2009/06/30

حمل برنامج حقيبة المسلم الرائع

صورة البرنامج


حول البرنامج :
1) هذاالبرنامج عبارة عن اختصار لإسلاميات الشبكة أو مكتبة روابط لأغلب ما تحتويه الشبكة من مواد إسلامية نافعة سواء أكانت : قرآن كريم بصوت عدة مشايخ ومصاحف مختلفة أو دروس صوتية أو مرئية أو فلاشات إسلامية أو أناشيد أو كتب أو برامج إسلامية .
كل ذلك في برنامج واحد فقط حجمه 8 ميجا فقط ولكن بشرط الاتصال بالانترنت ...
2) إمكانية تشغيل هذة المواد مباشرة من النت من خلال البرنامج بسهولة جدا مع طريقة عرض للمواد كلها بطريقة سهلة جدا تجعل الوصول لأي مادة سهل جدا ولا يستغرق أي وقت ...
3) إمكانية تحميل أي مادة تود تحميلها على جهازك بضغط زر تحميل فقط ليتم تحميلها من البرنامج إلى جهازك بطريقة سهلة جدا .
4)إمكانية تحميل مصحف كامل لأي شيخ أو سلسلة دروس كاملة لشيخ أو أي سلسلة كاملة بضغطة واحدة فقط !!! (تحميل متتالي) .
5) يوجد قسم للبحث عن الفتاوى على الشبكة مباشرة من البرنامج بطريقة سهلة جدا وبأقل وقت ممكن لكبار أهل العلم من المشايخ : للشيخ محمد صالح المنجد ومن فتاوى الشيخ ابن عثيمين وابن باز وفتاوى اللجنة الدائمة .....
6) يوجد قسم مخصص في البرنامج لـ رقائق القلوب من تلاوات مؤثرة أو مرئيات مؤثرة أو أدعية مؤثرة وكل ما يرقق القلوب من مواد إسلامية قد تزيل القسوة من قلوبنا وتزيد الخشوع وترفع الإيمانيات وتجددها في قلوبنا بفضل الله تعالى ....
7) البرنامج يحتوي على قسم مخصص لـ طلب العلم يحتوي على الكثير من المناهج والشروحات العلمية لكبار المشايخ في مختلف العلوم من الفقه والعقيدة واللغة والتفسير والسيرة وأصول التفسير وأصول الحديث وأصول الفقه والتزكية ليوفر على طالب العلم البحث عن هذة الشروحات في الشبكة ....
8) إمكانية حفظ مكان الوقوف (اختياري) عند الخروج من البرنامج ليتم الرجوع إليه تلقائيا عند التشغيل مرة أخرى .....
9) إمكانية البحث الميسر عن أي مادة في البرنامج أو أي شيخ أو أي سلسلة أو أيا كان في البرنامج بطريقة سهلة ميسرة جدا وفي أقل وقت ممكن بمجرد الضغط على زر البحث وإمكانية تشغيل أي مادة في نتائج البحث بمجرد الضغط عليها مباشرة من البرنامج ...
10) إمكانية عرض بعض القنوات الإسلامية مباشرة من البرنامج مثل قناة المجد والرحمة والعفاسي للقرآن الكريم و الناس والمجد للحديث ....
12) إمكانية التحديث المباشر من البرنامج لكل ما هو جديد في البرنامج مباشرة من النت تلقائيا بأسهل طريقة وأقل وقت ممكن ليمكنك متابعة كل ما تم إضافته من جديد في البرنامج من مواد ، وتحديث أي أضافات أو تعديلات في البرنامج .....
13) يوجد أعلى البرنامج شريط رسائل تذكيرية بمواسم الأعمال الفاضلة كالتذكير بصيام الأيام الفاضلة القريبة مثل يوم عاشوراء أو العشر الأوائل من ذي الحجة وغيرها من رسائل التذكير وذلك مباشرة من الموقع ....
14) البرنامج يحتوي على مفضلة يمكنك من خلالها إضافة كل المواد المفضلة لديك في قائمة خاصة لسهولة استرجاعها فيما بعد بسهولة تامة ....
15) توجد بالبرنامج إمكانية العرض المتتالي للمواد بحيث يتم تشغيل السورة التالية بعد انتهاء السورة السابقة تلقائيا وكذلك الدروس والأناشيد ، كما يمكنك أيضا جعل التشغيل المتتالي من المفضلة بحيث يتم تشغيل المادة التالية في المفضلة ......
16) يتم عرض رابط المادة الجاري تشغيلها في البرنامج ويمكنك نسخه بمجرد الضغط عليه مرة واحدة فقط ليسهل عليك نشره ليعم الأجر إن شاء الله ..
لتحميل البرنامج اضغط على الرابط التالي :

2009/06/27

هدايا الأزواج وتجدد الحب

الحب يتجدد في الحياة الزوجيَّة بعدة طرق، ومن هذه الأساليب لزيادة الحب بين الزوجين : الهدية وخاصة حينما تأتي بطريقة جذَّابة ورومانسية، وتُعبِّر عمَّا يكنُّه الزوجين لبعضهما من حُبٍّ وإخلاص ووفاء، والأجمل حينما يتِمُّ تقديمها بطريقة مُبتكرة، وتكون مفاجأةً ، ومن مَيزة الهدايا أيضًا أن تزيد الوُد في القلوب؛ كما في الحديث : ((تهادُوا تحابوا))، وتُساهم في زيادة الأواصر بين الزَّوجين، والتقليل من المشاكل بينهما .
الهدية ليس لها وقت معيَّن، لكنها بِحَسَبِ الظُّروف والمناسبات التي تكون، ولا تكون بشكل دائم حتَّى لا يَغيبُ عنها عُنصر المفاجأة والتشويق والاحتفاء بها؛ فتكون على فَتَرات، وفي المناسبات التي تستحق أن توجد فيها الهدية، وقد تكون بدون مناسبة، ولا شكَّ أن لها أعظم الأثر في النفوس؛ لأن الهدية تعمل فيها عملاً عظيمًا، وتؤثر فيها تأثيرًا عظيمًا، وتدخل بها البهجة والسرور في القلب، وتكون بلا شكٍّ زيادةً في أواصر المحبَّة والمودَّة، فما أجملَ أن يَتهادَى الزوجان، وقد أهدى النبي صلى الله عليه وسلم وأُهدي إليه، وكذلك تواترت الأخبار في فضل الهدية وعظم شأنِها، وإذا كان الأمر كذلك فحريٌّ بالزوجين أن يتبادلا الهدايا فيما بينهما" .
إنَّ أزَمَات الحَيَاة وصعابها تحتاج إلى زوجة مُجددة، تَقتلُ الملَلَ وتبدِّدُ (الرُّوتين)، وتضع مكانهما الحبَّ والوئام، وصِناعة العاطفة مَطلبٌ مُشترك بين الزَّوجين، وإنْ حدَّدْنا به الزوجة أكثر؛ فلأنَّها هي الأكثر تعبيرًا عن مشاعرها في حين أنَّ الرجل يقع عليه العبء الأكبر في رعايته لزوجته، وعندما يَحرص كلٌّ منهما على تقديم شيء صغيرٍ، فإنَّهما يُثبتان لبعضهما أن كلاًّ منهما ما زال يهتمُّ بإسعاد الآخر، وتحقيق ما يتمنَّاه، وهناك الكثير من الوسائل للتعبير عن الحبِّ المضمر في القلب، والتعبير عن الامتنان والشكر لمواقف وتصرُّفات قد تكون بسيطة، لكنها ذات أثر واضح وملموس لدى الطرف الآخر، وليس بالضرورة أن تكون الهدية مادية، أو قيِّمة في كل مرَّة حتَّى تكون ذات أثر أو معنى، فهناك أمور تُمكِّن الزوجين من أن يكافئ ويُهدي كلُّ واحد منهما الآخر من غير أن تكلِّفه شيئًا؛ فهناك الهديَّة النفسيَّة، مثل: الابتسامة، وطيِّب الكلام، والثناء العَلَني والخاص، والتدليل والطاعة، والنَّظرة الحانِيَة، وحُسن التقدير للظُّروف، وحسن الخُلق، والتحبب للأهل والاحترام، وهناك الماديَّة المحسوسة وهي كثيرة. والهديَّة تعتبر الطريقة المثالية؛ ليقول كلٌّ من الزَّوجين للآخر: "السنوات تَمُرُّ، لكنِّي ما زلت أحبُّك، وحتَّى يكون لها معنى و أثر، يجبُ أن يشكُر كلٌّ منهما الآخر إذا بادر بالإهداء؛ فالشُّكرُ يُعطي معنى جديدًا للحياة الزوجية، ومن حُرم المدح والثناء فَقَدْ حُرم الخير" .
إنَّ أعظم طريقة لاستمرار حُسن العلاقة بين الزوجين طاعتهما لله وابتعادهما عن مُحاربته بالمعاصي؛ قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} .

2009/06/26

تنمية الحب في المطبخ

جميل جداً منك أخي الحبيب لما ترى زوجتك منشغلة في المطبخ وتغسل الأواني أن تقوم بهدوء وتدخل لمطبخ زوجتك وتستأذن منها في مساعدتها في التنظيف ولو رفضت وستفعل.
لكن أرِها إصرارك وجديتك في المشاركة، ولو كنت لا تجيد هذا وستترك الصحون خلفك ليست بتلك النظافة.
واعلم أن زوجتك لن تغضب من هذا الفعل، بل حتى لو تكسرت أواني المطبخ بسبب عدم تخصصك؛ لأن ما وصلت إليه أعظم من أواني نظيفة ومرتبة، إنك دخلت في أعماق عاطفتها فشعرت بك أنك تشعر بها وتقدر لها فعلها.
فغسلك للصحون ليس مقصوداً لذاته، بل غسلك وترتيبك لقلب زوجتك هو المقصود الأعظم والمراد الأجمل.
إن التعاون بين الزوجين يضفي على الحياة الزوجية جمالاً برّاقاً، ويزيد من أواصر الحب والمودة ويقوي الرباط بينهما، ويصفي القلوب بعضها على بعض.
ولا تنسى أن حبيبك ورسولك صلى الله عليه وسلم - كما ثبت في الصحيح وغيره - رغم ما يحمله من هموم عظام ومسؤولياتٍ جسام كان في بيته يخيط ثوبه ويخصف نعله ويرقع دلوه ويحلب شاته.
وهذا من عظيم تواضعه وكريم خلقه وتمام رجولته صلى الله عليه وسلم فلا تشغلك الدنيا وأشغالها التي لن تنتهي عن أهلك وأقرب الناس إليك.

2009/06/24

أقوال العلماء في سوق السندات

مجمع الفقه الإسلامي (منظمة المؤتمر الإسلامي). :
إن مجلس مجمع الفقه الإسلامي المنعقد في دورة مؤتمره السادس بجدة في المملكة العربية السعودية من 17-23 شعبان 1410هـ الموافق 14-20آذار (مارس)1990م، بعد اطلاعه على الأبحاث والتوصيات والنتائج المقدمة في ندوة الأسواق المالية المنعقدة في الرباط 20 – 24 ربيع الثاني 1410 هـ / 20 – 24 /10 / 1989 م بالتعاون بين هذا المجمع والمعهد الإسلامي للبحوث والتدريب بالبنك الإسلامي للتنمية ، وباستضافة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية ، وبعد الاطلاع على أن السند شهادة يلتزم المصدر بموجبها أن يدفع لحاملها القيمة الاسمية عند الاستحقاق ، مع دفع فائدة متفق عليها منسوبة إلى القيمة الاسمية للسند ، أو ترتيب نفع مشروط سواء أكان جوائز توزع بالقرعة أم مبلغاً مقطوعاً أم حسماً ، قرر ما يلي :
أولاً : إن السندات التي تمثل التزاماً بدفع مبلغ مع فائدة منسوبة إليه أو نفع مشروط محرمة شرعاً من حيث الإصدار أو الشراء أو التداول ، لأنها قروض ربوية سواء أكانت الجهة المصدرة لها خاصة أو عامة ترتبط بالدولة . ولا أثر لتسميتها شهادات أو صكوكاً استثمارية أو ادخارية أو تسمية الفائدة الربوية الملتزم بها ربحاً أو ريعاً أو عمولة أو عائداً .
ثانياً : تحرم أيضاً السندات ذات الكوبون الصفري باعتبارها قروضاً يجري بيعها بأقل من قيمتها الاسمية ، ويستفيد أصحابها من الفروق باعتبارها حسماً لهذه السندات .
ثالثاً: كما تحرم أيضاً السندات ذات الجوائز باعتبارها قروضاً اُشترط فيها نفع أو زيادة بالنسبة لمجموع المقرضين ، أو لبعضهم لا على التعيين ، فضلاً عن شبهة القمار .
رابعاً : من البدائل للسندات المحرمة – إصداراً أو شراءً أو تداولاً – السندات أو الصكوك القائمة على أساس المضاربة لمشروع أو نشاط استثماري معين ، بحيث لا يكون لمالكيها فائدة أو نفع مقطوع ، وإنما تكون لهم نسبة من ربح هذا المشروع بقدر ما يملكون من هذه السندات أو الصكوك ولا ينالون هذا الربح إلا إذا تحقق فعلاً . ويمكن الاستفادة في هذا من الصيغة التي تم اعتمادها بالقرار رقم 30 (5/4) لهذا المجمع بشأن سندات المقارضة والله أعلم

الدكتور الفوزان: هيئة السوق المالية أعلنت حربها على الله ورسوله

بكلمة " حسبنا الله ونعم الوكيل " بدأ الشيخ الدكتور عبد العزيز الفوزان حديثه عن سوق السندات السعودي الذي أقرته هيئة السوق المالية.
وقال الفوزان : لم نستفق حتى الآن من نظام التأمين التجاري الذي أقرته هيئة السوق المالية وطالب الكثير من أهل الخير والإصلاح بتعديله أو بإقرار التأمين التعاوني معه حتى تفاجئنا هيئة السوق بالداهية العظيمة وهي إقرار سوق السندات وبدء العمل به من يوم السبت القادم.
كان ذلك في حديثه في برنامج الجواب الكافي اليوم الجمعة 19/6/1430هـ، وتعجب الفوزان قائلاً: الأن عقلاء الغرب يطالبون بإلغاء الربا، وأن تكون الفائدة صفراً، وأن ما حل بالعالم من الأزمة المالية هو من الربا. ثم تفاجئنا هذه الهيئة بإقرارها هذا السوق معلنة الحرب على الله ورسوله.
وبين الدكتور الفوزان أن هذه السندات كانت موجودة من قبل، ولكنها كانت محصورة بين أكلة الربا، الذين انتفخت بطونهم من الربا. ولكن الآن سيعم البلاء عموم الناس، وهذا فيه إعلان للحرب على الله ورسوله، وإننا نخشى والله العقوبات من الله بسبب هذا القرار الخطير.
وطالب الفوزان أعضاء الهيئة بأن يتقوا الله، ونحن نعرفهم بأنهم أهل دين وعبادة وصلاة ، ولكن هذا لا يكفي فالدين يشمل العبادات والمعاملات، ودين الله شامل لجميع مجالات الحياة.
وذكر الفوزان في حديثه بأن هناك بدائل عن هذه السندات وهي الصكوك الإسلامية التي هي البديل الأمثل لهذه السندات الربوية، وفيها فوائد جليلة منها تحريك المال بالطرق الشرعية، وإيجاد الوظائف للشباب ونحو ذلك من الإيجابيات التي تحرك الاقتصاد الإسلامي، بخلاف هذه السندات التي تعتمد على نظرية أن النقود تولد نقوداً.
وشكر الفوزان شركات سابك والكهرباء ودار الأركان لإصدارهم الصكوك الإسلامية وتمنى أن تحذوا بقية الشركات حذوهم.
وختم الدكتور الفوزان حديثه قائلاً أنادي المحامين بأن يقيموا دعوى قضائية على أصحاب هذه السوق ويوقفوا هذا العبث والمهازل في دين الله

الشبيلي والأطرم و الدعيجي : التعامل في سوق السندات حرام

أكد الدكتور عبد الله بن يوسف الشبيلي استاذ الفقه بالمعهد العالي للقضاء والخبير المتخصص في الهيئات الشرعية للمصارف الإسلامية وسوق الأسهم انه يتفق تماما مع ما ذهب إليه الدكتور عبد الرحمن الأطرم بحرمة التعامل في سوق السندات .
وقال الدكتور الشبيلي : إن جميع العلماء المعتبرين والفقهاء اجمعوا على حرمة التعامل في السندات , وأن قرارات المجامع الفقهية الإسلامية أكدت على حرمة ذلك , وكان أخرها ما صدر عن مجمع الفقه الإسلامي الدولي الذي عقد في الشارقة والذي أكد على حرمة التعامل بالسندات لأنها تحتوي على الربا المحرم .
وأضاف الدكتور الشبيلي أن السندات قروض وهي تشمل الربا وهذا محرم شرعا ولا يجوز التعامل فيه .
وطالب الدكتور يوسف الشبيلي بتحويل سوق السندات إلى سوق للصكوك وهذا هو المخرج الوحيد من الموضوع.
وكان الدكتور عبد الرحمن الاطرم أثار في ختام ندوة"التخلص والتطهير في الأسهم والوحدات الاستثمارية" التي اختتمت أعمالها مساء أول أمس– الثلاثاء- بفندق الانتركونتننتال بالرياض , والتي نظمها موقع "الفقه الإسلامي" قضية حرمة التعامل في سوق السندات التي أعلنت عن إنشائه هيئة السوق المالية .
وقال الدكتور الأطرم : لقد فاجأتنا بقرارها إنشاء سوق للسندات , تتداول فيه بيعا وشراءا وهذا محرم بإجماع الفقهاء المعاصرين المعتبرين , وصدرت فيه قرارات بتحريمه من المجامع والهيئات الشرعية وهذا سيؤدي إلى تسويغ إصدار السندات من قبل الشركات المساهمة بتمويل أنشطتها , وهذا فيه محاربة لله ورسوله.
وأكد الدكتور الأطرم : بأنه لايجوز التعامل في هذا السوق بيعا وشراءا , لان المتاجرة في السندات محرم شرعا .
واضاف الدكتور الاطرم قائلا: إننا في هذه الندوة نناقش كيف نخلص الشوائب المحرمة من الأسهم التي أقلقت كثير من المتعاملين فيها , فكيف نجروء على إنشاء هذا السوق المحرم.
وأكد الدكتور الأطرم أن هذه الدولة المباركة قامت على شرع الله ونظامها الأساسي ينص على أن جميع معاملاتها تتم وفق شرع الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
وتساءل الدكتور الاطرم إلى أين سيصل سوقنا بعد إقرار تداول السندات ؟ هل سنسمع عن تداول المشتقات من الخيارات والمستقبليات مما سيجعل سوقنا يشتمل على القمار والربا , وهذه هي المحاربة الفعلية لله ورسوله.
أما الدكتور خالد الدعيجي "الخبير في قضايا المصرفية الإسلامية ,ومدير موقع الفقه الإسلامي فأكد على حرمة التعامل في سوق السندات , وقال: لا يوجد فقيه أو عالم معتبر إلا وحرم التعامل في السندات لأنها ربا .
وتساءل الدكتور الدعيجي قائلا: كيف تنشئ هيئة سوق المال مثل هذا السوق المحرم شرعا , إننا نربأ أن يكون هناك أي سوق في بلاد الحرمين الشريفين يتعامل بالربا المحرم , ولا أحد يقبل التعامل بالربا المحرم .
واضاف د. الدعيجي من يتعامل في سوق السندات يأكل السحت . وهو محاربة لله ورسوله وهذا بنص كتاب الله لمن يتعامل بالربا.
وناشد الدكتور الدعيجي ولاة الأمر الذين أكثر غيرة على دين الله بوقف التعامل في هذا السوق ومحاسبة من قاموا بإنشائه , فنحن دولة تحكم بشريعة الله .. وتحكم شرع الله في كل شؤونها ولا يقبل احد أن يكون هناك سوقا للتعامل في محرم شرعا.

فتوى الدكتور يوسف الأحمد :

الحمد لله وبعد:
السندات هي وسيلة من وسائل التمويل الربوي ، فإذا احتاجت جهة حكومية أو تجارية إلى اقتراض ربوي فمن طرق ذلك أن تصدر هذه الجهة سندات (دين) بقيمة عشر ريالات مثلاً للسند الواحد ، ويكون له فائدة دورية ، ويتحول الدين في سوق المال (تداول) إلى سلعة تباع وتشترى ، ويُفَضل تجار الربا تداول السندات على أسهم الشركات لقلة المخاطرة فيه بخلاف الأسهم.
وإصدار السندات ، وتداولها : محرم بإجماع علماء الإسلام لاجتماع نوعي الربا فيه (الفضل والنسيئة) فربا الفضل في وجود الزيادة للمقرض ، والنسيئة في عدم التقابض ؛ لأن السند دين. وما حصل من الأزمة المالية العالمية إنما كانت بسبب تداول السندات (الديون) فهل يأتي العاقل بما يضرب به اقتصاد بلده وأهله وإخوانه المسلمين ؟!!.
وكل من وافق على هذا القرار من رئيس المجلس والنائب والأعضاء ، ومن شارك في إصدار هذه السندات أو في تداولها فهو داخل في هذا الوعيد العظيم وهو الإيذان بحرب من الله ورسوله ، فكيف يتجرأ مسلم على حرب الله ورسوله . قال الله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ" (البقرة 278، 279 ) . و عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال : " لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهديه . وقال : هم سواء " أخرجه مسلم .
لذا فإن الواجب الشرعي هو غلق سوق السندات والصكوك فوراً ، والاستمرار فيه : عناد ومكابرة وعلامة على سوء الطوية.
ولا يقل عن هؤلاء خطراً : البنوك الربوية التي تقرض وتقترض بالربا ، والعاملون فيها يدخلون أيضاً في هذا الوعيد أو في التعاون على الإثم والعدوان.
وأدعو هؤلاء جميعاً إلى التوبة إلى الله تعالى .
وإنني أخشى أن يكون ما أصاب الناس من قلة ذات اليد وكثرة الديون ، مع أن فائض ميزانية الدولة بلغ مئات المليارات إنما هو بسبب جريمة الربا ، والسكوت عنها .
أما الصكوك ففيها تفصيل ولا ينبغي تداولها إلا أن تكون مجازة من هيئة شرعية معتبرة.
وننتظر من خادم الحرمين الشريفين وفقه الله قراراً بمنع الربا في هيئة السوق المالية وفي مؤسسة النقد وسائر البنوك طاعةً لله تعالى وحتى ننجو من وعيد حرب الله ورسوله الذي لا يطيقه أحد من العباد.
ولعل من أهم الحلول العاجلة إنشاء هيئة شرعية في السوق المالية أو هيئة شرعية عليا للإصلاح المالي بشكل عام تتكون من فريق من أهل الاختصاص الشرعي والاقتصادي ، ولها لجان شرعية فرعية ، وأن يتنادى المصلحون على إنشائها .
أسأل الله تعالى أن يحفظ علينا ديننا ، والحمد لله رب العالمين .
قاله وكتبه : د.يوسف بن عبدالله الأحمد.
عضو هيئة التدريس في قسم الفقه بكلية الشرية بجامعة الإمام
21/6/1430هـ

2009/06/20

قلبك كالكوب

إذا أردت أن تشــرب كوبـاً من المــاء وليــس أمامــك سوى كــوب واحــد به زيت..

ماذا ستفعـــل؟!..

ليس أمامــك سوى خيــارين اثنيــن..

إما أن تصب المــاء على الزيت وتشربــه كما هــو!..
وبذلك يستحـيــل عليــك أن تشرب ماءً نظيــفاً..
وإما أن تفــرغ الكوب الذي أمامــك من الزيت وتغسلــه
ثم تصب فيه المــاء الزلال وتشربه نقيــاً صافيـــاً

ماذا ستختــــار؟!..

هذا هــو الحال مع قلبــك..

قلبك كالكـــوب!..

إما أن تمـــلأه بحب الدنيــا وسفاسف الأمـــور..

وإما أن تملأه بحب الله وبمعـــالي الأمــور..
لو تأملنـــا في عبــارة التوحيـــد ' لا إله إلا الله '
لوجدنا أنها بدأت بالنفي وإخراج كل ما سوى الله عــز وجل من قلب العبـــد
ثم كان إثبات أن الله وحــده هو المستحـــق للعبـــادة..

قلب الإنســـان كالوعــاء تمامــاً..
لابــد أن نفرغــه من حب الدنيــا والانشغــال بالتوافــه حتى يقبــل على الله نقيــاً طاهراً ..
وتتقبــل نفسك ما تسمعــه من ذكـــر وحكمــة دون أن تجــد ما يزاحمهــا من مباهــج الدنيــا ومفاتنهــا

أكبر هجوم على القرآن نشاهده الآن ..

يُذكر أن عكرمة ابن أبي جهل (رضي الله عنه) كان إذا جاء يقرأ القرآن يـبكي ويقول "كلام ربي.. كلام ربي"!! هذا وهو الفتي الذي تسري في شرايـينه جـينات أكبر أعداء الله في تاريخ الإسلام (المدعو أبو جهل)؟! فما بال أبناء الشيوخ المؤمنين يخوضون في علوم القرآن أو يهملون القرآن أو يستهزؤون بمن يدرس القرآن أو يقللون من شأن من يحفظ كلام ربه لعل ربه يحفظه؟!
يا لهذا الزمن الغريب الذي ظهر في آتونه من يقول أن تحفيظ القرآن أو تدريس العلوم الشرعية "سر" تخلفـنا عن الأمم، هكذا بدون رتوش وبدون مواربة؟!
يا للجراءة على القرآن في أرض القرآن؟!
الغريب حقاً في زمن الغربة هذا أن التقليل من شأن القرآن لم يعد "فعلا" منقطعا أو "صدفة" حادثة ولكنه فعل ضمن سلسلة مخطط لها من الأفعال والأقوال والتصريحات المتلفزة لتـتوافق مع "شـنشـنة" أعرفها من جوقة الليبراليين الفاسدة؟! فقد ترددت الدعوات لمنع "ميكروفونات" الأذان لأنها قد تزعج بني رغال؟!
ويطرح الآن استـفـتاء وراء استـفـتاء في صحف صفراء حول موضوع إغلاق المحلات وقت الصلاة ، ومازال الهجوم مستمرا على خطبة الجمعة وزيارة القبور ومدارس التحفيظ والدعوة إلى الله .
وبطبيعة الحال ممارسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟! هناك من يقول أن كل ذلك يأتي من باب "جس النبض"؟! ولكن اعتقد أنها تأتي من منطلق "تسجيل أهداف" واستغلال فرصة الغوغاء التي حدثت في خضم الحرب العالمية على الإرهاب؟! إنها محاولات لتكسير "المقدس" تدريجياً ونزع القيم الإسلامية عروة عروة وفي ذلك مصداقا لحديث المصطفى صلى الله علية وسلم حول تغريب الإسلام حيث قال (بدأ الإسلام غريـبا وسيعود غريـبا كما بدأ فطوبى للغرباء) وزاد جماعة من أئمة الحديث في رواية أخرى: قيل يا رسول الله من الغرباء؟ قال (الذين يصلحون إذا فسد الناس (وفي لفظ آخر (الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي) وفي لفظ آخر (هم النزاع من القبائل) وفي لفظ آخر (هم أناس صالحون قليل في أناس سوء كثير) رواه مسلم.
هذا القران هو "الحياة" لنا والفخر لأجيالنا وقد وصفه من لا ينطق عن الهوى فقال صلى الله عليه وسلم (كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، هو الذي من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، فهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم..) إلى أن قال (هو الذي من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به أجر، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم) أخرجه الدارمي.
القرآن هو معجزة الإسلام الأولى وسلاحه الأشد في الحرب والسلم به يُطلب العدو وبه تدفع الغزاة وفي باطنه جل ثـقافة الإسلام وتعاليمه.
لذلك كان القرآن دائما المستهدف الأول في المعركة الأزلية بين الحق والباطل فهذا كذاب اليمامة حاول تقليد القرآن والتقليل منه ثم تولى القساوسة زمام المبادرة في التهجم على القرآن بدءً من يوحنا الدمشقي والقس البيزنطي نيكيتاس الذي فرغ حياته الكسيفه للطعن في القرآن فخاب وخسر وسقطت بيزنطة في يد الأتراك العثمانيين لأنهم كانوا يحملون القرآن وعندما بدلوه تبدلت حياتهم إلى فقر وتـشرذم وتواضع في ميزان القوة الدولي وهاهي أوروبا تضن عليهم من الدخول في الاتحاد الأوروبي؟! وعمل المستشرقون عملتهم بالتشويش والتقليل من القرآن وعملت استخبارات الانجليز النون وما يعملون من اجل السيطرة على الهند المغولية المسلمة بفصل القرآن عن حياة الناس وتفكيرهم فغدوا مثل الهندوس لا يهشون ولا ينـشون؟!
ولعل اكبر هجوم على القرآن نـشاهده الآن من الهولندي البغيض فيدلر والأمريكي المتعصب مايكل سافدج ثم في صحف الفئة التغريـبـية الضالة حيث يتم التسويق لمفهوم "العقلانية" وهي بلا شك تمثل المسمار الأول في نعش كل المفاهيم الإيمانية التي يحفل بها القرآن ويدعو إليها؟! العقلانية منهج فاسد ينفي أول ما ينفي الوحي وفي ذلك هلاك الأول والتالي من قيمنا ومنهجنا الفكري فكيف يصعد مناصرو هذه الفلسفة الخائبة على المنابر الإعلامية ويحتلوا مساحة كان من الأفضل أن تُـنشر فيها إعلانات الوفيات؟!
اليوم كما نرى في صحف الوطن المعطاء، شحذ كتّاب المارينز أقلامهم ورموا عن قوس واحدة يسعون لإبدال القرآن بالفلسفة والهرطقة و"كلام نواعم"؟! وتقديم أقوال كانط وسارتر وروسو وغيرهم من حثالة الغرب على قال الله وقال الرسول (صلى الله عليه وسلم)؟! وقد تجرأ دكتور اللسانيات (قطع الله لسانه) ليقلل من شأن الإعجاز العلمي في القرآن في حين اعترف الباحثون والمتخصصون في الطب والعلوم والفلك بالإعجاز الرهيب والتحدي الكبير الموجود في كتاب الله؟! ثم جاءت الطامة بمستوى متطور عندما كتب أحدهم يدعو إلي التخفيف من حصص أو دروس القرآن والعلوم الدينية على طلاب المدارس؟! عندها تذكرت "كذاب اليمامة"؟! وعروسته الحمقاء سجاح التي امهرها بالتخفيف على الناس من الصلاة؟!
كما تهتـز الأرض تحت العيص لابد وأن تهتـز مشاعر المسلم وهو يستمع لمن يقترح التخفيف من تدريس القرآن للأجيال الصغيرة؟!
ليت شعري، ماذا ندرسهم غير القرآن؟! إذا كانت الاقتراحات مقبولة وتأتي من أي كان؟ والصبـيان باتوا يتحدثون عن مجتمعنا ومشاكله ، فأنا احمل دكتوراة الفلسفة في الإدارة الإستراتيجية من جامعة أمريكية معروفه لذا اقترح أن نعود اليوم وليس غدا إلى "عصر الكتاتيب" ونركز على تحفيظ القرآن للأجيال الصغيرة فذلك لهم شرف ولأمتهم رفعة ولن يأتي لهم إلا بالعزة والتمكين (هيا بنا نـقرأ "ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون")؟! على الأقل إذا لم يستـفيدوا من النفط في بلاد الذهب الأسود فليغادروا هذه الدنيا وفي قلوبهم آيات بـينات من كتاب عظيم؟!
في عصر الكتاتيب اخترعنا الجبر وأدهشنا العالم بالخوارزميات وأرسلنا "ساعة" هدية إلى ملك ألمانيا فجمع رجاله وقال لهم "اخرجوا الجني من هذه الملعونة"؟!
في عصر الكتاتيب أسر المصريون ملك فرنسا ولم يطلقوا سراحه إلا بفدية ثمينة وليتهم والله علقوه كما عُلق صدام؟!
في عصر الكتاتيب دفع الروس الجزية لبـيت مال المسلمين غصبا عليهم وبقي الفرنسيون على وجل لأن جيوش الحافظين تعسكر على بعد 20 كيلومتر فقط من عاصمة النور؟! ولم ينم الناس في روما قرونا عدة لأن جيوش التوحيد تسيطر على صقلية ويفصلهم معبر مائي صغير عن ارض الطليان؟!
وفي عصر الكتاتيب كتب زعيمنا هارون الرشيد لزعيم الروم يقول "من هارون الرشيد إلى نقفور كلب الروم: الجواب ما تراه لا ما تسمعه"؟! أما اليوم فقد ولغت كلاب الروم في دماء أهل عاصمة الرشيد كما لم يفعل المغول من قبل؟!
في عصر الكتاتيب إذا صفعت امرأة عربية في أي بلدة من المعمورة أصبحت بلدة مطمورة حيث تستـنفر الجيوش وتـتحرك الكتائب فتدك القلاع والحصون ؟! أما اليوم فقد بحت أفواه الصبايا اليتم في بلداتـنا العربية ذاتها والمعتصم يتمشى في الشانزيليزية؟!
إذا أهملنا القرآن وآياته البـينات أين سنذهب؟ وماذا سنحقق؟ هل سنصل إلى المريخ (لا نريده)؟! هل سنصنع صواريخ (لا نريدها)؟ هل سندخل نادي القوى النووية (لا نريدها)؟ نحن لا نريد إلا القرآن فهو يوصلك إلى ما هو أبعد من المريخ (الله عز وجل يذكرك فيمن عنده)؟! قال صلى الله عليه وسلم (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وتغشاهم الرحمة وتحفهم الملائكة ويذكرهم الله فيمن عنده)، وأي شرف أكبر من هذا الشرف!!
هذه الحمر المستـنفرة كأنها فرت من قسورة هل تضن علينا أن لا يذكرنا ربنا فيمن عنده؟! وقد اثبت القران انه أقوى من الصواريخ والقنابل النووية؟! فكل ما في مفاعل ديمونة من صواريخ وقنابل توازنت في الرعب والأثر مع شاب فلسطيني حافظ للقران على صدره يتجه إلى مطعم إسرائيلي يحمل لهم "هدية صغيرة" مربوطة على صدره؟ فأنسحب يهود شارون من غزة وهم صاغرون؟!
والقران أقوى من الحواسيب والتـقنية فاليوم مثلا قد لا تستطيع أكثر نظم مساندة القرارات تطورا حساب قسمة الميراث ولكن القرآن حسمها في آيات معدودات تـتلى منذ أربعة عشر قرنا إلى يوم يبعثون؟!
سنظل نسمع كلامهم ونرفع اكفنا ونقول "اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، اللهم اجعله شفيعاً لنا، وشاهداً لنا لا شاهداً علينا، اللهم ألبسنا به الحلل، وأسكنا به الظلل، واجعلنا به يوم القيامة من الفائزين، وعند النعماء من الشاكرين، وعند البلاء من الصابرين، اللهم حبِّب أبناءنا في تلاوته وحفظه والتمسك به، واجعله نوراً على درب حياتهم، برحمتك يا أرحم الراحمين، سبحانك ربنا رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين".
بقلم الدكتور / صنهات العتيبي

2009/06/18

عدة تساؤلات تحتاج إلى إجابة شافية ..!!

رعى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية مساء اليوم حفل تدشين مشروع الخطة الإستراتيجية للرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تعدها وتنفذها جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وذلك في فندق الانتركونتنتال بالرياض .
وفي جواب على الكاتب بصحيفة الوطن محمد الأسمري الذي حاول أن يطرح أسئلة تنال من رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبخ النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بشدة صحيفة الوطن وووصف توجهها بالسيء وأنها تنشر أخباراً غير صحيحة حيث قال : مما يؤسفنا أن ما ينشر في صحيفة (الوطن) سيئ.
وأضاف سموه: إن توجه (الوطن) سيئ وينشرون أخبارًا غير صحيحة ولا أعرف لماذا، وأرجو أن تغير الجريدة هذا التوجه، أما أن تستكتب أصحاب الأهواء الذين يكتبون ضد العقيدة فهو أمر لا يليق بالجريدة ولا بأي مواطن ولا حتى بكاتب أو محرر.
حيث أكد أنه سيأتي يوما يثني فيه كل أب وكل أم على رجال الهيئة الذين يعملون على حماية أبنائهم.
أقول في ختام الموضوع هناك عدة تساؤلات تحتاج إلى إجابة :
ماذا يعني تجاهل الصحف السعودية و "بعض" المواقع الالكترونية لكلمة الامير نايف بحق صحيفة الوطن السعودية..؟!

أين الحرية والديموقراطية واحترام الرأي الآخر..؟!

أين الاعلام الحر الذي أزعجنا بحربه على الانتقائية والاقصائية..؟؟!

أهم خمسة قرارات في حياتك

مع طلوع شمس كلِّ يوم وغروبها، نَتَّخذُ عشرات القرارات, منها الصغيرة: ماذا سنأكل على الغداء؟ ومنها الكبيرة: هل أشتري هذا البيت المعروض عليَّ؟ منها ما نتخذه في الحال: أيّ طريق سأسْلُكه إلى عملي؟ ومنها ما نَتَرَوَّى في اتِّخاذه ونستشير: هل أترك عملي بسبب مضايقات المدير؟ ومنها، ومنها... وهكذا - كما ترى - طيف واسِع، لا حُدُود له منَ القرارات اليوميَّة.
لكن دعونا نَتَّفق: أنَّ هناك خمسة قرارات في غاية الأهمية، هذه القراراتُ هي التي سترسم ملامح مستقبلكَ، وتُشَكِّل حياتكَ.
خمسة قرارات هي المسؤولةُ عن هذا التبايُن الكبيرِ بين الناس مِن حولنا، خمسة قرارات يجب أن نعطيَها انتباهًا أكبر، وحِرصًا أشد, وللأَسَفِ يترُكها كثيرٌ منَ الناس للحَظِّ، أوِ الصُّدفَة، أو لغيرهم، أو يَتَّخذونها خَبْط عَشْواء.
القرار الأول:(الالْتِزام والاستقامَة):
إنَّ قرار التَّدَيُّن والالتزام بِشَرْع الله العظيمِ منَ القرارات الأهم في حياتنا، إنَّ الدِّين يَتَخَلَّل في جوانب حياتنا وشخصيتنا، ويُشَكِّل طريقةً جديدةً في رؤية الأشياء مِن حولنا والحُكم عليها، يمتلك المُلتَزمون بشرع الله والمستقيمون عليه دليلاً واضحًا للحكم على ما يستقبلهم مِن حوادث، وما يعترضهم مِن أحداث، أمَّا مَن حُرِم هذه النِّعمة، وطاشَ قرارُه، فتجده مُتَخَبِّطًا، لا يستقرُّ قرارُه، ولا يستكينُ قلبُه.
هناك فرقٌ كبيرٌ بين مَن ذاق حلاوة الإيمان، ورَوْعة الهِداية، وبين مَن عاش في ظُلُمات الشَّكِّ والتَّرَدُّد, تَتَنَازَعه الأهواء والمَصَالح, وتنتهي حياته، وهو ما زال يسأل أين الطريق؟
القرار الثاني : (ماذا سأفعل بعد المرحلة الثانوية؟)
عندما يقترب طلاَّب المرحلة الثانوية من نهايتها, تراهُم يعيشون حالةً منَ التَّوَهَان والتَّشَوُّش حول حياتهم بعد الثانوية, فهم يعرفون تمامًا أنَّ التَّخَصُّص الجامعي الذي سيختارونه سيرسم ملامح مستقبلهم. ولقد سمعتُ قصصًا مُضحِكة مُبكِية في الطريقة التي يختار بها شبابنا تَخَصُّصاتهم الجامعيَّة .
إنني أعتقد أن التَّوَهان العام في هذه المسألة، والفوضى العارمة التي تسود بين شبابنا في اختيار سبيل حياتهم بعد انتهائهم منَ المرحلة الثانوية, أعتقد أنها تشارك في حالة التَّخَلُّف والتَّأَخُّر الذي تعيشه أمتنا الإسلاميَّة, ولا حول ولا قوة إلا بالله.
القرار الثالث : (مَن أُصاحِب؟) :
عند بلوغ مرحلة المُراهقة, يبدأ الشابُّ الصغير بِفِقدان الاهتمام بأسرته وتعليماتها وطريقة حياتها, ويتجه منحى جديدًا مختلفًا، يبدأ الشابُّ في هذه المرحلة بإعطاء كامل الاهتمام للأصدقاء والرُّفقاء، وكم كان لهذا التَّغَيُّر مِن تأثير إيجابيٍّ أو سلبيٍّ على حياة الشابِّ .
ولقد رأيتُ منَ الآباء الرائعين ممن أَدْهَشُوني بِحِرْصِهم، فمنهم مَن يَتَعَرَّف على عائلةٍ جديدةٍ؛ حتى يغريَ ابنه بالتَّعَرُّف على شابٍّ صالحٍ من تلك العائلة, ومنهم مُستَعِد لتغيير بلد إقامته وعمله في سبيل إبعاد ابنه عن صُحبة سيئة، هذه الأمثلة الرائعة قليلة؛ لكنها تَنُمُّ عن وَعْيٍ كبيرٍ.
هذا الأمر لا ينطبق على الصِّغار فقط، فحتى نحن الكبار, تترك الصُّحبةُ فينا بشكلٍ خفيٍّ أثرًا كبيرًا، قد لا يكون الأمر جليًّا كما في مرحلة المراهقة، لكنه موجودٌ ومُؤَثِّر.
انتبه، فمهما كنتَ ناضجًا، فالصداقة تُغَيِّر فيكَ أشياءَ كثيرةً، إن الجلوس مع يائسٍ, أو محبَط, أو مستهترٍ, أو ضعيف الهمَّة, أو قليل الاهتمام - ينقُل إليك حالته النفسيَّة، وموقفه في الحياة شيئًا فشيئًا, وما هي سوى أشهرٍ قليلة حتى تجد نفسكَ تغرق في المستنقع الذي جَرَّك إليه.
القرار الرابع : (مَن أتزوج؟) :
منَ القرارات الخطيرة في حياتكَ هي اختيار الزوجة - أو الزوج - الذي ستربط بها - أو به - وتعيشان سويًّا عمرًا طويلاً، وتشتركان في حياتكما بالكامل. وتَتَكَرَّر المأساة؛ إذ نَتَّخذ قرارَ الزواج بعشوائيَّة وغياب للوعي.
إننا كثيرًا ما نَتَّخذ قرارَ قضاء حياتنا مع شخص آخر بناءً على مقدمات ومبررات خاطِئة؛ ولذا يَتَعَرَّض اختيارنا لتَشَوُّه كبيرٍ، ومنها مثلاً: الجمال, العائلة, إرضاء الوالدة, جنسيَّة أجنبيَّة, خفة الدم، وغير ذلك كثيرًا, وننسى تمامًا الحديث النبوي الكريم الذي نحفَظُه جميعًا: ((فاظْفَر بذات الدِّين تَرِبَتْ يداكَ))؛ لكن انتبه، فليس المقصود هنا بذات الدِّين الملتزمة بالعبادات والحلال والحرام فحسب, بلِ المقصود هنا الدِّين بمعناه الشامِل، بما في ذلك طِيب الأخلاق، والأدب، وحُسن المُعَامَلة، وغير ذلك مما يمنح الحياة طعمًا، ما أَرْوَعَه!.
القرار الخامس : (قراراتنا اليومية) :
كلُّ القرارات السابقة قراراتٌ كبيرة، ويسبقها عادةً تجهيزات وإعدادات كثيرة؛ لكننا يجب ألا نغفل عن أمرٍ مهمٍ, فالقرارات الصغيرة - والتي نتخذها كل يوم - تعبِّر عن اختياراتنا وطريقة رؤيتنا لأنفسنا واحترامنا لها، وهي تلعب دورًا كبيرًا في رسم شخصياتنا، ونمط حياتنا ومستقبلنا، تذكر أنَّ النجاح هو نتيجة لقرارات صغيرة صائِبة، نتَّخذها كل يوم, وفي المقابل الفشل هو نتيجة طبيعيَّة لِقَرارات خاطِئة نَتَّخِذها كل يوم.تعلَّم كيف تقول: لا، فقد حَمَت هذه الكلمة الصغيرة الناجحينَ من مشتتات كثيرة، تعترض حياتهم كل يوم؛ لتصرفهم عن وجهتهم، وتحقيق أهدافهم.
ختامًا:
لو تَأَمَّلتَ معي في معظم هذه القرارات، التي تَحَدَّثتُ عنها، لوجدتَ أننا نَتَّخذها في أوقات مُبَكرة من حياتنا، في عمر نحتاج فيه إلى المسانَدة والتوجيه, وللأسف يغيب الآباء عن حياة أبنائهم، وهم يواجِهون هذه القرارات، فيطيش حكمهم، ويدفعون مقابل ذلك ثمنًا غاليًا.

2009/06/17

صدور كتاب (حقيقة الليبرالية وموقف الإسلام منها)


أصدَرَ مركزُ التأصيل للدراسات والبحوث كتابًا بعنوان (حقيقة الليبرالية وموقف الإسلام منها) لمؤلفه /د.عبد الرحيم بن صمايل السلمي ، وستقوم "قريبا" دار ابن الجوزي بتوزيع طبعته الأولى .
وهذا البحث عبارة عن أطروحة علمية أكاديمية، تربط بين الجانب الفكري والشرعي في سياق متصل حول مذهب فكري يثار حوله الجدل من حيث حقيقته وموقف الإسلام منه، وهو المذهب الليبرالي.
وقد تتبع الباحث (الليبرالية) من جذورها الأولى مروراً بالنهضة والتنوير إلى صعودها في القرن التاسع عشر ثم هبوطها في القرن العشرين ثم عودته للصعود مرة أخرى.
كما أوضح الباحث الأسس الفكرية المكونة لمفهوم الليبرالية مبيناً بذلك الحقيقة المركبة لهذا المفهوم ( الحرية والفردية والعقلانية)، كما تعرض لاتجاهات الليبرالية و مدارسها المتنوعة، وأبرز المحرك الفاعل لهذه التنوع وهي (الطبقة البرجوازية)، وهذا ما جعل هذا المذهب يظهر بصور متعددة وأشكال مختلفة تصل إلى حد التناقض، وبهذا ظهرت الصورة المخادعة والمراوغة للفكر الليبرالي عبر التاريخ الغربي المعاصر.
ثم تعرض لتطبيقات الليبرالية في المجال السياسي والاقتصادي مختتماً كل جانب بالأزمة الخانقة له في مجال التطبيق العملي.
ثم اعتنى الباحث بنفوذ الليبرالية في العالم الإسلامي في الحكم والسياسة والمال والاقتصاد، وبيّن تياراتها البارزة، وكشف عما يسمى بالإسلام الليبرالي وتفصيلاته. ثم شرع الباحث في بيان موقف الإسلام من الحريات، والفرق بين الفكر الإسلامي والليبرالي حول مفهوم الحرية.، كما بين الحكم الشرعي في الليبرالية وعرض حقيقتها على أصول الإسلام ومحكماته الكبرى.
والكتاب يعد فريداً في الجمع بين دراسة التصور الفلسفي لليبرالية مع تقويم تطبيقاتها في العالم الغربي والإسلامي.
ويشتمل موضوعات هذا الكتاب على مقدمة وخمسة أبواب وخاتمة وتوصيات.

2009/06/16

أيها الآباء أين أنتم من هذه الصفات

من أجل تكوين أسره فعالة ومنتجه لابد أن يعتمد الأب على صفات مهمة في توجيه الأسرة و العبور بهم إلى طريق النجاة, وهنا سوف أقوم بعرض بعض الصفات أو المقومات التي ينبغي أن يتحلى بها الأب في نفسه وشخصه، ليتمكن من التأثير على الأولاد وتوجيهم الوجهة السليمة ومن أهم هذه الصفات:
1. القدوة : تعتبر القدوة من أهم وسائل التربية وقد أهتم سلفنا الصالح رضوان الله عليهم إلى هذا الأمر و أهميته فهذا عمرو بن عتبة ينبه معلم ولده الأمر فيقول: (( ليكن أول إصلاحك لولدي إصلاحك لنفسك فإن عيونهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما صنعت، والقبيح عندهم ما تركت )) فالأطفال لا يدركون المعاني المجردة بسهولة ’ و لا يقتنعون بها بمجرد سماعها من المربي بل لابد من المثال الواقعي المشاهد.
2. الرحمة والحب: قال عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف حق كبيرنا )) وعن أبي هريرة أن الأقرع بن حابس رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقبل الحسن، فأخبر أن له عشرة من الولد لم يقبل أحداً منهم، فما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن يعلنها دستوراً للمربين عموماً فيقول: (( إنه من لا يَرحم لا يُرحم )) . فاعتبر تقبيل الصبيان من الرحمة بهم وقد كان يكثر من تقبيل الحسين حتى يقبله في فمه محبة ورحمة به فهذا دليل على أهميه جانب الرحمة والحب عند نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولابد للأب المسلم أن ينتهج طريق نبينا صلى الله عليه وسلم، فيفض على أولاده من حبه وحنانه ولا يبخل عليهم بذلك .
3. العدل: لقد أمرنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بالعدل في العطية فقال عليه الصلاة : (( اعدلوا بين أولادكم في العطية )) لأهمية هذه القضية في مجال التربية، منعاً للحسد و التباغض بين الأخوة، لهذا كان للأب
المسلم أن يتجنب أسباب التباغض، و التحاسد بين أولاده بإقامة العدل بينهم، وتوزيع محبته و حنانه عليهم لأن الأطفال يحسون بذلك.
4. المخالطة:
فالأب المسلم مدعو للاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم عندما كان يخالط الأولاد، فقد روى عنه أصحابه رضي الله تعالى عنهم أنهم شاهدوه و الحسن والحسين على بطنه أو صدره وربما بال أحدهما عليه، او ربما جلس لهم عليه الصلاة و السلام كالفرس يمتطيان ظهره الشريف، وربما صلى وهو حامل أحد الأولاد أو البنات، ويروى عنه انه كان يقبلهم في أفواهم ويشمهم ويضمهم إليه و وربما خرج على أصحابه وهو حامل الحسن الحسين على عاتقيه . فكان عليه الصلاة والسلام مع جلالة قدرة وعلو منزلته يفعل ذلك، ليقتدي به الناس ولأنه يعلم أهمية هذه المخالطة في المجال التربوي للطفل .
5. الحكمة في التوجيه والإرشاد: على الأب المسلم أن ينهج مع ولده منهجاً قاصداً متوسطاً يحفظ فيه كرامته فلا يخدشها ولا يكثر من التعنيف الذي يؤدي بالولد إلى عدم احترامه و الجرأة عليه، و
أن يمنحه شيئاً من الحرية دون إفراط أو تفريط، وعدم التشدد و الصرامة في تطبيق النظام والقواعد في البيت، بل يمزج ذلك بشيء من المرح والمداعبة والحب ولابأس في إفهامه سبب الأمر الذي أمره به والحكمه منه، ليكون حاضراً في ذهنه سبب فعله وتنفيذه . وأن يراعي فهم ولده وقدراته فلا يطالبه بمعايير الكبار ولايأمره بما هو خارج نطاق قدرته فهو لا يزل طفلاً صغيراً.
6. الدعاء: إن دعوة الأب لولده مستجابة فما أفضل وأحسن أن يستعمل الوالد هذه المنزلة والكرامة من الله عز وجل بأن يدعو لذريته، ويرجو من الله صلاحها وهديتها فتقتدي في ذلك بالأنبياء الكرام عليهم جميعاً صلاة الله وسلامه، فقد كانوا اكثر الناس دعاء والتجاء إلى الله, وطلبا منه إصلاح أولادهم, فهذا نبي الله إبراهيم عليه السلام يدعو الله سبحنه وتعالى ان يجنبه وذريته عبادة الأصنام قال تعالى: (( وإذا قال إبراهيم ربِ أجعل هذا البلدَ ءامنا وأجنبنىِ وبنىِ أن نعبد الأصنام)) وهذا نبي زكريا عليه السلام يدعو طالبًا الذرية الطيبة قال تعالى: (( قال ربِ هب لي من لدُنك ذريةً طيبةً إنك سميُع الدعاء)) لذا لا ينبغي للوالد أبدا أن يهجر الدعاء أو أن يقصر فيه، فإنه مأمور به كما قال تعالى: (( وقال ُربكم ادعونى ِأستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادىِ سيدخلون جهنم داخرين)) .
وعلى الوالد أن يحذر كل الحذر من أن يدعو على أولاده بشر، فإن دعوته مستجابة فقد نقل عن عبد الله بن المبارك أن رجلا جاءه يشكو عليه عقوق ولده فسأله إن كان قد دعا عليه أم لا ؟ فاجاب بأنه قد دعا عليه، فقال له حينئذ: "أنت أفسدته" .
اسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم أبناء صالحين بررة .

2009/06/06

تجارة رابحة


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين، أما بعد:
الداخل في مجال التجارة والاستثمار يسعى لأن تكون تجارته ناجحة، واستثماره ممتاز، بل ويسعى عبر الخطط والبرامج لأن يمتلك الأموال في أقل وقت، ويعبر عن هذا بـ"الشطارة، وفهم سوق العمل، والخبرة الممتازة"، وكل هذا وغيره في الأمور الدنيوية والمادية مما ستنتهي بمرور الأيام، وبمجرد موت الإنسان تذهب كل هذه الأعمال والجهود والخبرة والشطارة إلى أناس آخرين، ولن يستفيد من هذه الأموال والجهود إلا بالثوب الأبيض الذي سيدخل به في قبره.
وإن الكثير من الناس اليوم غافلون أو متغافلون عن التجارة الحقيقية، والربح الصحيح الباقي، فإن الشطارة الحقيقية هي التي ينتفع بها صاحبها حين يكون في أمسِّ الحاجة إليها، وفي الوقت العصيب حين يصبح في أشد الحاجة إلى الحسنة الواحدة فلا يجدها، وهنا يجد أنه كان مخدوعاً بزخرف الحياة الدنيا وزينتها.
إننا اليوم في أمسِّ الحاجة إلى أن نعقد صفقة مع الله - عز وجل -، وهذه الصفقة سهلة ويسيرة، وربحها مضمون، ولن يخسر أحد فيها، فلو نظرنا إلى ما أعده الله - عز وجل - لمن يدخل في هذه التجارة لوجدنا الربح الوفير، والعائد الكبير؛ مقابل رأس المال القليل، ولنستعرض جميعاً هذه التجارة مع رأس المال، ونقارن رأس المال مع أرباحه وفوائده التي تعود على العبد نفسه، ولن نتكلف بل في حدود الممكن الذي يستطيعه كل واحد منا، ونذكر مجالين من هذه المجالات فقط فيما يلي:
أولاً: الذكر لله عز وجل ، حيث قد حث الله - عز وجل - على أن يكون العبد دائم الاتصال بالله - عز وجل -، وذكر ما أعده للذاكرين فقال: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً}
، ودلَّ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - على أن الذاكرين سابقين لغيرهم فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((سبق المفردون، قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: الذاكرون الله كثيراً والذاكرات))، وجاءت السنة النبوية لتحث على ما جاء به القرآن الكريم فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره مثل الحي والميت))، ومن ثواب الذكر لله تبارك وتعالى ما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يقول الله - تعالى -: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم)).
والذكر يشمل الاستغفار الذي هو سبب لمغفرة الذنوب قال تعالى : {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً}
، وهو من أسباب الرزق، والبركة، والإمداد بالمال والبنين قال تعالى : {يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً}، وهو من أسباب الرحمة قال تعالى : {لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}، وفيه اقتداء بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فقد صح عنه أنه كان يقول: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ فَإِنِّي أَتُوبُ فِي الْيَوْمِ إِلَيْهِ مِائَةَ مَرَّةٍ)) .
ثانياً: الصلاة على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، وقد جاء الأمر بالصلاة على النبي في كتاب الله عز وجل في قوله تعالى : {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}
، "وصلاة الله عز وجل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذكره بالثناء في الملأ الأعلى، وصلاة ملائكته دعاؤهم له عند الله سبحانه وتعالى ، ويا لها من مرتبة سنية حيث تردد جنبات الوجود ثناء الله على نبيه، ويشرق به الكون كله، وتتجاوب به أرجاؤه، ويثبت في كيان الوجود ذلك الثناء الأزلي القديم الأبدي الباقي، وما من نعمة ولا تكريم بعد هذه النعمة وهذا التكريم، وأين تذهب صلاة البشر وتسليمهم بعد صلاة الله العلي وتسليمه، وصلاة الملائكة في الملأ الأعلى وتسليمهم، إنما يشاء الله تشريف المؤمنين بأن يقرن صلاتهم إلى صلاته، وتسليمهم إلى تسليمه، وأن يصلهم عن هذا الطريق بالأفق العلوي الكريم الأزلي القديم".
وللصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فضائل عظيمة ذكرها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في عدة أحاديث، ومن فضلها:
· امتثال الأمر الإلهي في قوله - تعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}.
· التشبه، بل التخلق بخلق الأنبياء؛ حيث أنهم يصلون على النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
· مكافأة من الله عز وجل بأن يجازيه بأعظم مما صنع، بحيث يصلي عليه أضعاف ما صلى على النبي صلى الله عليه وسلم فعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْراً))
.
· سبب في دفع الهموم وغفران الذنوب فقد جاء عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ربع الليل قام فقال: ((يا أيها الناس اذكروا الله، اذكروا الله، جاءت الراجفة، تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه))، قال أبي بن كعب: فقلت: يا رسول الله إني أكثر الصلاة، فكم أجعل لك من صلاتي؟ قال: ((ما شئت))، قال: قلت: الربع؟ قال: ((ما شئت، وإن زدت فهو خير))، قلت: النصف؟ قال: ((ما شئت، وإن زدت فهو خير))، قال: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: ((إذن تكفى همك، ويغفر لك ذنبك))
.
· في الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام رفع الدرجات، وحط الخطايا، فعن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرَ صَلَوَاتٍ، وَحُطَّتْ عَنْهُ عَشْرُ خَطِيئَاتٍ، وَرُفِعَتْ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ)
.
ويستمر المؤمن يقطف الثمار، والفضائل الناتجة من أفضال الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وهذا السوق الحقيقي لمن يريد التجارة الرابحة، والمكسب الوفير الذي لا خسارة فيه؛ فأين من يدخل هذا السوق؟، وأين المتاجرون؟ وأين المشمرون؟.
كل هذه المكاسب وغيرها من بابين فقط من أبواب الخير والأجر فكيف إذا دخلنا غيرها، وإذا كان هذا الأجر من مجالين فقط فكيف إذا صاحب هذا الإيمان الصادق بالله تبارك وتعالى في هذه العبادة وغيرها من العبادات والشعائر.
نسأل الله عز وجل أن يهدينا سواء السبيل، وأن يردنا إلى دينه مرداً جميلاً، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.

أليس أوباما أخطر على المسلمين من بوش

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه
وبعد :
فإن الدافع إلى كتابة هذه المقالة ما رأيته وسمعته من تفاؤل و استبشار لدى كثير من المسلمين بما في ذلك بعض مثقفيهم ودعاتهم بمجيء رئيس أمريكا الجديد ( أوباما ) والتعويل على مجيئه في رفع المعاناة عن بلدان المسلمين ورفع الظلم عن أهلها .
ولقد أسفتُ لهذه السذاجة في النظرة إلى الأعداء والانسياق وراء العاطفة المخدوعة بمعسول الكلام وبريق الشعارات .
وقد يستغرب بعض القراء بل وقد يستنكر بعضهم عنوان هذه المقالة إذ كيف يكون الشيطان بوش الذي غزا بلدان المسلمين وقتلت طائراته ودباباته أطفال المسلمين ونساءهم وأعلنها حرباً صليبية على المسلمين أقل خطراً من ( أوباما ) ذي الأصول الإسلامية والذي أبدى في خطاباته التعاطف مع المسلمين وأعلن أمام البرلمان التركي أن الولايات المتحدة ليست في حرب مع الإسلام وجسد هذا بانحنائه أمام الملك عبد الله عند لقائهما على هامش قمة العشرين في لندن !!.
وحتى يزول هذا الاستنكار وهذا الاستغراب الذي باعثه العاطفة وليس العقل أسوق بعض الأدلة على صحة عنوان هذه المقالة :
الدليل الأول :
إن الجرائم التي قام بها المجرم بوش في عهده هي من الفظاعة والشهرة بحيث لا تحتاج إلى ذكر وتفصيل ومع مافي هذه الجرائم من آلام ومعاناة على المسلمين إلا أن ماترتب على هذه الحماقات والجرائم من الخير للمسلمين والشرور على الأمريكان تربو على ما أصابهم من الشرور والمفاسد. ولو كان المجرم بوش يعلم ماتؤول إليه حماقاته ومؤامراته ماقدم على فعائله وجرائمه.
ومن أعظم هذه الثمار التي قدمتها سياسة بوش للمسلمين تلك اليقظة المباركة التي سرت في أبناء المسلمين نحو عدوهم الكافر ومعرفته على حقيقته وإحياء عقيدة الولاء والنصرة بين المؤمنين والعداوة والبراءة من الكافرين وارتفاع علم الجهاد في أكثر ميدان وثغر .
ومن هذه الثمار أيضاً افتضاح أمريكا الطاغية في العالم وسقوط أقنعتها الكاذبة التي تروج لحقوق الإنسان ورفع الظلم وحماية الحريات , حيث تهاوت هذه الدعاوى الكاذبة وعرفها القاصي والداني وأصبحت أمريكا في نظر العالم داعية للظلم ومهددة لحقوق الإنسان ومهلكة للحرث والنسل والأخضر واليابس .
ومن هذه الثمار : ماحق عليها من بأس الله عز وجل وظهور تداعيات انهيار نظامها الاقتصادي والسياسي والعسكري . وكل هذه الثمار السابقة ماكانت لتحصل لو لا أن الله عز وجل أغفل بوش وإدارته المجرمة عما يترتب على حماقاتهم من هذه المصالح للمسلمين و المفاسد العظيمة لتي حقت عليهم .
ولما شعر الأمريكان بهذه المخاطر والمصائب التي حلت بهم جراء سياسة بوش الحمقاء ذهبوا لترميم أخطاء هذه السياسة في محاولة يائسة لإعادة الهيبة لدولتهم المتداعية وتحسين صورتها في العالم فجاءوا بالرئيس الجديد ( أوباما ) وجاء بسياسته الماكرة ومحاولاته الخادعة للعالم ولاسيما العالم الإسلامي وأظهر محبته للسلام ونقده الشديد لسياسة سلفه العدوانية , فانخدع بمعسول كلامه كثير من المسلمين وعلقوا على مجيئه الأمل في رفع المعاناة عن المسلمين وإزالة الظلم عنهم!!! وبانطلاء هذه الخدعة والمكر الكُبار على المسلمين يكون إجرام هذا الرئيس الجديد أشد خطراً من إجرام سلفه وذلك لما يترتب على هذه المخادعة من ضعف العداء لأمريكا الطاغية وإحسان الظن بسياستها المستقبلية . وهذا يترتب عليه استنامة المسلمين وخفوت الشعور بكره الكافر وإعلان البراءة منه وترك جهاده ومحاربته , وفي هذا شرٌ كبير وخطر عظيم على عقيدة الولاء والبراء وعلى قيام شعيرة الجهاد مع مافيه من إعطاء الفرصة لدولة الطغيان أمريكا في أن ترمم مافسد من سياستها واقتصادها , وتحسين صورتها المنهارة في العالم , وليس هذا من مصلحة المسلمين , بل من مصلحتهم استمرار الانهيار في الدولة الطاغية وازدياد عوامل السقوط والتدمير في مفاصلها .
والحاصل أن سياسة المكر والنفاق التي تؤدي إلى هبوط مستوى العداوة والبراءة والمدافعة للكفار أخطر من سياسة التحدي والعدوان الذي تقوى فيه عقيدة الولاء والبراء عند المسلمين وتستنفر فيه الهمم ويقوى فيه روح الجهاد والمدافعة للكفار المعتدين
الدليل الثاني :
يخطأ من يظن أن السياسة الأمريكية العدوانية تقوم على فرد يتربع على عرشها وأنها تتأثر بوجهته ونفسيته ورؤيته الشخصية إنما السياسة الأمريكية سياسة مؤسسية لها أهدافها وأجندتها ولها مراكزها ومخططوها . دور الرئيس تنفيذ هذه السياسة والسير في ضوئها , ولذا فإن تغير شخصية الرئيس الأول في أمريكا لايغير من الأمر شيء يذكر وإنما الذي يتغير سياسة كل رئيس ووسائله في تنفيذ هذه الأهداف فبينما هي عند بوش العجلة والتهور والحماقة وفي هذا مصالح للمسلمين سبق ذكر أهمها , فهي عند ( أوباما ) سياسة المكر والمخادعة ومعسول الكلام لتنفيذ نفس الأهداف التي رسمت لسلفه , فهما وجهان لعملة واحدة .
الدليل الثالث :
ومما يؤيد القول بأن السياسة الأمريكية وأهدافها لاتتغير بتغير الرئيس وإنما الذي يتغير هو الوسائل مانراه بعد تولي ( أوباما ) سدت الرئاسة في أمريكا من استمرار العدوان الأمريكي الصليبي على بلدان المسلمين وتأييد دولة اليهود ودعمهم والسعي لتفتيت البلدان الإسلامية وتقسيمها إلى دويلات طائفية . هذا مايجري على الأرض في الوقت الذي ينافق فيه أوباما ويخادع المسلمين بمحبته للإسلام ونقده لسياسة سلفه وتعاطفه مع قضايا المسلمين ولكن هذا شيء وما ينفذه في الواقع شيء آخر .
فها هو يخرج في وسائل الإعلام وهو يتخشع أمام حائط المبكى اليهودي .
وهاهو ينحاز مع اليهود في محرقة غزة ويبيح استخدام الأسلحة المحرمة ضد المدنيين هناك بل إنه أعطاها لليهود ليجربوها في أطفال وأهل غزة .
وهاهو يصرح في خطاب له أمام منظمة إيباك المؤيدة لدولة اليهود ويصرح بأن القدس ستبقى عاصمة إسرائيل ويجب أن تبقى موحدة .
وهاهو يصعد الهجمات الصاروخية على المسلمين المدنيين في أفغانستان وباكستان .
وهاهو يأمر بزيادة قواته في أفغانستان ويعلن عزمه على إبقاء قواعد عسكرية في العراق إلى أجل غير مسمى , فماذا أبقى لبوش بعد ذلك ؟
فأي أخوة وأي تعاطف يعلنه هذا المجرم الماكر مع المسلمين وهاهي أفعاله ونواياه ؟

فالحذر الحذر من هذا الشيطان الماكر فإنه أخطر من الشيطان الأحمق وسيفشله الله عز وجل كما أفشل سلفه من قبله – قال سبحانه – {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ... } } الأنبياء :18 { .

نسأل الله عز وجل أن يرد كيد الكفرة الصليبين في نحورهم وأن يقي المسلمين من شرورهم كما نسأله عز وجل أن ينصر دينه ويعلي كلمته والحمد لله رب العالمين .
بقلم الشيخ / عبد العزيز بن ناصر الجليل

خواطر حول خطاب أوباما

وأنا أتابع كلمة الرئيس باراك أوباما ، تذكرت ما تناقلته وسائل الإعلام من دعوة السفارة الأمريكية في القاهرة ابنةَ الشيخ المقريء الحصري السيدة إفراج الحصري ( ياسمين الخيام ) لحضور كلمة الرئيس الأمريكي ، تلك الفنانة التي تابت من الفن فاعتزلته وارتدت الحجاب وأسست مجمعا باسم أبيها ، كما ساهمت في توبة عدد من الفنانات ؛ وقد كشفت أن أباها الشيخ محمود الحصري كان صديقا لحسين أوباما والد الرئيس الأمريكي ، وأنه كان على علاقة وطيدة بوالدها ، وأن الشيخ الحصري سبق أن أهدى لحسين أوباما نسخة من المصحف المرتل بصوته في إحدى رحلاته .
وبعد مدة وجيزة من استماع خطاب باراك أوباما بعثت إليَّ إحدى الأخوات تعليقا لها على الخطاب ، وعنونته بقولها : باراك أوباما مستشرق لا مرتد ! مبدية تخوفها من وصول مستشرق إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة ؟ حيث لا يخفى خطورة كثير من المستشرقين على الثقافة الإسلامية .. وأيدت رؤيتها بأن باراك أوباما مارس شيئا من الطعن في القرآن ، كما لو كان مستشرقا من خلال إنكار حقائق قرآنية كالجهاد ، حين نفى أن تكون الحرب حلاً للنزاعات ، وحين أنكر جدوى ما يعد مما يستطاع من قوة ، بما فيها الصواريخ التي ذكرها في خطابه ؛ كما أنكر السنة الثابتة ، بنفيه لأن تكون العاقبة للمسلمين في الصراع مع اليهود : " لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم، يا عبد الله، هذا يهودي خلفي، فتعال فاقتله ، إلا الغرقد ؛ فإنه من شجر اليهود " ..
لكن الأخت الكريمة بينت ما قد يقلل من شأن تحليلها السابق متعجبة من أن ثقافته الإسلامية التي ظهرت في هذا الخطاب جيدة ..أي بخلاف ثقافة الحاقدين من المستشرقين .
وختمت رسالتها قائلة : " تمنيت أن لو كان لحكامنا ثقافة شرعية ! نستمع من أحدهم خطابات منذ أن ولدنا ولم نسمع منهم آية أو حديث .. وهل من مانع أن يستشرق الحكام ؟ " ..
قلت لها : لي في المسألة نظر آخر ، فأبو حسين شخص يحمل ثقافة إسلامية بحكم الأصل والنشأة .. لكنه ليس مستشرقا ، فثقافته الإسلامية في نظري ثقافة نشأة واهتمام عائلي وليست ثقافة بحث استشراقي لغربي . ووعدتها بأن أكتب شيئا ما حول قضية ثقافة باراك أوباما في خطابها هذا وأثرها على السياسة الأمريكية . وحتى أفي بالوعد ، رأيت أن أكتب شيئا ما ، مهما كان يسيرا ، فكانت هذه القراءة السريعة ، والتي استثار بعض نقاطها معي بعض الإعلاميين البارحة ..
إن خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما حمل رسائل عديدة من أهمها الرسائل العاطفية للمسلمين ، ساهمت في التأثر بها وتأثيرها ثقافة النشأة ، واتضح ذلك من خلال إعادة استشهاده بالقرآن ووصفه بالمقدس بضع مرات في خطابه ، وإن حاول الاستشهاد بالتوراة والإنجيل إضافة إلى القرآن الكريم في بعض المواطن ، ومن المعلوم أن المظلوم يرحب بأي تعاطف ويقدره مهما كان ، ولو كان مجرد كلام ، لشعور المظلوم بشيء ما من الإنصاف والاعتراف .. و مما يمكن أن يلحظ : إشارة أوباما للسنة النبوية عند الاستشهاد بها تحت مسمى القيم المتفق عليها عند أهل الأديان بدل نسبتها إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم كما فعل في الاستشهاد بالقرآن !
وتأتي هذه الرسائل العاطفية بوصفها أحد متطلبات بناء بعض ما أفسده المحافظون الجدد قبله وعلى رأسهم مجر الحرب دبليو بوش . وهو أمر قد بدأه المحافظون الجدد في أمريكا قبل تخلي الناخب الأمريكي عنهم ، فقد حاولوا إنشاء علاقات مع المسلمين بعد أن أيقنوا بأن سمعة الولايات المتحدة قد تضررت كثيرا في عهدهم ، فلم تعد أمريكا عند عامة الناس فضلا عن المسلمين : "جنة الدنيا" ؛ بعد أن طغت روائح الطغيان الأمريكي بقيادة المحافظين الجدد على الكرة الأرضية وتصاعدت إلى الفضاء الخارجي ، وبعد أن دفعت آراء المحافظين الجدد الجيش الأمريكي إلى الدخول في حروب تجاوزوا فيها المنظمات الدولية ومجلس الأمن ذاته كما في احتلال العراق ، وابتدعوا قوانين تجاوزت المبادئ الأمريكية المعلنة .
ومما يلحظ أن أوباما مهد لإلقاء الخطاب في القاهرة بالزيارة التي سبقته للرياض واللقاء مع الملك عبدالله ، وإن كان ذلك يأتي ضمن إعطاء قطبي الزعامة العربية الاهتمام الكافي حيث إن الحكومة الأمريكية تنظر إلى المملكة ومصر على أنهما تشكلان قطبي الزعامة العربية والإسلامية ؛ وأن الزيارة للمملكة كانت اعترافا بأهميتها في القضايا محل الجولة الأمريكية ؛ إلا أن إلقاء الخطاب في القاهرة وتوجيهه للمسلمين ، يقتضي البدء بها ، ولا سيما أنها : " مهد الإسلام " كما عبر أوباما نفسه أثناء زيارته للرياض .
وأظن أن ثقافة أوباما الخاصة جعلته يخرج عن النص في خطابه في عدد من المواضع ليشرح من ثقافته ما نال ببعضه إعجاب الحضور فكسروا هدوء القاعة بالتصفيق ؛ وهو ما يشكل حدثا جديدا في الخطاب الأمريكي تجاه المسلمين ، يجعله أوسع إدراكا من المستشرقين الذين يظن أن بعضهم ساهم في إعداد هذا الخطاب ؛ وليس غريبا أن يخرج عن النص ، وأن يعمل فكره ، فهو رجل قانون يتمتع بشخصية محام تظهر عليه العقلانية ؛ كما سبق له الخروج على الثقافة الأمريكية والأعراف الرئاسية ، بانحنائه لخادم الحرمين الشريفين عند سلامه عليه في بريطانيا ، وهو تصرف لا ينفك عن ثقافته الشخصية التي اكتسبها في بلد النشأة ، فالانحناء الذي يعني الاحترام له جذوره في شرق آسيا ، وفي الثقافة الأندونيسية التي عاش أوباما في كنفها حينا من الدهر ..
نعم حاول الرئيس الأمريكي باراك أوباما من خلال حدثيه التركيز ضمنياً على مبدأ التغيير الذي قد يطرأ على مستقبل العلاقات الأمريكية مع العالم الإسلامي في خضم التطورات السياسية والاقتصادية ، ولا سيما في ظل التدهور الاقتصادي الذي كان آخره إفلاس شركة السيارات العريقة جنرال موتورز ، وهو أمر لا يمكن إغفاله عند الحديث عن دغدغة العواطف العربية والإسلامية ، تمهيدا لعلاقات تساهم في إصلاح الاقتصاد الأمريكي ، الذي بات يشكل خطرا على الكيان الفيدرالي ، الذي بدأت تتململ بعض ولاياته علنا .
وأخيرا .. فإن من المتوقع أن هذا الخطاب سوف يقدم على المستوى العالمي خدمة ما للإسلام والمسلمين من حيث لفت الانتباه إلى صورة ذهنية أفضل ، تختلف عن لغة المحافظين الجدد ، إذ يتوقع أن خطاب باراك أوباما سوف يكون محل اهتمام أمريكي محلي وعالمي دولي ، وهو ما يفتح آفاقا لمن يستمعون الخطاب ويشاهدونه ، للبحث عن القرآن والتعرف على الإسلام .
كما أن من المتوقع أن يقدم الخطاب خدمة للرئيس أوباما شخصياً أكثر من خدمته للسياسية الأمريكية ؛ بسبب التباين في السياسة الأمريكية - التي تحكمها وترسم سياساتها عدة مؤسسات - بين القول والفعل ؛ ففي الوقت الذي كان أوباما يلقي خطابه ، كان جنود الولايات المتحدة يمارسون جزءا من المهام التي ألقى أوباما خطابه في محاولة لإزالة بعض آثارها .
وإذا ما عدنا إلى صلاحيات الرئيس الأمريكي في الشأن الخارجي - الذي يهم العالم الإسلامي - فإنها بمقتضى المادة الثانية من الدستور الأمريكي تتمثل في : رسم السياسة الخارجية والإشراف على تنفيذها ، فهو المسؤول الأول عن تنظيم العلائق الخارجية كإجراء المفاوضات وعقد الاتفاقيات والمعاهدات والاعتراف بالدول وتعيين الدبلوماسيين ، لكن النظام السياسي الأمريكي يجعل من رئيس الدولة رئيسا فعليا للسلطة التنفيذية بخلاف أنظمة الحكم البرلمانية ؛ ولذلك لا بد أن يعتمد على وجود جهاز تنفيذي ، وهذا الجهاز هو الذي يقوم بوظيفة مؤثرة جدا في قيادة الدولة ، ومن خلالها يتحول النظام المؤسسي الأمريكي إلى نظام تديره نخبة من الشخصيات التي غالبا ما تكون ذات تأثير بالغ في توجيه الدولة ، ويتحول فيها الرئيس إلى ما يشبه الرمز ، بينما تتحول بقية المؤسسات التقنينية إلى ميدان للشد والجذب في إطار يتحكم في مساره في الغالب الجهاز التنفيذي للرئيس ، وبمعنى آخر : فإن الولايات المتحدة وإن كانت دولة مؤسسات في الظاهر ، إلا أنها تدار في حقيقة الأمر من خلال الشخصيات ذات النفوذ في الجهاز التنفيذي للرئيس ، فحكومتها الحقيقية حكومة خفية ..كما أن الرئيس الأمريكي هنا مرشح حزب ؛ وهذا يعني أن تصرفاته يجب أن لا تخرج عن سياسة الحزب ؛ فأوباما مرشح الحزب الديمقراطي ، وليس مرشحا مستقلا .
ومن هنا فإن من المهم جدا أن لا نقرأ مستقبل السياسة الأمريكية من خلال شخصية الرئيس باراك أوباما كانت أكثر عقلانية ومهما كانت معتدلة الطبع بالنسبة لمن قبله ، فإن اعتدالها يتحول في أحسن حالاته إلا طريقة التعامل لا إلى حقيقة السياسة ، وبمعنى آخر : قد يكون أكثر دبلوماسية ؛ وهو ما كان ظاهرا في هذا الخطاب . ولعل الله يحدث به في زعزعة الأفكار الإمبراطورية الأمريكية أمرا يكون أصلح لأهل الإسلام ..
بقلم الدكتور / سعد مطر العتيبي

ميمونة يفاجئها الموت قبل أن تختم كتابة وصيتها !



لجينيات ـ عثر ذوي الشيخ عبد العزيز الوهيبي رحمه الله في سيارته على ورقة كتبتها ابنته ميمونة رحمها الله وصية لها وكأنها أحست بدنو أجلها فبادرت لكتابة وصيتها وطلب العفو والسماح من والديها لكن القدر سبقها فلم تستطع إكمالها ! نسأل الله لها الرحمة والغفران .
وقد تحصل موقع لجينيات على الوصية التي كتبتها وينفرد بنشرها ، وهناك احتمالين لوقت كتابة الوصية :- إما أن الأخت ميمونة – رحمها الله - كتبت هذه الوصية قبيل وقوع الحادث بلحظات ثم حصل الحادث فتوقفت عن الكتابة.- أو أنها كتبتها بعد الحادث عندما شعرت بدنو أجلها لا سيما وأن الإسعاف تأخر حتى جاء لإنقاذهم !! فتوفيت – رحمها الله - قبل أن تُتم كتابة وصيتها .
الشيخ الغامدي يعلق على الوصية : هذا وقد علق الشيخ خالد الغامدي على الوصية وذكر أنها ألهمت بوقت وفاتها فسارعت لكتابة وصيتها لتنعى نفسها وتودع من تحب وتوصي المسلمين والمسلمات قبل أن يفاجئها الموت حيث قال:" وعندها أيقنت أنه لم يبق من العمر إلا القليل ، فسابقت المنية إلى القلم والورقة فكتبت ، فكانت الفاجعة ، ليسقط القلم وتتبعثر الأوراق ويسيل الدم !!" ، وقد أوصى الشيخ الغامدي في ختام تعليقه على الوصية بالمبادرة إلى الأعمال الصالحة وترك التسويف والإقلاع عن الذنوب والبدار بالتوبة والأوبة .
ومما تجدر الإشارة إليه أن ما سطرته ميمونة - رحمها الله - هو ماكتب داخل الإطار الأحمر ، أما ماكتب خارجه فهو بخط الشيخ خالد الغامدي .ويُشار أن ميمونة بنت عبد العزيز الوهيبي توفيت – رحمها الله - وعمرها عشرون سنة وتدرس في كلية التربية قسم الدراسات القرآنية وتحفظ القرآن الكامل بإتقان وتدرس القراءات العشر ومن الأوائل في دفعتها وهي من الفتيات المشهود لها بالخير والدعوة إلى الله .هذا وقد توفي مع ميمونة في حادث الشرقية والدها عبد العزيز الوهيبي ووالدتها نورة السماري مديرة دار أم معبد لتحفيظ القرآن الكريم وأختيها الجازي وعمرها ثلاث سنوات ولينا وعمرها تسع سنوات ، رحمهم الله وغفر لهم وتجاوز عنهم وجميع موتى المسلمين .وقد أُصيبت في الحادث خمس من أخواتها وهنّ : فلوة وعمرها ست سنوات ومها وعمرها إحدى عشر سنة ونوف وعمرها ستة عشر سنة وهند وعمرها ثمانية عشر سنة وعروب وعمرها أربعة عشر سنة ، شفاهن الله ،وثبتهن ، وربط على قلوبهن ، وألهمهن الصبر والسلوان .وأخيراً :
يوصي موقع لجينيات كل من اطلع على الوصية نشرها في جميع المواقع الالكترونية والإيميلات والمنتديات الحوارية ، ولسان حالنا :وكانت في حياتك لي عظاتٌ ......... فأنت اليوم أوعظ منك حيا


2009/06/04

أعظم المصائب

إن من أعظم المصائب وأعظم الابتلاءات ، أن يبتلي الإنسان في دينه ، فإذا أصيب الإنسان في دينه بانحراف أو شبهة أو شهوة فذلك أعظم المصائب التي تحصل للإنسان في هذه الدنيا ، إنها خسارة الدنيا ، وخسارة الآخرة.
لأن المصيبة في الدين توجب لصاحبها الهلاك في الآخرة لذا كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم " وَلاَ تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِى دِينِنَا . ( أَخْرَجَهُ الترمذي (3502 ) وأَخْرَجَهُ النسائي في عمل اليوم والليلة (401) .
والمصيبة في الدين هي نهاية الخسران الذي لا ربح فيه، والحرمان للذي لا طمع معه. قال القاضي شريح – رحمه الله تعالى - إني لأصاب بالمصيبة فأحمد الله – تعالى – عليها ، أربع مرات : إذ لم تكن أعظم مما هي ، وإذ رزقني الصبر عليها ، وإذ وفقني للاسترجاع لما أرجوه فيه من الثواب ، وإذ لم يجعلها في ديني . أهـ .
ولقد عد الصحابة رضوان الله عليهم موت النبي صلى الله عليه وسلم وانقطاع الوحي أعظم مصائب الدين . عن مكحول رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال * إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصيبته بي فإنها من أعظم المصائب" الدرامي في سننه ج 1/ ص 53 حديث رقم: 84.
ومن المصائب في الدين :
(1) الانغماس في الشركيات والبدع :
قال الله تعالى واصفاً عباد الله الصالحين المتقين: { حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ } [ الحج:31]. فمن أشرك بالله فقد أهلك نفسه إهلاكا ليس بعده نهاية , ومن ابتدع في دينه بتعليق التمائم , وقراءة الطالع والنجوم وإتيان السحرة والكهنة والعرافين، والتعلق بالأولياء والصالحين من دون رب العالمين، وغير ذلك من أنواع المعاصي فقد أوجب على نفسه الخسران والبوار , وغضب الجبار ودخول النار . عن الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ رضي الله عنه أنه قال:قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ ، فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ، وَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ ، وَذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ ، فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَعَظْتَنَا مَوْعِظَةَ مُوَدِّعٍ ، فَاعْهَدْ إِلَيْنَا بِعَهْدٍ ، فَقَالَ : عَلَيْكُمْ بِتَقْوَى اللهِ ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ ، وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا ، وَسَتَرَوْنَ مِنْ بَعْدِي اخْتِلاَفًا شَدِيدًا ، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي ، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ ، وَإِيَّاكُمْ وَالأُمُورَ الْمُحْدَثَاتِ ، فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ.أخرجه ابن ماجة (42).
فمن أصيب في دينه بشرك أو بدعة أو كبيرة فقد ضاع من دينه ودنياه بقدر ما أصيب. وأما من أصيب في دنياه بخوف أو جوع أو فقر أو غير ذلك فقد نقص من دنياه ما كتب له، ثم إن هو صبر ورضي عوّضه الله خيرا منه .
(2) ترك العبادات والإقبال على المعاصي والشهوات :
من مصائب الدين أن يترك المسلم العبادات التي شرعها رب البريات , ويقبل على الملذات والمعاصي والشهوات . فترك الصلاة عموماً من أكبر المصائب , وترك صلاة الجماعة خصوصاً من أعظم المصائب .
كان سلفنا الصالح رحمهم الله تعالى محافظين على الصلاة جماعة في وقتها دون تأخير . وكان إذا فاتت أحدهم تكبيرة الإحرام يعزونه ثلاثة أيام أما إذا فاتته الصلاة مع الجماعة فيعزونه سبعة أيام بقولهم: ليس المصاب من فقد الأحباب إنما المصاب من حرم الثواب. وكان أحدهم إذا أراد أن يدق مسماراً في جدار وسمع صوت المؤذن ترك ذلك إلى ما بعد الصلاة. وكانوا رضوان الله عليهم يعدون ترك صلاة الجماعة مصيبة تستحق التعزية .
وقال حاتم الأصم: مصيبة الدين أعظم من مصيبة الدنيا، ولقد ماتت لي بنت فعزاني أكثر من عشرة آلاف وفاتتني صلاة الجماعة فلم يعزني أحد.
فمن مصائب الدين الإقبال على المعاصي وإلفها , بل والتفاخر والمجاهرة بها . قال النبي صلى الله عليه وسلم : " كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل العبد بالليل عملا، ثم يصبح قد ستره ربه، فيقول: يا فلان! قد عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه "متفق عليه . قال أبو الدرداء : (من هوان الدنيا على الله أنه لا يُعصى إلا فيها، ولا ينال ما عنده إلا بتركها) القرطبي في تفسيره (6/415).
(3) عدم استغلال مواسم الطاعات :
روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " افعلوا الخير دهركم وتعرضوا لنفحات رحمة الله فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده وسلوا الله أن يستر عوراتكم وأن يؤمن روعاتكم" (البيهقي في شعب الإيمان ( 2/42 ) والطبراني في الدعاء ( 1/ 30 ) .
فمن أعظم مصائب الدين أن تدخل على المسلم مواسم الطاعات فلا يستغلها في طاعة الله , فيدخل عليه شهر رمضان فلا يصوم ولا يقوم , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ َرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ ( رواه الترمذي ) . ويأتي عليه موسم الحج وهو المستطيع القادر فيتعلل ولا يحج , عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله منه في هذه الأيام العشر . قالوا ولا الجهاد في سبيل الله !! قال : ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء) أخرجه البخاري 2/457 . وعنه أيضا ،ً رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما من عمل أزكى عند الله عز وجل ، ولا أعظم أجراً من خير يعمله في عشر الأضحى . قيل : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : ولا الجهاد في سبيل الله عز وجل ، إلا رجل خرج بنفسه وماله ، فلم يرجع من ذلك بشيء ) رواه الدرامي 1/357 وإسناده حسن كما في الإرواء 3/398 . ويحين موعد الزكاة فيسوف ويتهرب , وهكذا دأبه , وذلك دربه .
قال صلى الله عليه و سلم : " ينزل الله تعالى في كل ليلة إلى السماء الدنيا، فيقول : أنا الملك أنا الملك ثلاثا. من يسألني فأعطيه؟ من يدعوني فأستجيب له؟ من يستغفرني فاغفر له؟ فلا يزال كذلك حتى يطلع الفجر " أخرجه أحمد 4/81(16866). وقال صلى الله عليه و سلم : "إن في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيراً إلا أعطاه إياه" ( رواه أحمد ).
(4) الجزع من مصائب الدنيا :
الصبر هو : خلق فاضل من أخلاق النفس يمنع به من فعل مالا يحسن و لا يجمل و هو قوة من قوى النفس التي بها صلاح شأنها و قوام أمرها .
قال سعيد بن جبير : الصبر اعتراف العبد لله بما أصابه منه و احتسابه عند الله و رجاء ثوابه و قد يجزع الرجل و هو متجلد لا يرى منه إلا الصبر. وأكمل المؤمنين من جمع بين الصبر على المصيبة والرضا عن الله جل وعلا وطمأنينة النفس بذلك، يرجو ما عند الله من الثواب الذي وعد به الصابرين الصادقين، إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر:10]. عن صهيب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : عجبا لأمر المؤمن ! أن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وان أصابته ضراء صبر فكان خيرا له . رواه مسلم. فمن صبر على طاعة الله وصبر عن محارم الله وصبر على قضاء الله واطمأنت نفسه وسلم لله في قضائه وقدره ورضي فله الرضا وذلك من المؤمنين حقا , ومن تسخط وجزع فعليه السخط وخاب وخسر . عَنْ أَنَسٍ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، أَنَّهُ قَالَ:عِظَمُ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاَءِ ، وَإِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاَهُمْ ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا ، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ.أخرجه ابن ماجة 4031 والتِّرْمِذِيّ" 2396. قال منصورٌ بن عمار : " من جزع من مصائب الدُّنيا، تحوّلت مصيبتُه في دينه "طبقات الأولياء 1/ 48 .
فالجزع من مصائب الدنيا فيه اعتراض وتسخط على قضاء الله وقدره وذلك من أعظم المصائب في الدين ؛ لأنه يشكو الرحيم إلى من لا يرحم .
فراجع نفسك – أيها الحبيب – وتأمل قلبك وفكر في أعمالك , وإياك أن تكون مصيبتك من أعظم المصائب , إياك أن تكون مصيبتك في دينك .