لا يقف أمامها شيطان ، ويُحفظ من شرّه الإنسان ، في دخوله وخروجه وسائر أوقاته ، فيعيش محروساً من الشيطان وأعوانه .فإذا خرجنا وقلنا : باسم الله هُدينا ، وغذا توكلنا عليه كُفينا ، وبحوله وقوته وُقينا ، فله الحمد حمداً يرضى به عنا .
الوصفة الثالثة :قول : ( أعوذ بكلمات التامات من شر ما خلق )ثلاث مرات في المساء , ومرة لمن نزل منزلاً روى مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من نزل منزلاً ثم قال : أعوذ بكلمات الله التامات من شر من خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك ) .
من آثارها المجربة النافعة : مضاد لسم العقرب ومحصن الأمكنة من شر ما يدب عليها من مخلوقات : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يارسول الله ! ما لقيت ُ من عقرب لدغتني البارحة ؟ قال : ( أما لو قُلتَ حين أمسيت : أعُوذُ بكلمات الله التامات من شر ماخلق لم تَضُرك ) رواه مسلم .
أثر التجربة : قال سهيل ( راوي الحديث ) : فكان أهلنا تعلموها فكانوا يقولونها كل ليلة فلُدغت جارية منهم فلم تجد وجعاً . صحيح الترمذي . قال القرطبي رحمه الله : ( هذا خبر صحيح وقولٌ صادق علمنا صِدقَهُ دليلاً وتجربة ) ..

أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يحفظنا بحفظه ويكلأنا برعايته ..

كيف تجعل من إجازة طفلك الصيفية وقتًا للعلم والترفيه؟


(المقال مترجم عن صحيفة الميامي هيرالد للبروفيسيرة : أنا فيشيانا- سواريز ) ترجمة وإعداد : شيماء نعمان .
إنها الإجازة الصيفية .. حان وقت اللعب... هكذا ينتظر أكثر أطفال المدارس انتهاء العام الدراسي لبدء عطلتهم الصيفية والاستمتاع فيها بالانطلاق الذي ربما يبالغ بعض الآباء في حرمانهم منه أثناء العام الدراسي.

وترى البروفيسيرة "أنا فيجيانا سواريز"، الاستاذة المتخصصة في الشأن الاجتماعي الأسري ، أن الحقيقة التي يجب الانتباه إليها هي أنه حتى بانتهاء الموسم الدراسي فإن التعلم ينبغي أن يظل مستمرًا. ويحذر المربون من إن الإجازة الصيفية ليست وقتًا للأبوين للسماح لأطفالهم بنسيان أمر الدراسة.

وأوضحت الأبحاث التربوية أنه في حال أخفقت في حماية عقل طفلك حاضرًا وعاملاً خلال هذه الاستراحة المدرسية، فإنه ربما يفقد، في المتوسط، ما يعادل 2.6 شهرًا من تحصيله على مستوى الصف في مهارات علم الحساب وكذلك ما يعادل عامًا كاملاً على مستوى القراءة.

وتقول "ماريا أنطونيا بينون"، مديرة البرنامج الشامل لمحو أمية الأسرة التابع لمعهد ميامي غير الربحي لصحة الطفل والأسرة، إن الانهيار يكون أكثر وضوحًا لدى الأطفال القادمين من أُسر ذات دخول منخفضة. – والذين ربما يدفعون ابناءهم لاهتمامات أخرى كالتكسب والعمل في الأجازة-

إنه ولاشك في صالح طفلك بدرجة كبيرة أن يظل نشطًا من الناحية التعليمية. أما النبأ الجيد هو أن العقل يمكن تحفيزه بالعديد من الطرق والأساليب التي لن تكلف كثيرًا أو تُقابل برفض عنيد من جانب الأطفال.

وتقول الأستاذة بينون إن "الطفل يتعلم عن طريق التقليد.. فإذا كانت الأم أو الأب يقرءون، فإن الطفل سيحذو حذوهم. وإن كان الطفل لا يستطيع القراءة بنفسه، فاقرأ أنت له. إن أي نوع من التعلم عندما يقترن بالمحبة فإنه يصنع عادة".

أما "آن رامبو"، وهي أستاذ مساعد في العلاج الأسري بجامعة "نوفا ساوث إيسترن"، فقد أشارت إلى أن فترة الصيف يمكن أن تكون وسيلة لاحتكاك الأطفال بخبرات تعليمية صعبة ولكن بوسيلة جديدة، مضيفة أن "الصيف يُعد فرصة عظيمة لمساعدة الطفل لكي يصبح شخصًا أكثر تطورًا".
وهو ما أيدته الخبيرة "ديبي مانديل"، التي تقدم إحدى البرامج الحوارية في نيويورك وتُعنى أغلب كتاباتها بكيفية التعامل مع التوتر والضغوط، حيث أكدت مانديل على ضرورة أن يتم كل ذلك "بتوازن". وقالت: "إن الأطفال في حاجة إلى التمتع بالمرح والاسترخاء خلال الصيف لأنهم يكونون محملين بالأعباء ويواجهون ضغوطًا أكاديمية واجتماعية وخارجية". وتقترح مانديل اشتمال أي برامج تعليم صيفية على جرعة من المرح، وكذلك التركيز على الاهتمامات الخاصة بكل طفل. مثال: هل هذا الطفل يحب الأنشطة الخارجية؟ مثل المساعدة في زراعة حدائق أو غرس نباتات، من الممكن في هذه الحالة الاستفادة بذلك كمدخل لمناقشته في أشياء تتعلق بالطبيعة من حوله وهكذا.

وفيما يلي قائمة من الاقتراحات التي يقدمها لك الخبراء من أجل تجنب فقدان المهارات الذهنية للطفل خلال العطلة الصيفية:

1-ابحث عن معسكر صيفي يهتم بنشاط معين يتلاءم مع ميول طفلك، ولكن لا تعتمد فقط على كتيب التعريف به. وينصح الخبراء بأنه من الأفضل أن يقوم الآباء بزيارة المعسكر بينما تُقام فيه أنشطته، ويتحدثون إلى الأطفال المشتركين فيه وأولياء أمورهم، ويستفسرون عما إذا كان المعسكر يثري بالفعل مهارات الطفل أم أنه مجرد دار للرعاية، وهل هو مسلٍ أم لا؟ وكيف يتفاعل الطفل معه؟

2-خطط للقيام برحلة ومحاولة جعل هدفها تعليمي، فإذا قررت زيارة مدينة محلية معينة؛ فابحث عن الحدائق العامة القريبة منها واصطحب طفلك في جولة للتعرف على سمات المكان أو عن أصله التاريخي إن وجد، واجعله يقرأ كتابًا عن المنطقة التي ستتوجهون إليها قبل مغادرة المنزل.
يقول "هاريس كوبر"، أستاذ علم النفس بجامعة "ديوك" الأمريكية في نصيحة للآباء: "إذا كنت لا تزال مترددا بشأن اختيار المكان الذي ستقضون فيه العطلة، فابحث عما سيدرسه طفلك في العام الدراسي الجديد".

3-اجعل طفلك يشارك في الإعداد للعطلة الصيفية، ويعرض عليك ميزانية للإنفاقات المتوقعة. اطلب منه كذلك المساعدة في تحديد موقع الرحلة على الخريطة وتقدير المسافة باستخدام مفتاح الخريطة، وهو ما يُعد نشاطًا يعتمد على علم الرياضيات.

4-ابحث في منطقتك عن الأنشطة المحفزة للتفكير التي لا تتضمن وجود حجرة دراسية أو كتاب تدريبات مدرسي. وغالبًا ما تقدم المتاحف، وحدائق الحيوان، وغيرها من أماكن الجذب برامج تثقيفية كجزء من الجولات أو الزيارات التي تستقبلها. كما أن الحدائق والمتنزهات أيضًا أماكن رائعة للأنشطة التعليمية الممتعة.
وينصح الخبراء بأن يقوم الآباء قبل قضاء بعض الوقت بالخارج بتشجيع أسرهم على التعرف على طبيعة المكان الذي سيتوجهون إليه والبحث عن معلومات عنه من خلال شبكة الإنترنت.

5- القراءة ثم القراءة ثم القراءة ... هكذا ينصح الخبراء، فبينما تطلب معظم المدارس من تلاميذها قراءة كتب محددة خلال الصيف، فإن المربين والخبراء يقولون إنه من الأفضل تجاوز العدد المطلوب، والاستعانة بالمكتبات أو الاشتراك في نادٍ صيفي للكتاب.

6- يمكنك أن تفكر أيضًا في إدراج طفلك بأحد الدورات التعليمية غير المكلفة التي تقدمها بعض الكليات المحلية خلال العطلة الصيفية.

7- اجعلي مطبخ منزلك بمثابة معمل للرياضيات؛ واطلبي من طفلك أن يساعدك في أعمال الطهي حيث أنه خلال هذا النشاط سيُطبق مفاهيم رياضية مثل تحديد المعايير وحساب الكميات.

8- قم باصطحاب طفلك في جولة للتسوق كي تساعده على اكتساب المهارات الحسابية والتعرف على الأشكال المختلفة للأشياء.

9- حاول أن تجد لطفلك الأكبر سنًا فرصة لتولي ما يشبه وظيفة هيكلية في مجال من اهتمامه بحيث يعمل فيها مرات محددة خلال الأسبوع بصورة تطوعية؛ على سبيل المثال: إذا كان صغيرك في المرحلة الثانوية ومهتم بدراسة القانون، فيمكنك أن تعرض على صديق لك يعمل في مجال المحاماة إن كان من الممكن لولدك أن يساعده في مكتبه عدة مرات بالأسبوع (بدون أجر).

10- بالنسبة للأبناء الأكبر سنًا، يمكنهم أن يراجعوا ما تقدمه مئات الجامعات من دورات مجانية على الإنترنت.

2009/06/30

حمل برنامج حقيبة المسلم الرائع

صورة البرنامج


حول البرنامج :
1) هذاالبرنامج عبارة عن اختصار لإسلاميات الشبكة أو مكتبة روابط لأغلب ما تحتويه الشبكة من مواد إسلامية نافعة سواء أكانت : قرآن كريم بصوت عدة مشايخ ومصاحف مختلفة أو دروس صوتية أو مرئية أو فلاشات إسلامية أو أناشيد أو كتب أو برامج إسلامية .
كل ذلك في برنامج واحد فقط حجمه 8 ميجا فقط ولكن بشرط الاتصال بالانترنت ...
2) إمكانية تشغيل هذة المواد مباشرة من النت من خلال البرنامج بسهولة جدا مع طريقة عرض للمواد كلها بطريقة سهلة جدا تجعل الوصول لأي مادة سهل جدا ولا يستغرق أي وقت ...
3) إمكانية تحميل أي مادة تود تحميلها على جهازك بضغط زر تحميل فقط ليتم تحميلها من البرنامج إلى جهازك بطريقة سهلة جدا .
4)إمكانية تحميل مصحف كامل لأي شيخ أو سلسلة دروس كاملة لشيخ أو أي سلسلة كاملة بضغطة واحدة فقط !!! (تحميل متتالي) .
5) يوجد قسم للبحث عن الفتاوى على الشبكة مباشرة من البرنامج بطريقة سهلة جدا وبأقل وقت ممكن لكبار أهل العلم من المشايخ : للشيخ محمد صالح المنجد ومن فتاوى الشيخ ابن عثيمين وابن باز وفتاوى اللجنة الدائمة .....
6) يوجد قسم مخصص في البرنامج لـ رقائق القلوب من تلاوات مؤثرة أو مرئيات مؤثرة أو أدعية مؤثرة وكل ما يرقق القلوب من مواد إسلامية قد تزيل القسوة من قلوبنا وتزيد الخشوع وترفع الإيمانيات وتجددها في قلوبنا بفضل الله تعالى ....
7) البرنامج يحتوي على قسم مخصص لـ طلب العلم يحتوي على الكثير من المناهج والشروحات العلمية لكبار المشايخ في مختلف العلوم من الفقه والعقيدة واللغة والتفسير والسيرة وأصول التفسير وأصول الحديث وأصول الفقه والتزكية ليوفر على طالب العلم البحث عن هذة الشروحات في الشبكة ....
8) إمكانية حفظ مكان الوقوف (اختياري) عند الخروج من البرنامج ليتم الرجوع إليه تلقائيا عند التشغيل مرة أخرى .....
9) إمكانية البحث الميسر عن أي مادة في البرنامج أو أي شيخ أو أي سلسلة أو أيا كان في البرنامج بطريقة سهلة ميسرة جدا وفي أقل وقت ممكن بمجرد الضغط على زر البحث وإمكانية تشغيل أي مادة في نتائج البحث بمجرد الضغط عليها مباشرة من البرنامج ...
10) إمكانية عرض بعض القنوات الإسلامية مباشرة من البرنامج مثل قناة المجد والرحمة والعفاسي للقرآن الكريم و الناس والمجد للحديث ....
12) إمكانية التحديث المباشر من البرنامج لكل ما هو جديد في البرنامج مباشرة من النت تلقائيا بأسهل طريقة وأقل وقت ممكن ليمكنك متابعة كل ما تم إضافته من جديد في البرنامج من مواد ، وتحديث أي أضافات أو تعديلات في البرنامج .....
13) يوجد أعلى البرنامج شريط رسائل تذكيرية بمواسم الأعمال الفاضلة كالتذكير بصيام الأيام الفاضلة القريبة مثل يوم عاشوراء أو العشر الأوائل من ذي الحجة وغيرها من رسائل التذكير وذلك مباشرة من الموقع ....
14) البرنامج يحتوي على مفضلة يمكنك من خلالها إضافة كل المواد المفضلة لديك في قائمة خاصة لسهولة استرجاعها فيما بعد بسهولة تامة ....
15) توجد بالبرنامج إمكانية العرض المتتالي للمواد بحيث يتم تشغيل السورة التالية بعد انتهاء السورة السابقة تلقائيا وكذلك الدروس والأناشيد ، كما يمكنك أيضا جعل التشغيل المتتالي من المفضلة بحيث يتم تشغيل المادة التالية في المفضلة ......
16) يتم عرض رابط المادة الجاري تشغيلها في البرنامج ويمكنك نسخه بمجرد الضغط عليه مرة واحدة فقط ليسهل عليك نشره ليعم الأجر إن شاء الله ..
لتحميل البرنامج اضغط على الرابط التالي :

2009/06/27

هدايا الأزواج وتجدد الحب

الحب يتجدد في الحياة الزوجيَّة بعدة طرق، ومن هذه الأساليب لزيادة الحب بين الزوجين : الهدية وخاصة حينما تأتي بطريقة جذَّابة ورومانسية، وتُعبِّر عمَّا يكنُّه الزوجين لبعضهما من حُبٍّ وإخلاص ووفاء، والأجمل حينما يتِمُّ تقديمها بطريقة مُبتكرة، وتكون مفاجأةً ، ومن مَيزة الهدايا أيضًا أن تزيد الوُد في القلوب؛ كما في الحديث : ((تهادُوا تحابوا))، وتُساهم في زيادة الأواصر بين الزَّوجين، والتقليل من المشاكل بينهما .
الهدية ليس لها وقت معيَّن، لكنها بِحَسَبِ الظُّروف والمناسبات التي تكون، ولا تكون بشكل دائم حتَّى لا يَغيبُ عنها عُنصر المفاجأة والتشويق والاحتفاء بها؛ فتكون على فَتَرات، وفي المناسبات التي تستحق أن توجد فيها الهدية، وقد تكون بدون مناسبة، ولا شكَّ أن لها أعظم الأثر في النفوس؛ لأن الهدية تعمل فيها عملاً عظيمًا، وتؤثر فيها تأثيرًا عظيمًا، وتدخل بها البهجة والسرور في القلب، وتكون بلا شكٍّ زيادةً في أواصر المحبَّة والمودَّة، فما أجملَ أن يَتهادَى الزوجان، وقد أهدى النبي صلى الله عليه وسلم وأُهدي إليه، وكذلك تواترت الأخبار في فضل الهدية وعظم شأنِها، وإذا كان الأمر كذلك فحريٌّ بالزوجين أن يتبادلا الهدايا فيما بينهما" .
إنَّ أزَمَات الحَيَاة وصعابها تحتاج إلى زوجة مُجددة، تَقتلُ الملَلَ وتبدِّدُ (الرُّوتين)، وتضع مكانهما الحبَّ والوئام، وصِناعة العاطفة مَطلبٌ مُشترك بين الزَّوجين، وإنْ حدَّدْنا به الزوجة أكثر؛ فلأنَّها هي الأكثر تعبيرًا عن مشاعرها في حين أنَّ الرجل يقع عليه العبء الأكبر في رعايته لزوجته، وعندما يَحرص كلٌّ منهما على تقديم شيء صغيرٍ، فإنَّهما يُثبتان لبعضهما أن كلاًّ منهما ما زال يهتمُّ بإسعاد الآخر، وتحقيق ما يتمنَّاه، وهناك الكثير من الوسائل للتعبير عن الحبِّ المضمر في القلب، والتعبير عن الامتنان والشكر لمواقف وتصرُّفات قد تكون بسيطة، لكنها ذات أثر واضح وملموس لدى الطرف الآخر، وليس بالضرورة أن تكون الهدية مادية، أو قيِّمة في كل مرَّة حتَّى تكون ذات أثر أو معنى، فهناك أمور تُمكِّن الزوجين من أن يكافئ ويُهدي كلُّ واحد منهما الآخر من غير أن تكلِّفه شيئًا؛ فهناك الهديَّة النفسيَّة، مثل: الابتسامة، وطيِّب الكلام، والثناء العَلَني والخاص، والتدليل والطاعة، والنَّظرة الحانِيَة، وحُسن التقدير للظُّروف، وحسن الخُلق، والتحبب للأهل والاحترام، وهناك الماديَّة المحسوسة وهي كثيرة. والهديَّة تعتبر الطريقة المثالية؛ ليقول كلٌّ من الزَّوجين للآخر: "السنوات تَمُرُّ، لكنِّي ما زلت أحبُّك، وحتَّى يكون لها معنى و أثر، يجبُ أن يشكُر كلٌّ منهما الآخر إذا بادر بالإهداء؛ فالشُّكرُ يُعطي معنى جديدًا للحياة الزوجية، ومن حُرم المدح والثناء فَقَدْ حُرم الخير" .
إنَّ أعظم طريقة لاستمرار حُسن العلاقة بين الزوجين طاعتهما لله وابتعادهما عن مُحاربته بالمعاصي؛ قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} .

2009/06/26

تنمية الحب في المطبخ

جميل جداً منك أخي الحبيب لما ترى زوجتك منشغلة في المطبخ وتغسل الأواني أن تقوم بهدوء وتدخل لمطبخ زوجتك وتستأذن منها في مساعدتها في التنظيف ولو رفضت وستفعل.
لكن أرِها إصرارك وجديتك في المشاركة، ولو كنت لا تجيد هذا وستترك الصحون خلفك ليست بتلك النظافة.
واعلم أن زوجتك لن تغضب من هذا الفعل، بل حتى لو تكسرت أواني المطبخ بسبب عدم تخصصك؛ لأن ما وصلت إليه أعظم من أواني نظيفة ومرتبة، إنك دخلت في أعماق عاطفتها فشعرت بك أنك تشعر بها وتقدر لها فعلها.
فغسلك للصحون ليس مقصوداً لذاته، بل غسلك وترتيبك لقلب زوجتك هو المقصود الأعظم والمراد الأجمل.
إن التعاون بين الزوجين يضفي على الحياة الزوجية جمالاً برّاقاً، ويزيد من أواصر الحب والمودة ويقوي الرباط بينهما، ويصفي القلوب بعضها على بعض.
ولا تنسى أن حبيبك ورسولك صلى الله عليه وسلم - كما ثبت في الصحيح وغيره - رغم ما يحمله من هموم عظام ومسؤولياتٍ جسام كان في بيته يخيط ثوبه ويخصف نعله ويرقع دلوه ويحلب شاته.
وهذا من عظيم تواضعه وكريم خلقه وتمام رجولته صلى الله عليه وسلم فلا تشغلك الدنيا وأشغالها التي لن تنتهي عن أهلك وأقرب الناس إليك.

2009/06/24

أقوال العلماء في سوق السندات

مجمع الفقه الإسلامي (منظمة المؤتمر الإسلامي). :
إن مجلس مجمع الفقه الإسلامي المنعقد في دورة مؤتمره السادس بجدة في المملكة العربية السعودية من 17-23 شعبان 1410هـ الموافق 14-20آذار (مارس)1990م، بعد اطلاعه على الأبحاث والتوصيات والنتائج المقدمة في ندوة الأسواق المالية المنعقدة في الرباط 20 – 24 ربيع الثاني 1410 هـ / 20 – 24 /10 / 1989 م بالتعاون بين هذا المجمع والمعهد الإسلامي للبحوث والتدريب بالبنك الإسلامي للتنمية ، وباستضافة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية ، وبعد الاطلاع على أن السند شهادة يلتزم المصدر بموجبها أن يدفع لحاملها القيمة الاسمية عند الاستحقاق ، مع دفع فائدة متفق عليها منسوبة إلى القيمة الاسمية للسند ، أو ترتيب نفع مشروط سواء أكان جوائز توزع بالقرعة أم مبلغاً مقطوعاً أم حسماً ، قرر ما يلي :
أولاً : إن السندات التي تمثل التزاماً بدفع مبلغ مع فائدة منسوبة إليه أو نفع مشروط محرمة شرعاً من حيث الإصدار أو الشراء أو التداول ، لأنها قروض ربوية سواء أكانت الجهة المصدرة لها خاصة أو عامة ترتبط بالدولة . ولا أثر لتسميتها شهادات أو صكوكاً استثمارية أو ادخارية أو تسمية الفائدة الربوية الملتزم بها ربحاً أو ريعاً أو عمولة أو عائداً .
ثانياً : تحرم أيضاً السندات ذات الكوبون الصفري باعتبارها قروضاً يجري بيعها بأقل من قيمتها الاسمية ، ويستفيد أصحابها من الفروق باعتبارها حسماً لهذه السندات .
ثالثاً: كما تحرم أيضاً السندات ذات الجوائز باعتبارها قروضاً اُشترط فيها نفع أو زيادة بالنسبة لمجموع المقرضين ، أو لبعضهم لا على التعيين ، فضلاً عن شبهة القمار .
رابعاً : من البدائل للسندات المحرمة – إصداراً أو شراءً أو تداولاً – السندات أو الصكوك القائمة على أساس المضاربة لمشروع أو نشاط استثماري معين ، بحيث لا يكون لمالكيها فائدة أو نفع مقطوع ، وإنما تكون لهم نسبة من ربح هذا المشروع بقدر ما يملكون من هذه السندات أو الصكوك ولا ينالون هذا الربح إلا إذا تحقق فعلاً . ويمكن الاستفادة في هذا من الصيغة التي تم اعتمادها بالقرار رقم 30 (5/4) لهذا المجمع بشأن سندات المقارضة والله أعلم

الدكتور الفوزان: هيئة السوق المالية أعلنت حربها على الله ورسوله

بكلمة " حسبنا الله ونعم الوكيل " بدأ الشيخ الدكتور عبد العزيز الفوزان حديثه عن سوق السندات السعودي الذي أقرته هيئة السوق المالية.
وقال الفوزان : لم نستفق حتى الآن من نظام التأمين التجاري الذي أقرته هيئة السوق المالية وطالب الكثير من أهل الخير والإصلاح بتعديله أو بإقرار التأمين التعاوني معه حتى تفاجئنا هيئة السوق بالداهية العظيمة وهي إقرار سوق السندات وبدء العمل به من يوم السبت القادم.
كان ذلك في حديثه في برنامج الجواب الكافي اليوم الجمعة 19/6/1430هـ، وتعجب الفوزان قائلاً: الأن عقلاء الغرب يطالبون بإلغاء الربا، وأن تكون الفائدة صفراً، وأن ما حل بالعالم من الأزمة المالية هو من الربا. ثم تفاجئنا هذه الهيئة بإقرارها هذا السوق معلنة الحرب على الله ورسوله.
وبين الدكتور الفوزان أن هذه السندات كانت موجودة من قبل، ولكنها كانت محصورة بين أكلة الربا، الذين انتفخت بطونهم من الربا. ولكن الآن سيعم البلاء عموم الناس، وهذا فيه إعلان للحرب على الله ورسوله، وإننا نخشى والله العقوبات من الله بسبب هذا القرار الخطير.
وطالب الفوزان أعضاء الهيئة بأن يتقوا الله، ونحن نعرفهم بأنهم أهل دين وعبادة وصلاة ، ولكن هذا لا يكفي فالدين يشمل العبادات والمعاملات، ودين الله شامل لجميع مجالات الحياة.
وذكر الفوزان في حديثه بأن هناك بدائل عن هذه السندات وهي الصكوك الإسلامية التي هي البديل الأمثل لهذه السندات الربوية، وفيها فوائد جليلة منها تحريك المال بالطرق الشرعية، وإيجاد الوظائف للشباب ونحو ذلك من الإيجابيات التي تحرك الاقتصاد الإسلامي، بخلاف هذه السندات التي تعتمد على نظرية أن النقود تولد نقوداً.
وشكر الفوزان شركات سابك والكهرباء ودار الأركان لإصدارهم الصكوك الإسلامية وتمنى أن تحذوا بقية الشركات حذوهم.
وختم الدكتور الفوزان حديثه قائلاً أنادي المحامين بأن يقيموا دعوى قضائية على أصحاب هذه السوق ويوقفوا هذا العبث والمهازل في دين الله

الشبيلي والأطرم و الدعيجي : التعامل في سوق السندات حرام

أكد الدكتور عبد الله بن يوسف الشبيلي استاذ الفقه بالمعهد العالي للقضاء والخبير المتخصص في الهيئات الشرعية للمصارف الإسلامية وسوق الأسهم انه يتفق تماما مع ما ذهب إليه الدكتور عبد الرحمن الأطرم بحرمة التعامل في سوق السندات .
وقال الدكتور الشبيلي : إن جميع العلماء المعتبرين والفقهاء اجمعوا على حرمة التعامل في السندات , وأن قرارات المجامع الفقهية الإسلامية أكدت على حرمة ذلك , وكان أخرها ما صدر عن مجمع الفقه الإسلامي الدولي الذي عقد في الشارقة والذي أكد على حرمة التعامل بالسندات لأنها تحتوي على الربا المحرم .
وأضاف الدكتور الشبيلي أن السندات قروض وهي تشمل الربا وهذا محرم شرعا ولا يجوز التعامل فيه .
وطالب الدكتور يوسف الشبيلي بتحويل سوق السندات إلى سوق للصكوك وهذا هو المخرج الوحيد من الموضوع.
وكان الدكتور عبد الرحمن الاطرم أثار في ختام ندوة"التخلص والتطهير في الأسهم والوحدات الاستثمارية" التي اختتمت أعمالها مساء أول أمس– الثلاثاء- بفندق الانتركونتننتال بالرياض , والتي نظمها موقع "الفقه الإسلامي" قضية حرمة التعامل في سوق السندات التي أعلنت عن إنشائه هيئة السوق المالية .
وقال الدكتور الأطرم : لقد فاجأتنا بقرارها إنشاء سوق للسندات , تتداول فيه بيعا وشراءا وهذا محرم بإجماع الفقهاء المعاصرين المعتبرين , وصدرت فيه قرارات بتحريمه من المجامع والهيئات الشرعية وهذا سيؤدي إلى تسويغ إصدار السندات من قبل الشركات المساهمة بتمويل أنشطتها , وهذا فيه محاربة لله ورسوله.
وأكد الدكتور الأطرم : بأنه لايجوز التعامل في هذا السوق بيعا وشراءا , لان المتاجرة في السندات محرم شرعا .
واضاف الدكتور الاطرم قائلا: إننا في هذه الندوة نناقش كيف نخلص الشوائب المحرمة من الأسهم التي أقلقت كثير من المتعاملين فيها , فكيف نجروء على إنشاء هذا السوق المحرم.
وأكد الدكتور الأطرم أن هذه الدولة المباركة قامت على شرع الله ونظامها الأساسي ينص على أن جميع معاملاتها تتم وفق شرع الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
وتساءل الدكتور الاطرم إلى أين سيصل سوقنا بعد إقرار تداول السندات ؟ هل سنسمع عن تداول المشتقات من الخيارات والمستقبليات مما سيجعل سوقنا يشتمل على القمار والربا , وهذه هي المحاربة الفعلية لله ورسوله.
أما الدكتور خالد الدعيجي "الخبير في قضايا المصرفية الإسلامية ,ومدير موقع الفقه الإسلامي فأكد على حرمة التعامل في سوق السندات , وقال: لا يوجد فقيه أو عالم معتبر إلا وحرم التعامل في السندات لأنها ربا .
وتساءل الدكتور الدعيجي قائلا: كيف تنشئ هيئة سوق المال مثل هذا السوق المحرم شرعا , إننا نربأ أن يكون هناك أي سوق في بلاد الحرمين الشريفين يتعامل بالربا المحرم , ولا أحد يقبل التعامل بالربا المحرم .
واضاف د. الدعيجي من يتعامل في سوق السندات يأكل السحت . وهو محاربة لله ورسوله وهذا بنص كتاب الله لمن يتعامل بالربا.
وناشد الدكتور الدعيجي ولاة الأمر الذين أكثر غيرة على دين الله بوقف التعامل في هذا السوق ومحاسبة من قاموا بإنشائه , فنحن دولة تحكم بشريعة الله .. وتحكم شرع الله في كل شؤونها ولا يقبل احد أن يكون هناك سوقا للتعامل في محرم شرعا.

فتوى الدكتور يوسف الأحمد :

الحمد لله وبعد:
السندات هي وسيلة من وسائل التمويل الربوي ، فإذا احتاجت جهة حكومية أو تجارية إلى اقتراض ربوي فمن طرق ذلك أن تصدر هذه الجهة سندات (دين) بقيمة عشر ريالات مثلاً للسند الواحد ، ويكون له فائدة دورية ، ويتحول الدين في سوق المال (تداول) إلى سلعة تباع وتشترى ، ويُفَضل تجار الربا تداول السندات على أسهم الشركات لقلة المخاطرة فيه بخلاف الأسهم.
وإصدار السندات ، وتداولها : محرم بإجماع علماء الإسلام لاجتماع نوعي الربا فيه (الفضل والنسيئة) فربا الفضل في وجود الزيادة للمقرض ، والنسيئة في عدم التقابض ؛ لأن السند دين. وما حصل من الأزمة المالية العالمية إنما كانت بسبب تداول السندات (الديون) فهل يأتي العاقل بما يضرب به اقتصاد بلده وأهله وإخوانه المسلمين ؟!!.
وكل من وافق على هذا القرار من رئيس المجلس والنائب والأعضاء ، ومن شارك في إصدار هذه السندات أو في تداولها فهو داخل في هذا الوعيد العظيم وهو الإيذان بحرب من الله ورسوله ، فكيف يتجرأ مسلم على حرب الله ورسوله . قال الله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ" (البقرة 278، 279 ) . و عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال : " لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهديه . وقال : هم سواء " أخرجه مسلم .
لذا فإن الواجب الشرعي هو غلق سوق السندات والصكوك فوراً ، والاستمرار فيه : عناد ومكابرة وعلامة على سوء الطوية.
ولا يقل عن هؤلاء خطراً : البنوك الربوية التي تقرض وتقترض بالربا ، والعاملون فيها يدخلون أيضاً في هذا الوعيد أو في التعاون على الإثم والعدوان.
وأدعو هؤلاء جميعاً إلى التوبة إلى الله تعالى .
وإنني أخشى أن يكون ما أصاب الناس من قلة ذات اليد وكثرة الديون ، مع أن فائض ميزانية الدولة بلغ مئات المليارات إنما هو بسبب جريمة الربا ، والسكوت عنها .
أما الصكوك ففيها تفصيل ولا ينبغي تداولها إلا أن تكون مجازة من هيئة شرعية معتبرة.
وننتظر من خادم الحرمين الشريفين وفقه الله قراراً بمنع الربا في هيئة السوق المالية وفي مؤسسة النقد وسائر البنوك طاعةً لله تعالى وحتى ننجو من وعيد حرب الله ورسوله الذي لا يطيقه أحد من العباد.
ولعل من أهم الحلول العاجلة إنشاء هيئة شرعية في السوق المالية أو هيئة شرعية عليا للإصلاح المالي بشكل عام تتكون من فريق من أهل الاختصاص الشرعي والاقتصادي ، ولها لجان شرعية فرعية ، وأن يتنادى المصلحون على إنشائها .
أسأل الله تعالى أن يحفظ علينا ديننا ، والحمد لله رب العالمين .
قاله وكتبه : د.يوسف بن عبدالله الأحمد.
عضو هيئة التدريس في قسم الفقه بكلية الشرية بجامعة الإمام
21/6/1430هـ

2009/06/20

قلبك كالكوب

إذا أردت أن تشــرب كوبـاً من المــاء وليــس أمامــك سوى كــوب واحــد به زيت..

ماذا ستفعـــل؟!..

ليس أمامــك سوى خيــارين اثنيــن..

إما أن تصب المــاء على الزيت وتشربــه كما هــو!..
وبذلك يستحـيــل عليــك أن تشرب ماءً نظيــفاً..
وإما أن تفــرغ الكوب الذي أمامــك من الزيت وتغسلــه
ثم تصب فيه المــاء الزلال وتشربه نقيــاً صافيـــاً

ماذا ستختــــار؟!..

هذا هــو الحال مع قلبــك..

قلبك كالكـــوب!..

إما أن تمـــلأه بحب الدنيــا وسفاسف الأمـــور..

وإما أن تملأه بحب الله وبمعـــالي الأمــور..
لو تأملنـــا في عبــارة التوحيـــد ' لا إله إلا الله '
لوجدنا أنها بدأت بالنفي وإخراج كل ما سوى الله عــز وجل من قلب العبـــد
ثم كان إثبات أن الله وحــده هو المستحـــق للعبـــادة..

قلب الإنســـان كالوعــاء تمامــاً..
لابــد أن نفرغــه من حب الدنيــا والانشغــال بالتوافــه حتى يقبــل على الله نقيــاً طاهراً ..
وتتقبــل نفسك ما تسمعــه من ذكـــر وحكمــة دون أن تجــد ما يزاحمهــا من مباهــج الدنيــا ومفاتنهــا

أكبر هجوم على القرآن نشاهده الآن ..

يُذكر أن عكرمة ابن أبي جهل (رضي الله عنه) كان إذا جاء يقرأ القرآن يـبكي ويقول "كلام ربي.. كلام ربي"!! هذا وهو الفتي الذي تسري في شرايـينه جـينات أكبر أعداء الله في تاريخ الإسلام (المدعو أبو جهل)؟! فما بال أبناء الشيوخ المؤمنين يخوضون في علوم القرآن أو يهملون القرآن أو يستهزؤون بمن يدرس القرآن أو يقللون من شأن من يحفظ كلام ربه لعل ربه يحفظه؟!
يا لهذا الزمن الغريب الذي ظهر في آتونه من يقول أن تحفيظ القرآن أو تدريس العلوم الشرعية "سر" تخلفـنا عن الأمم، هكذا بدون رتوش وبدون مواربة؟!
يا للجراءة على القرآن في أرض القرآن؟!
الغريب حقاً في زمن الغربة هذا أن التقليل من شأن القرآن لم يعد "فعلا" منقطعا أو "صدفة" حادثة ولكنه فعل ضمن سلسلة مخطط لها من الأفعال والأقوال والتصريحات المتلفزة لتـتوافق مع "شـنشـنة" أعرفها من جوقة الليبراليين الفاسدة؟! فقد ترددت الدعوات لمنع "ميكروفونات" الأذان لأنها قد تزعج بني رغال؟!
ويطرح الآن استـفـتاء وراء استـفـتاء في صحف صفراء حول موضوع إغلاق المحلات وقت الصلاة ، ومازال الهجوم مستمرا على خطبة الجمعة وزيارة القبور ومدارس التحفيظ والدعوة إلى الله .
وبطبيعة الحال ممارسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟! هناك من يقول أن كل ذلك يأتي من باب "جس النبض"؟! ولكن اعتقد أنها تأتي من منطلق "تسجيل أهداف" واستغلال فرصة الغوغاء التي حدثت في خضم الحرب العالمية على الإرهاب؟! إنها محاولات لتكسير "المقدس" تدريجياً ونزع القيم الإسلامية عروة عروة وفي ذلك مصداقا لحديث المصطفى صلى الله علية وسلم حول تغريب الإسلام حيث قال (بدأ الإسلام غريـبا وسيعود غريـبا كما بدأ فطوبى للغرباء) وزاد جماعة من أئمة الحديث في رواية أخرى: قيل يا رسول الله من الغرباء؟ قال (الذين يصلحون إذا فسد الناس (وفي لفظ آخر (الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي) وفي لفظ آخر (هم النزاع من القبائل) وفي لفظ آخر (هم أناس صالحون قليل في أناس سوء كثير) رواه مسلم.
هذا القران هو "الحياة" لنا والفخر لأجيالنا وقد وصفه من لا ينطق عن الهوى فقال صلى الله عليه وسلم (كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، هو الذي من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، فهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم..) إلى أن قال (هو الذي من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به أجر، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم) أخرجه الدارمي.
القرآن هو معجزة الإسلام الأولى وسلاحه الأشد في الحرب والسلم به يُطلب العدو وبه تدفع الغزاة وفي باطنه جل ثـقافة الإسلام وتعاليمه.
لذلك كان القرآن دائما المستهدف الأول في المعركة الأزلية بين الحق والباطل فهذا كذاب اليمامة حاول تقليد القرآن والتقليل منه ثم تولى القساوسة زمام المبادرة في التهجم على القرآن بدءً من يوحنا الدمشقي والقس البيزنطي نيكيتاس الذي فرغ حياته الكسيفه للطعن في القرآن فخاب وخسر وسقطت بيزنطة في يد الأتراك العثمانيين لأنهم كانوا يحملون القرآن وعندما بدلوه تبدلت حياتهم إلى فقر وتـشرذم وتواضع في ميزان القوة الدولي وهاهي أوروبا تضن عليهم من الدخول في الاتحاد الأوروبي؟! وعمل المستشرقون عملتهم بالتشويش والتقليل من القرآن وعملت استخبارات الانجليز النون وما يعملون من اجل السيطرة على الهند المغولية المسلمة بفصل القرآن عن حياة الناس وتفكيرهم فغدوا مثل الهندوس لا يهشون ولا ينـشون؟!
ولعل اكبر هجوم على القرآن نـشاهده الآن من الهولندي البغيض فيدلر والأمريكي المتعصب مايكل سافدج ثم في صحف الفئة التغريـبـية الضالة حيث يتم التسويق لمفهوم "العقلانية" وهي بلا شك تمثل المسمار الأول في نعش كل المفاهيم الإيمانية التي يحفل بها القرآن ويدعو إليها؟! العقلانية منهج فاسد ينفي أول ما ينفي الوحي وفي ذلك هلاك الأول والتالي من قيمنا ومنهجنا الفكري فكيف يصعد مناصرو هذه الفلسفة الخائبة على المنابر الإعلامية ويحتلوا مساحة كان من الأفضل أن تُـنشر فيها إعلانات الوفيات؟!
اليوم كما نرى في صحف الوطن المعطاء، شحذ كتّاب المارينز أقلامهم ورموا عن قوس واحدة يسعون لإبدال القرآن بالفلسفة والهرطقة و"كلام نواعم"؟! وتقديم أقوال كانط وسارتر وروسو وغيرهم من حثالة الغرب على قال الله وقال الرسول (صلى الله عليه وسلم)؟! وقد تجرأ دكتور اللسانيات (قطع الله لسانه) ليقلل من شأن الإعجاز العلمي في القرآن في حين اعترف الباحثون والمتخصصون في الطب والعلوم والفلك بالإعجاز الرهيب والتحدي الكبير الموجود في كتاب الله؟! ثم جاءت الطامة بمستوى متطور عندما كتب أحدهم يدعو إلي التخفيف من حصص أو دروس القرآن والعلوم الدينية على طلاب المدارس؟! عندها تذكرت "كذاب اليمامة"؟! وعروسته الحمقاء سجاح التي امهرها بالتخفيف على الناس من الصلاة؟!
كما تهتـز الأرض تحت العيص لابد وأن تهتـز مشاعر المسلم وهو يستمع لمن يقترح التخفيف من تدريس القرآن للأجيال الصغيرة؟!
ليت شعري، ماذا ندرسهم غير القرآن؟! إذا كانت الاقتراحات مقبولة وتأتي من أي كان؟ والصبـيان باتوا يتحدثون عن مجتمعنا ومشاكله ، فأنا احمل دكتوراة الفلسفة في الإدارة الإستراتيجية من جامعة أمريكية معروفه لذا اقترح أن نعود اليوم وليس غدا إلى "عصر الكتاتيب" ونركز على تحفيظ القرآن للأجيال الصغيرة فذلك لهم شرف ولأمتهم رفعة ولن يأتي لهم إلا بالعزة والتمكين (هيا بنا نـقرأ "ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون")؟! على الأقل إذا لم يستـفيدوا من النفط في بلاد الذهب الأسود فليغادروا هذه الدنيا وفي قلوبهم آيات بـينات من كتاب عظيم؟!
في عصر الكتاتيب اخترعنا الجبر وأدهشنا العالم بالخوارزميات وأرسلنا "ساعة" هدية إلى ملك ألمانيا فجمع رجاله وقال لهم "اخرجوا الجني من هذه الملعونة"؟!
في عصر الكتاتيب أسر المصريون ملك فرنسا ولم يطلقوا سراحه إلا بفدية ثمينة وليتهم والله علقوه كما عُلق صدام؟!
في عصر الكتاتيب دفع الروس الجزية لبـيت مال المسلمين غصبا عليهم وبقي الفرنسيون على وجل لأن جيوش الحافظين تعسكر على بعد 20 كيلومتر فقط من عاصمة النور؟! ولم ينم الناس في روما قرونا عدة لأن جيوش التوحيد تسيطر على صقلية ويفصلهم معبر مائي صغير عن ارض الطليان؟!
وفي عصر الكتاتيب كتب زعيمنا هارون الرشيد لزعيم الروم يقول "من هارون الرشيد إلى نقفور كلب الروم: الجواب ما تراه لا ما تسمعه"؟! أما اليوم فقد ولغت كلاب الروم في دماء أهل عاصمة الرشيد كما لم يفعل المغول من قبل؟!
في عصر الكتاتيب إذا صفعت امرأة عربية في أي بلدة من المعمورة أصبحت بلدة مطمورة حيث تستـنفر الجيوش وتـتحرك الكتائب فتدك القلاع والحصون ؟! أما اليوم فقد بحت أفواه الصبايا اليتم في بلداتـنا العربية ذاتها والمعتصم يتمشى في الشانزيليزية؟!
إذا أهملنا القرآن وآياته البـينات أين سنذهب؟ وماذا سنحقق؟ هل سنصل إلى المريخ (لا نريده)؟! هل سنصنع صواريخ (لا نريدها)؟ هل سندخل نادي القوى النووية (لا نريدها)؟ نحن لا نريد إلا القرآن فهو يوصلك إلى ما هو أبعد من المريخ (الله عز وجل يذكرك فيمن عنده)؟! قال صلى الله عليه وسلم (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وتغشاهم الرحمة وتحفهم الملائكة ويذكرهم الله فيمن عنده)، وأي شرف أكبر من هذا الشرف!!
هذه الحمر المستـنفرة كأنها فرت من قسورة هل تضن علينا أن لا يذكرنا ربنا فيمن عنده؟! وقد اثبت القران انه أقوى من الصواريخ والقنابل النووية؟! فكل ما في مفاعل ديمونة من صواريخ وقنابل توازنت في الرعب والأثر مع شاب فلسطيني حافظ للقران على صدره يتجه إلى مطعم إسرائيلي يحمل لهم "هدية صغيرة" مربوطة على صدره؟ فأنسحب يهود شارون من غزة وهم صاغرون؟!
والقران أقوى من الحواسيب والتـقنية فاليوم مثلا قد لا تستطيع أكثر نظم مساندة القرارات تطورا حساب قسمة الميراث ولكن القرآن حسمها في آيات معدودات تـتلى منذ أربعة عشر قرنا إلى يوم يبعثون؟!
سنظل نسمع كلامهم ونرفع اكفنا ونقول "اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، اللهم اجعله شفيعاً لنا، وشاهداً لنا لا شاهداً علينا، اللهم ألبسنا به الحلل، وأسكنا به الظلل، واجعلنا به يوم القيامة من الفائزين، وعند النعماء من الشاكرين، وعند البلاء من الصابرين، اللهم حبِّب أبناءنا في تلاوته وحفظه والتمسك به، واجعله نوراً على درب حياتهم، برحمتك يا أرحم الراحمين، سبحانك ربنا رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين".
بقلم الدكتور / صنهات العتيبي

2009/06/18

عدة تساؤلات تحتاج إلى إجابة شافية ..!!

رعى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية مساء اليوم حفل تدشين مشروع الخطة الإستراتيجية للرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تعدها وتنفذها جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وذلك في فندق الانتركونتنتال بالرياض .
وفي جواب على الكاتب بصحيفة الوطن محمد الأسمري الذي حاول أن يطرح أسئلة تنال من رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبخ النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بشدة صحيفة الوطن وووصف توجهها بالسيء وأنها تنشر أخباراً غير صحيحة حيث قال : مما يؤسفنا أن ما ينشر في صحيفة (الوطن) سيئ.
وأضاف سموه: إن توجه (الوطن) سيئ وينشرون أخبارًا غير صحيحة ولا أعرف لماذا، وأرجو أن تغير الجريدة هذا التوجه، أما أن تستكتب أصحاب الأهواء الذين يكتبون ضد العقيدة فهو أمر لا يليق بالجريدة ولا بأي مواطن ولا حتى بكاتب أو محرر.
حيث أكد أنه سيأتي يوما يثني فيه كل أب وكل أم على رجال الهيئة الذين يعملون على حماية أبنائهم.
أقول في ختام الموضوع هناك عدة تساؤلات تحتاج إلى إجابة :
ماذا يعني تجاهل الصحف السعودية و "بعض" المواقع الالكترونية لكلمة الامير نايف بحق صحيفة الوطن السعودية..؟!

أين الحرية والديموقراطية واحترام الرأي الآخر..؟!

أين الاعلام الحر الذي أزعجنا بحربه على الانتقائية والاقصائية..؟؟!

أهم خمسة قرارات في حياتك

مع طلوع شمس كلِّ يوم وغروبها، نَتَّخذُ عشرات القرارات, منها الصغيرة: ماذا سنأكل على الغداء؟ ومنها الكبيرة: هل أشتري هذا البيت المعروض عليَّ؟ منها ما نتخذه في الحال: أيّ طريق سأسْلُكه إلى عملي؟ ومنها ما نَتَرَوَّى في اتِّخاذه ونستشير: هل أترك عملي بسبب مضايقات المدير؟ ومنها، ومنها... وهكذا - كما ترى - طيف واسِع، لا حُدُود له منَ القرارات اليوميَّة.
لكن دعونا نَتَّفق: أنَّ هناك خمسة قرارات في غاية الأهمية، هذه القراراتُ هي التي سترسم ملامح مستقبلكَ، وتُشَكِّل حياتكَ.
خمسة قرارات هي المسؤولةُ عن هذا التبايُن الكبيرِ بين الناس مِن حولنا، خمسة قرارات يجب أن نعطيَها انتباهًا أكبر، وحِرصًا أشد, وللأَسَفِ يترُكها كثيرٌ منَ الناس للحَظِّ، أوِ الصُّدفَة، أو لغيرهم، أو يَتَّخذونها خَبْط عَشْواء.
القرار الأول:(الالْتِزام والاستقامَة):
إنَّ قرار التَّدَيُّن والالتزام بِشَرْع الله العظيمِ منَ القرارات الأهم في حياتنا، إنَّ الدِّين يَتَخَلَّل في جوانب حياتنا وشخصيتنا، ويُشَكِّل طريقةً جديدةً في رؤية الأشياء مِن حولنا والحُكم عليها، يمتلك المُلتَزمون بشرع الله والمستقيمون عليه دليلاً واضحًا للحكم على ما يستقبلهم مِن حوادث، وما يعترضهم مِن أحداث، أمَّا مَن حُرِم هذه النِّعمة، وطاشَ قرارُه، فتجده مُتَخَبِّطًا، لا يستقرُّ قرارُه، ولا يستكينُ قلبُه.
هناك فرقٌ كبيرٌ بين مَن ذاق حلاوة الإيمان، ورَوْعة الهِداية، وبين مَن عاش في ظُلُمات الشَّكِّ والتَّرَدُّد, تَتَنَازَعه الأهواء والمَصَالح, وتنتهي حياته، وهو ما زال يسأل أين الطريق؟
القرار الثاني : (ماذا سأفعل بعد المرحلة الثانوية؟)
عندما يقترب طلاَّب المرحلة الثانوية من نهايتها, تراهُم يعيشون حالةً منَ التَّوَهَان والتَّشَوُّش حول حياتهم بعد الثانوية, فهم يعرفون تمامًا أنَّ التَّخَصُّص الجامعي الذي سيختارونه سيرسم ملامح مستقبلهم. ولقد سمعتُ قصصًا مُضحِكة مُبكِية في الطريقة التي يختار بها شبابنا تَخَصُّصاتهم الجامعيَّة .
إنني أعتقد أن التَّوَهان العام في هذه المسألة، والفوضى العارمة التي تسود بين شبابنا في اختيار سبيل حياتهم بعد انتهائهم منَ المرحلة الثانوية, أعتقد أنها تشارك في حالة التَّخَلُّف والتَّأَخُّر الذي تعيشه أمتنا الإسلاميَّة, ولا حول ولا قوة إلا بالله.
القرار الثالث : (مَن أُصاحِب؟) :
عند بلوغ مرحلة المُراهقة, يبدأ الشابُّ الصغير بِفِقدان الاهتمام بأسرته وتعليماتها وطريقة حياتها, ويتجه منحى جديدًا مختلفًا، يبدأ الشابُّ في هذه المرحلة بإعطاء كامل الاهتمام للأصدقاء والرُّفقاء، وكم كان لهذا التَّغَيُّر مِن تأثير إيجابيٍّ أو سلبيٍّ على حياة الشابِّ .
ولقد رأيتُ منَ الآباء الرائعين ممن أَدْهَشُوني بِحِرْصِهم، فمنهم مَن يَتَعَرَّف على عائلةٍ جديدةٍ؛ حتى يغريَ ابنه بالتَّعَرُّف على شابٍّ صالحٍ من تلك العائلة, ومنهم مُستَعِد لتغيير بلد إقامته وعمله في سبيل إبعاد ابنه عن صُحبة سيئة، هذه الأمثلة الرائعة قليلة؛ لكنها تَنُمُّ عن وَعْيٍ كبيرٍ.
هذا الأمر لا ينطبق على الصِّغار فقط، فحتى نحن الكبار, تترك الصُّحبةُ فينا بشكلٍ خفيٍّ أثرًا كبيرًا، قد لا يكون الأمر جليًّا كما في مرحلة المراهقة، لكنه موجودٌ ومُؤَثِّر.
انتبه، فمهما كنتَ ناضجًا، فالصداقة تُغَيِّر فيكَ أشياءَ كثيرةً، إن الجلوس مع يائسٍ, أو محبَط, أو مستهترٍ, أو ضعيف الهمَّة, أو قليل الاهتمام - ينقُل إليك حالته النفسيَّة، وموقفه في الحياة شيئًا فشيئًا, وما هي سوى أشهرٍ قليلة حتى تجد نفسكَ تغرق في المستنقع الذي جَرَّك إليه.
القرار الرابع : (مَن أتزوج؟) :
منَ القرارات الخطيرة في حياتكَ هي اختيار الزوجة - أو الزوج - الذي ستربط بها - أو به - وتعيشان سويًّا عمرًا طويلاً، وتشتركان في حياتكما بالكامل. وتَتَكَرَّر المأساة؛ إذ نَتَّخذ قرارَ الزواج بعشوائيَّة وغياب للوعي.
إننا كثيرًا ما نَتَّخذ قرارَ قضاء حياتنا مع شخص آخر بناءً على مقدمات ومبررات خاطِئة؛ ولذا يَتَعَرَّض اختيارنا لتَشَوُّه كبيرٍ، ومنها مثلاً: الجمال, العائلة, إرضاء الوالدة, جنسيَّة أجنبيَّة, خفة الدم، وغير ذلك كثيرًا, وننسى تمامًا الحديث النبوي الكريم الذي نحفَظُه جميعًا: ((فاظْفَر بذات الدِّين تَرِبَتْ يداكَ))؛ لكن انتبه، فليس المقصود هنا بذات الدِّين الملتزمة بالعبادات والحلال والحرام فحسب, بلِ المقصود هنا الدِّين بمعناه الشامِل، بما في ذلك طِيب الأخلاق، والأدب، وحُسن المُعَامَلة، وغير ذلك مما يمنح الحياة طعمًا، ما أَرْوَعَه!.
القرار الخامس : (قراراتنا اليومية) :
كلُّ القرارات السابقة قراراتٌ كبيرة، ويسبقها عادةً تجهيزات وإعدادات كثيرة؛ لكننا يجب ألا نغفل عن أمرٍ مهمٍ, فالقرارات الصغيرة - والتي نتخذها كل يوم - تعبِّر عن اختياراتنا وطريقة رؤيتنا لأنفسنا واحترامنا لها، وهي تلعب دورًا كبيرًا في رسم شخصياتنا، ونمط حياتنا ومستقبلنا، تذكر أنَّ النجاح هو نتيجة لقرارات صغيرة صائِبة، نتَّخذها كل يوم, وفي المقابل الفشل هو نتيجة طبيعيَّة لِقَرارات خاطِئة نَتَّخِذها كل يوم.تعلَّم كيف تقول: لا، فقد حَمَت هذه الكلمة الصغيرة الناجحينَ من مشتتات كثيرة، تعترض حياتهم كل يوم؛ لتصرفهم عن وجهتهم، وتحقيق أهدافهم.
ختامًا:
لو تَأَمَّلتَ معي في معظم هذه القرارات، التي تَحَدَّثتُ عنها، لوجدتَ أننا نَتَّخذها في أوقات مُبَكرة من حياتنا، في عمر نحتاج فيه إلى المسانَدة والتوجيه, وللأسف يغيب الآباء عن حياة أبنائهم، وهم يواجِهون هذه القرارات، فيطيش حكمهم، ويدفعون مقابل ذلك ثمنًا غاليًا.