2009/07/24

إكرام شعبان

لقد جاءكم ووفَد عليكم سفيرٌ كريم بين يدَي ضيفٍ حبيب عظيم، فأكرموا سفيرَ حبيبكم، وقوموا بحقّ مبعوث ضيفِكم، إنه شهر شعبان، رسولُ رمضان وسفيره، ومبعوثه إليكم وبريدُه، فمن حقّ رمضان علينا أن نصِل قريبه، وأن نكرمَ أخاه وقرينَه، ويكون ذلك بأمور يسيرةٍ لمن همُّه سعة قبره وضياؤه، وهدفه رحمة ربّه ورضاؤه.
أيها الإخوة الكرام، أوّلُ ما يكون به الإكرام لهذا الشهر الزائر الراحل هو الإكثار من الصيام فيه، فإنّ حبيبنا المصطفى كان يكثر من الصيام في شعبان، قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: ما رأيتُ رسول الله استكمل صيامَ شهر إلاَّ رمضان، وما رأيته أكثرَ صياما منه في شعبان، وقالت رضي الله عنها: كان النبي يصوم شعبانَ كله، كان يصوم شعبان إلا قليلاً.وقد بيّن نبيّنا سببَ إكثاره من الصيام في هذا الشهر المبارك، فعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت: يا رسول الله، لَم أرك تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان ؟! فقال : ((ذاك شهر يغفَل الناس عنه، بين رجَبٍ ورمضان، وهو شهرٌ ترفع فيه الأعمال إلى ربِّ العالمين، فأحبّ أن يُرفَع عَملي وأنا صائم)).
فذكر سببين اثنين: أولهما أن شهر شعبان شهرٌ يغفل الناس عنه لوقوعه بين شهرين عظيمين: شهرِ رجب وشهرِ رمضان، والأوقات التي يغفل فيها الناس عن العبادة تحسن فيها الطاعات وتعظم فيها الحسنات، فالمؤمن ينبغي له أن يزداد تشميره وحرصُه على الطاعة والعبادة والذكر حين أوقات الغفلة وفي أماكن الغفلة.
والسبب الثاني لإكثار المصطفى من الصيام في شعبان هو أن شعبانَ شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى, فأراد أن يرفع عمله وهو صائم، فلنحرص على الاقتداء بنبينا وحبيبنا محمد .
ثم إن الصيام في شعبان هو كالتّمرين على صيامِ رمضان، لئلا يدخل المسلم في صومِ رمضان على مشقّة وكُلفة، بل يكون قد تمرّن على الصيام واعتادَه، ووجد بصيام شعبان قبل رمضان حلاوةَ الصيام ولذّته، فيدخل المسلم في صيام رمضان برغبَة وقوَّة ونشاط.
الإكرام الثاني الذي نكرم به شهر شعبان هو تطهير أنفسِنا من جميع الذنوب والمعاصي وتنقيةُ بيوتنا من جميع المنكرات والمخالفات، فالتوبةَ التوبةَ توبوا إلى لله تعالى توبةً نصوحًا، واصطَلِحوا مع خالقكم، وافتحوا صفحةً جديدة بيضاءَ لما تبقّى من حياتكم، وأَبشِروا بقَبول الله تعالى، قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
احرص أخي المسلم على أن لا يدخلَ عليك رمضان إلاّ وأنت طاهِرٌ نقيّ، فإنّ رمضانَ عِطر، ولاَ يُعطَّرُ الثّوبُ حتى يُغسَل، وهذا زمنُ الغسل، فاغتسلوا من درَن الذنوب والخطايا، وتوبوا إلى ربكم قبل حلول المنايا، اتّقوا الشركَ فإنه الذنب الذي لا يغفره الله لأصحابه، واتَّقوا الظلم فإنه الديوان الذي وكله الله لعباده، واتقوا الآثام فمن اتقاها فالمغفرة والرحمة أولى به.يا من للناس عليك حقوقٌ، أدِّ الحقوقَ لأصحابها. أيها العاق لوالديه، ائت مرضاةَ الله من أبوابها، وإن رضا الله تعالى في رضا الوالدين، وسخطه تعالى في سخط الوالدين. أيها الشاب الواقع في المعاصي، اعلم أن الشيطان لن ينتصر عليك بإيقاعك في المعاصي، وإنما ينتصر عليك بتقنيطك وتيئيسك من رحمة أرحم الراحمين وبتسويف التوبة وطول الأمل.
الإكرام الثالث الذي نكرم به سفير رمضان هو الإكثار من قراءة القرآن، فقد كان سلفنا الصالح رضوان الله عليهم يجدّون في شعبان، ويتهيّئون فيه لرمضان، قال سلمة بن كهيل رحمه الله: كان يقال: شهر شعبان شهرُ القراء، وكان عمرو بن قيس رحمه الله إذا دخل شهرُ شعبان أغلَقَ حانوتَه وتفرَّغ لقراءةِ القرآن.فلنحرص رحمني الله وإياكم على الإكثار من الطاعات واجتناب السيئات، ولنغتنم فراغنا قبل شغلنا، وصحتنا قبل سقمنا، وحياتنا قبل موتنا، وغنانا قبل فقرنا.

2009/07/19

الإجازة الصيفية وبناء الشباب

الحمد رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله إمام المتقين–صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الغر الميامين. أما بعد:
فإن زينة الحياة الدنيا وعدة الزمان بعد الله-عزوجل-وأمل الأمة هم شبابها، فكيف يمكن بناءهم في الإجازة الصيفية؟
إن الأمة الإسلامية إذا أرادت إصلاح شبابها, ورغبت في أن تقر عينها بصلاحهم, ونجاحهم وتفوقهم في حياتهم فعليها أن تهتم ببنائهم بناءً صحيحاً. فتهتم بتربيتهم التربية الحسنة، وتسلحهم بسلاح الإيمان، وتحصنهم بدروع التقوى، وتأخذهم بجد وقوة إلى العلم النافع والعمل الصالح.
إن بناء الشباب والعناية بهم مسلك الأخيار, وطريق الأبرار، فلا تفسد الأمة وتهلك في الهالكين إلا حين يفسد أجيالها، ولا ينال الأعداء منها إلا إذا نالوا من شبابها وصغارها.
إن بناء الشباب وتربيتهم تبدأ بالدعاء لهم فهذا زكريا-عليه السلام-دعا ربه بأن يرزقه الذرية الطيبة فقال: (رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ) . ويقول إبراهيم عليه السلام:(وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ) وقال-عليه السلام-:(رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ) ، وكل رجل صالح من عباد الله يبتهل إلى ربه ويدعوا لذريته فيقول: (رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) ، فينشأ من هذا البناء علماء عاملون، وجنود مجاهدون، وصناع محترفون، وشباب صالحون، فتصلح وتسعدُ بهم أمتهم، وتقربهم أعين آباءهم وأمهاتهم، فيمتد نفعهم، وتحسن عاقبتهم .
إن من خطوات البناء: التوجيه والإرشاد فقد رسم النبي-صلى الله عليه وسلم-منهجاً واضحاً في بناء الشباب فقال-عليه الصلاة والسلام-لابن عمه الغلام عبد الله بن عباس-رضي الله عنه-:" يا غلام احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لوا اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك بشيء إلا قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام جفت الصحف"
.
فكانت أول لبنة وضعها النبي-صلى الله عليه وسلم-في البناء هي لبنة العقيدة، ورسوخ الإيمان، وصدق التعلق بالله وحده والاعتماد عليه، فحفظ الله يكون بحفظ حقوقه وحدوده، ومن ثم الاستعانة به وحده في الأمور كلها، والتوكل عليه، واليقين، الجازم بأن بيده سبحانه الضر والنفع، فيأتي ذلك البناء ليكون دافعاً للشباب، وهم في فورتهم وطموحهم وتكامل قوتهم، ليكون الشاب قوي العزيمة عالي الهمة.
أن من لبنات البناء أن نهتم بالشباب الاهتمام المطلوب, وخاصة في أيام الإجازات والعطل, فالشباب اليوم بحاجة إلى تكاتف الجهود،وبذل المزيد من الأوقات، والتخطيط، لكي نحفظهم من رياح التغيير التي تعصف بالصغير والكبير، وتقتل الطفل والمرأة، لكي ننشئ جيلاً عالماً بدينه, معتزاً بعقيدته، عارف بواقعه، عاملاً بكتاب ربه وسنة نبيه، على بصيرة من أمره، وإن هذا البناء لم يكن إلا إذا عملنا على تكوين البناء في هذه الإجازة.
إن الإجازة تعمل على هدم البناء الذي حصل عليه الشباب في المدارس والجامعات والمعاهد فترة دراستهم إلا أن هناك دورات، وحلقات، ومراكز، ومخيمات تعمل على مواصلة البناء في هذه الإجازة فهي تعمل على بناء الشباب بناءً علمياً وذلك من خلال وضع المناهج المناسبة والملائمة لمستويات الشباب، فيدرسون منهجاً علمياً،يقوم على الفهم الصحيح الذي فهمه سلف الأمة. وتعمل على بناء الشباب بناء فكرياً، فكراً مستنيراً بكتاب الله وسنة رسوله، فكراً سليماً من البدع والخرافات والشركيات، فكراً خالياً من الشبه والضلالات، فكراً بعيداً عن القنوات الفضائية وما تمليه من شبهات, وطعونات, وشكوكات عن الإسلام وتعاليمه, وبعيداً عن تلبيسات الأعداء ومخادعاتهم.
فالبناء متواصل من قبل أهل الخير حيث تعمل هذه المراكز على بناء الشباب بناء صحياً وذلك من خلال الأنشطة الرياضة التي تمارس على مختلف أنواعها, ومن خلال التوعية بأسباب الأمراض وأضرارها ومن خلال الحث على النظافة وإقامة الدورات في الإسعافات الأولية وغيرها، وشعارهم في ذلك العقل السليم في الجسم السليم.
ومن اللبنات التي تضعها هذه المراكز والدورات، لبنة بناء المستقبل المشرق، وذلك من خلال إقامة الدورات في الحاسوب، واللغات، والإدارة، والمحاسبة، والخطابة وغيرها من اللبنات التي تكون شباب المستقبل الزاهر، وذلك لن يكون إلا بأن يكون آباء الأبناء وأمهاتهم على علم بما تقوم به هذه المراكز من خدمات عديدة, فيدفعون أبناءهم إلى هذه المراكز والدورات فتكون الثمرة بناء جيل سليم العقيدة، مستنير الفكر بالكتاب والسنة، محصناً بالآداب الشرعية عنده طموحات عالية صالحاً في نفسه مصلحاً لغيره, هذا هو البناء الذي يتكون للشباب في الإجازة الصيفية لمن أدرك أهميتها وعمل على بناء نفسه وغيره.
إن للعمر أجل، وأن الآمال عريضة بحر لا ساحل له- ولذلك وجب المسارعة إلى العمل الصالح واحفظ لحظات العمر، واشغل الأوقات بما ينفع في العاجل والآجل.
إن الشاب إن لم ينشغل في مشروعات الخير والإنتاج المثمر ، وأعمال البر والطاعة ، نهبته الأوقات الطائشة، وعاش في دوامة من الترهات والمهازل.
إن شغل الأوقات وشحنتها بالأعمال والواجبات، والانتقال من عمل إلى عمل ومن مهمة إلى أخرى، ولو كانت خفيفة، يحمي المرء من علل البطالة, ولوثات الفراغ, والنفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل.
ثم إن الأمة تتخلص من مفاسد كبيرة، وشرور عريضة لو أنها عملت على بناء شبابها وتحكمت في أوقات الفراغ لأبنائها، وذلك بعمل جداول مهمة تعمل على حفظ هذه الأوقات وتعمل على البناء الصحيح
.
اللهم اهدنا واهدي بنا ويسر الهدى لنا، اللهم وفقنا في ديننا ووفقنا في دنيانا إنك سميع الدعاء.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين،،،

2009/07/14

خيبة المشروع الليبرالي في المملكة في ضوء قرارا النائب الثاني بمنع السينما

بالأمس أصدر سمو النائب الثاني ووزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز وفقه الله قرارا بمنع استحداث السينما في المملكة العربية السعودية.
المحللون رأوا في القرار ضربة موجعة لمفاصل "المشروع الليبرالي المتهالك" في المملكة فرموزه لطالما تغنوا بالسينما وهللوا لها، فبعضهم قال: إنه مشروع قادم لا محالة، وبعضهم أغلظ فيه المقال ، حتى جاء القرار على عجالة و حاسما لجدل تدافعت فيه الأفكار حول استحداث "مشروع السينما" في المملكة !
بل إن المراقبين رأوا في النمط العام لتعاطي النائب الثاني- بحسم – مع القضايا العالقة التي يتبناها الليبراليون عادة وتتناقض مع ثوابت الدين أو الوطن..
نمطا يوحي بمرحلة جديدة يسود فيها "الحجر" على المشروع الليبرالي الوليد ورموزه في كل ما يتناقض مع الثوابت في المملكة.وقد ولد "مشروع السينما" جدلا واسعا في المملكة بين من تبناه "وهم نخبة أقلية" وبين عموم المجتمع بكل مكوناته الفكرية والعلمية ، وامتد الحراك ليتمثل في خطاب صريح وشفاف وجهه سمو الأمير خالد بن طلال بن عبد العزيز بشكل مباشر لرموز التيار الليبرالي حول السينما – نشره موقع لجينيات ضمن حوارخاص مع الأمير- وخص في خطابه أخاه الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز بنصائح ودية وصريحة دعاه فيها إلى التراجع عن دعم المشاريع المصنفة في إطار التغريب و"اللبرلة" والمتناقضة مع القيم الدينية ومنها دعم "مشروع السينما" بل دعا إلى الحجر على أمواله ! وقد لقي الحوار صدى واسعا في الصحافة والمحطات العالمية بلغات شتى.
وجدير بالذكر أن تصويتا قام به موقع "صحيفة الرياض الإليكتروني" ، كشف عن أن المجتمع السعودي بغالبيته العظمى ضد استحداث السينما في المملكة وهو ما يعني أن قرار النائب الثاني سمو الأمير نايف جاء تفاعلا مع إجماع المرجعية الشرعية والذي هو قناعة المجتمع السعودي برمته .
وموضوع "استحداث السينما في المملكة" ليس موضوعا فكريا محضا بل إطاره العام شرعي محض ! وقد اتفقت المكونات الشرعية في المملكة وعلى رأسها هيئة كبار العلماء ممثلة في المفتى العام وكذلك عامة العلماء على منع استحداث دور السينما ولم يخالف في ذلك إلا قلة قليلة جدا اشترطت لقيام السينما ضوابط شرعية محددة .
ولسنا هنا في مقام مناقشة آراء العلماء ولكن حسبنا أن نتساءل: أي مصلحة للناس في استحداث دور السينما! وهل وضع الضوابط متصور الوقوع على ضوء ما جرى في بلاد المسلمين؟!! فحتى لو افترضنا أن في قيامها مصلحة ومنفعة للمجتمع فإن مفهوم المفسدة ليس منحصرا من الناحية الشرعية في ما ينشأ ابتداءا ! وإنما يشمل أيضا المنفعة التي يترتب عليها المفسدة والشر !! ولأجل هذا كان للمباح أحكام تدور مع المصلحة والمفسدة وهذه من القواعد الفقهية المشهورة .
يقول الإمام السعدي رحمه الله: "فالأمور المباحة هي بحسب ما يتوسل بها إليه، فإن توصل بها إلى فعل واجب أو مسنون كانت مأموراً بها. وإن توصل بها إلى فعل محرم أو ترك واجب، كانت محرمة منهيّاً عنها، وإنما الأعمال بالنيات الابتدائية والغائية، والله الموفق".
فليست السينما من الأولويات لنهضة الأمة وتطورها ..ولا هي من الضرورات التي لا يستقيم النظام في الحياة باختلالها ولا من الحاجيات التي تضيق الحياة بدونها!! ولا يختلف عاقلان اثنان في أن تصنيفها شرعيا ضمن التحسينيات(التي يحصل بها كمال المجتمع ) فيه مغالطة كبيرة و "جور في التصنيف" !! فواقع الحال أن الاجتماع عليها يفضي –وإن في الغد القريب- إلى اجتماع على المعصية مجسدة في معروض يناقض المعلوم تحريمه من الدين بالضرورة...
واسأل من فتحوا دور السينما من قبلنا في بلدانهم ..كيف الحال؟
وانظر إلى أول فيلم وصف جورا (بالسعودي) وسموه :"كيف الحال" !!! ستجد فيه ما يغني عن البحث والسؤال؟! وهل غالب من يتبناها ويريدها أهل الصلاح أم أهل الأهواء؟
وهل استطاعت الدول التي فتحت دور السينما إحكام الرقابة عليها ؟
وهل جرت العادة في البلدان التي فتحت دور السينما أن تكون أداة إصلاح أم مفسدة للأخلاق والقيم؟
إن الجواب على هذه الأسئلة يؤكد لنا على أن قرار النائب الثاني سمو الأمير نايف بن عبد العزيز حفظه الله قرار رجل حكيم في سياسته بصير ..قرار يهدي إلى البر والهدى ويحفظ على الأمة دينها وفكرها وعقيدتها وهويتها ونعم الله عليها ومصالحها العامة ويجسد مشروع الإصلاح الذي تبناه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله على أسس جمعتها كلمته الحكيمة الشهيرة : نحن بالإسلام نكون أو لا نكون. ومعروف عن سمو النائب الثاني الأمير نايف أنه رجل اجتمع عليه المختلفون من المكونات الفكرية للمجتمع ، وذلك لأن قراراته -تحت توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله- وسمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز تأتي في سياق مراعاة الثوابت الدينية والوطنية والمصلحة العامة للبلد ، فإن لم تجد أقلية من المجتمع في تلك القرارات بغيتها أو جاءت مناقضة لما تهواه فلأنها تنشد شيئا لا يستند على ثوابت المملكة في سياستها وليس لشيء آخر.

2009/07/13

الإجازة الصيفية وتربية الأبناء

نحن نستقبل الإجازة الصيفية ذات الأثر العميق على أحوال وأخلاق أبنائنا جميعاً، فأدعوكم إلى التفكير جيداً في هذه القضية، وأهم ما يواجهه أبناؤنا تربوياً في هذه الأيام، ويشتد الأمر في وقت الإجازة ما يلي:
أولاً: البث المباشر الذي غزا كثيراً من البيوت، وهذا البث المباشر نوعان:
النوع الأول منه: تلفزيوني؛ حيث تنوعت المحطات العالمية الموجهة إلينا، وهي: محطات -بسبب قدراتها وبسبب دعمها- مختلفة التخصصات، منها: الفنية، والرياضية، بل والإباحية الخالصة، والتنصيرية، والمحطات الجادة -إن وجدت- لا تخلو من فواصل دعائية تحمل في طياتها ما عند الغرب من إباحية وأخلاق فاسدة، وهذا البث المباشر له أثر غائر وعميق على بيوتنا وأسرنا، وكم من فتى أو فتاة تحول منهج حياته الخلقي بسبب سهرة في ليلة واحدة على هذه المحطات.
النوع الثاني من البث المباشر: الإذاعي، فهناك محطات تنصيرية خالصة موجهة إلينا بشكل واضح وقوي، وتبث على مدار الساعات، وهناك محطات أخرى تجلب كل ما أنتجه العالم العربي والغربي من أقصاه إلى أقصاه من أغانٍ ماجنات، ومسلسلات مغرية؛ بحيث أدت إلى أن يتجه كثير من الناس إليها تاركين لغيرها.
ثانياً: مما يواجه أبناؤنا وتواجه أسرنا المجلات والصحف، وهذه لا جديد فيها؛ لأنها من زمن قديم، ولكن الجديد ما يظهر كل يوم مما يتفنن فيه أصحابها بالإغراء، وطرق القضايا الحساسة من نواحي الخلق والعلاقات بين الرجل والمرأة والقضايا الأخرى.
ثالثاً: الأصحاب والزملاء: وهؤلاء لهم أثر كبير جداً على أولادنا، ونحن نعلم أن الإنسان مدني بطبعه يحب الاختلاط، وشبابنا يحبون الاختلاط، وليس هناك بد من هذا الاختلاط .
والزمالة والصداقة على نوعين لابد أن تنتهي إليهما: إما صداقة طيبة تثمر ثماراً خيرة، وإما على الضد والعكس من ذلك تثمر مالا يحمد عقباه، ولما كان الأمر كذلك كان دور هؤلاء الأصحاب والزملاء في حياة أبنائنا كبيراً جداً.
رابعاً: السياحة، وخاصة السياحة الخارجية في فترة الصيف، ويتولى البث المباشر والمجلات والصحف الدعاية المغرية لذلك.

وأمام هذه المؤثرات التربوية على أبنائنا ما هو الحل؟ هل نستسلم للأمر الواقع ونقول: أعداؤنا غزونا فماذا نصنع بهم؟ ألسنا مأمورين شرعاً باتخاذ الأسباب؟
إن شبابنا والحمد لله لا يزال يحتفظ بقدر كبير من الفطرة السليمة واليقظة الإيمانية متى ما حرك ذلك الشعور الإيماني، ووسائل التربية الذاتية في البيت والمسجد والمدرسة وغيرها حين تكون صالحة ومركزة وحين تستوي على سوقها؛ تؤدي -بمعونة من الله- إلى أنواع من الحصانة التي تجعل الشباب المسلم يتعالى بإيمانه، ودينه، وخلقه الإسلامي عن هذه الدناءات.
وسأضرب لكم مثالاً على هذا الذي أقوله: كم من شاب ذهب سابقاً للدراسة في بلاد الغرب، وما دفعه إلى ذلك إلا حب الحرية، والاستمتاع هناك بكل أنواع اللهو والفساد، وكثيراً ما كان هذا الشاب يكلم زملاءه، ويتحدث معهم قبل سفره عما سيواجه هناك، وما سيلاقيه ويتمتع به من لهو وعبث، وفعلاً يذهب الشاب إلى هناك؛ حيث لا رقيب ولا حسيب من أهل أو نظام يمنع من ذلك، بل إن نظام تلك البلدان يحمي ذلك. ويعيش فترة طويلة أو قصيرة يرى فيها بأم عينية بلاد الحرية، ويتمتع إن أراد بما شاء دون أن يحاسبه أحد، ولكن الذي يحدث أحياناً، بل يحدث كثيراً والحمد لله، أن هذا الشاب سرعان ما يستيقظ عنده إيمانه وعقيدته؛ فيرجع إلى ربه رجوعاً صحيحاً، ويعود إلى بلاده أصلب وأقوى إيماناً، بل يعود إلى بلاده داعية إلى الله تبارك وتعالى!
فهذه نماذج شاهدتموها جميعاً، ونحن نقول بالنسبة لما نشكوه من مشكلات البث المباشر ونحوه: حين نربي أولادنا على المنهج الصحيح، هل سيتعامل معها أبناؤنا كما تعامل بعض الشباب الذين عاشوا في بلاد الحرية؟ إن هذا البث المباشر يجب الوقوف دونه عملياً ونظرياً، والذي أقوله هنا هو توجيه لنا نحن الأسر .. نحن الآباء، بحيث لا نستسلم للأمر الواقع، ولا ندع الأمور تسير كما يراد لها.
علينا أن نصنع شيئاً تجاه هذا الغزو الخلقي والعقدي لأولادنا، فنعمل ونجد ونجتهد في تربية أولادنا، وإيقاظ إيمانهم، وتوجيههم التوجيه السليم؛ وهذا سيتحول -بإذن الله تبارك وتعالى- إلى رد فعل قوي جداً، يجعل الشاب يكون أكثر تمسكاً بإيمانه وصلتاً بربه.
وهناك أمور أخرى أحب أن أشير إليها في هذه المناسبة، وهي ذات أثر تربوي منها:
أولاً: التوجيه والتربية المبكرة لأولادنا؛ حتى ينشئوا على الإيمان والخلق، ويجب أن يكون هذا الاهتمام منذ الصغر، وأن يستمر إلى ما بعد ذلك، وهذه المسئولية يتحملها بشكل كبير البيت.
ثانياً: الدروس العلمية المتنوعة، وهذه لها أثرها وأهميتها التي لا تخفى، ولعل كون هذه الدروس ليست إلزامية، إضافة إلى أنه لا حوافز لها مادية مباشرة؛ لعل هذا يجعل حضور الإخلاص وطلب العلم لوجه الله تعالى أقوى وأكبر نفعاً.
ثالثاً: الاشتراك في الأنشطة المتنوعة الموثوقة، التي توجه التوجيه الطيب، ومنها: حلق تحفيظ القرآن الكريم، والمراكز الصيفية، والجولات الدعوية، والأنشطة الأسرية التي يرتبها الأب مع أولاده من خلال أسفار العمرة أو غيرها، والمهم أن الأب يرتب هذه الرحلة؛ ليستفيد منها جميع أفراد الأسرة.
رابعاً: الزواج المبكر لأولادنا ذكوراً وإناثاً، وهذه وسيلة شرعية عظيمة تجنب أولادنا -بإذن الله- مزالق عديدة، ولقد نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم الشباب قائلاً: (يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج).
والزواج المبكر له آثار تربوية خاصة، لعل من أهمها: إكمال نصف الدين، وأرجو أن تفكروا في هذا ومدلوله في حياة الفتى أو الفتاة خلقاً وسلوكاً، كيف يتم إكمال نصف الدين؟ من خلال الزواج؛ لأن الزواج يقطع شروراً وآفات وأفكاراً ومنحدرات في حياة الإنسان لا يعلم مداها إلا الله تعالى، وحين يتم هذا الزواج تقطع هذه الوسائل ليتجه الإنسان اتجاهاً جديداً. ومن آثاره: التعود على تحمل المسئولية، وهذا يؤدي إلى التخلي عن كثير من الأمور التي كان يفكر فيها ويفتح فيها خياله، فإنه مع الزواج ينتقل إلى واقع عملي يواجه فيه عدد من المسئوليات اليومية التي لا تنتهي، ومع مجيء الأولاد تكون المسئولية والإحساس الأبوي قد جعلت هذا الأب الجديد -ولو كان صغيراً- يتحول إلى معلم ومربي وموجه، مهما حاول التخلي عن ذلك.
ومن آثاره أيضاً: نقل الشباب والفتيات من أصدقاء ومحاضن كانوا عليها سابقاً إلى أجواء جديدة، وحين يكون الاختيار في الزواج على أساس من الشرط الشرعي (فاظفر بذات الدين تربت يداك)، (وإذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه؛ فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)؛ حين يكون ذلك تتحول هذه المحاضن إلى محاضن تربوية عظيمة، ولكن المهم هو تسهيل أمر الزواج، حتى لا يتحول -كما هو الحال- إلى عقبة كبرى لا يجتازها إلا القلائل، وهذا مما ينبغي أن يتنبه له الجميع، وأن يطبقوه عملياً.

هذه لمحات وإشارات تتعلق بهذه المسألة التي تحدثنا عنها من خلال ما سنقبل عليه من الإجازة الصيفية، وما فيها من عقبات وعقبات، تتعلق بأخلاق أولادنا وتوجهاتهم، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوجه الشباب إلى أمور ربما نشير إليها في مناسبة لاحقة، ونعرض بنماذج منها حتى نستفيد منها تربوياً.
اللهم! إنا نسألك أن تصلح أولادنا، اللهم! أصلح أولادنا ذكوراً وإناثاً، اللهم! جنبهم الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم! إنا نسألك أن ترزقنا وإياهم الإيمان، اللهم! إنا نسألك أن ترزقنا وإياهم الإيمان والخلق الفاضل، اللهم! طهر بيوتنا من كل رجس ودنس يا رب العالمين!.
بقلم الشيخ / عبدالرحمن المحمود .

2009/07/06

نتائج الاستطلاع 63% يخططون لاستغلال الإجازة

يقال أن الإجازة تسفر لك عن منهج الإنسان وفكره .
حيث أن في دوامة العمل لا يكون الاحتكاك به إلا في فيما يخص العمل لكن في الإجازة تعرف ما يفكر فيه هذا الشخص ويخطط له .
وبذلك ندرك أن التخطيط لاستغلال الإجازة أمر مهم للغاية حيث يحسن بالمرء وضع أهدافه وبرامجه مع تحديد الوقت المناسب لتحقيقها .
وقد قمت بوضع استطلاع حول التخطيط لاستغلال الإجازة فكانت النتائج كالتالي :
63% من المصوتين يخططون لاستغلال الإجازة ويرون أن التخطيط لها له نتائج وآثار إيجابية .
بينما 30% من المصوتين أحيانا يخططون والأحايين الأخر لا يخططون .
ولو قارنوا بين النتائج المترتبة على التخطيط وبين عدم التخطيط لاستغلال الإجازة لأصبحوا لكل إجازة يخططون وينظمون .
بينما النسبة الباقية فلا يخططون لاستغلال الإجازة وهم 6% من المصوتين .
اضغط هنا لتحميل ( مهارات التخطيط )
ولتحميل ( التخطيط الناجح )

2009/07/03

إلى من اضطره السفر للخارج .. هذه نصائح للوقاية من إنفلونزا الخنازير

الحمد لله والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء والمرسلين .. نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..

إلى من اضطره السفر للخارج ( لعلاج – أو عمل – أو دعوة ... ) ..

بين أيديكم إخوتي بعض النصائح والعلاجات المضمونة بإذن الله للوقاية من إنفلونزا الخنازير وغيرها من الأمراض المعدية الفتاكة ..
وكلها وصفات خرجت من مشكاة النبوة ..
أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه وأمته لتكون حفظاً لهم وأماناً بعد حفظ الله عز وجل ..
الوصفة الأولى : تناول سبع تمرات من عجوة المدينة أو من تمرها عموما ..
وقد خص صلى الله عليه وسلم تمر المدينة المنورة بالفضل حيث قال : ( من أكل سبع تمرات مابين لابتيها لم يضره في ذلك اليوم سم حتى يمسي ) .بلغت أصناف تمور المدينة إلى 270 صنف تمر تقريبا , وأفضلها العجوة التي خصها عليه الصلاة والسلام بحبه حيث أنها سيدة ثمار الدنيا وفاكهة من الجنة قال صلى الله عليه وسلم : ( الكمأة دواء للعين , والعجوة من فاكهة الجنة...وأن هذه الحبة السوداء دواء من كل داء إلا الموت ) رواه الإمام أحمد.
فضائل عجوة المدينة :
1- أنها دواء لكل داء , كما جاء في الحديث السابق .
2- شفاء من السم .عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( العجوة من الجنة وهي شفاء من السم ) [ رواه مسلم ] .
3- شفاء من السحر.عن سعد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر) [ رواه مسلم ] .
4- علاج للدوام « أي دوار الرأس » والجذام .عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ينفع من الجذام أن تأخذ سبع تمرات من عجوة المدينة في كل يوم تفعل ذلك 7 أيام ) [ رواه ابن عدي ] .وفي لفظ :أن السيدة عائشة رضي الله عنها : أنها كانت تأمر من الدوام -الدوار-بسبع تمرات عجوة في سبع غدوات على الريق.
5-علاج المفؤود «الذي يشتكي بطنه ».عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : مرضت مرضا , فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني فوضع يده بين ثدي حتى وجدت بردها على فؤادي فقال: (إنك رجل مفؤود ائت الحارث بن كلدة أخا ثقيف فإنه رجل يتطبب فليأخذ سبع تمرات من عجوة المدينة فليجأهن ثم ليلدك بهن) وفي رواية (فليجأهن بنواهن) [ رواه الطبراني ] .
فليجأهن:أي فليدقهن الوجيئة: هو تمر يبل بلبن ثم يدق حتى يلتئم , وقيل حساء يتخذ من التمر والدقيق ويتحساه المريض.
ليلدك:أي يسقيك.
الوصفة الثانية :دعاء الخروج من المنزل عن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد الخروج من المنزل رفع طرفه إلى السماء ثم قال : (بسم الله توكلت على الله اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل أو أزل أو أزل أو أظلم أو أظلم أو أجهل أو يجهل علي ) [ أخرجه أبو داود ] .
وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال - يعني إذا خرج من بيته - : ( بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله يقال له هديت وكفيت ووقيت وتنحى عنه الشيطان ) رواه أبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم . وقال الترمذي حديث حسن . زاد أبو داود : فيقول - يعني الشيطان لشيطان آخر - كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقى .
تأمل في الكلمات الواردة في الحديث ، ما أعجبها ! وما أقوى مدلولها ! وما أعظم أثرها ! فباسم من نخرج ؟ وعلى مَن نتوكل ؟ ومن له الحول والقوة ؟ إنه الله تبارك وتعالى ، باسمه نخرج ، وعليه نتوكل ، وبه الحول والقوة .
إن هذه الألفاظ لا يقف أمامها شيطان ، ويُحفظ من شرّه الإنسان ، في دخوله وخروجه وسائر أوقاته ، فيعيش محروساً من الشيطان وأعوانه .فإذا خرجنا وقلنا : باسم الله هُدينا ، وغذا توكلنا عليه كُفينا ، وبحوله وقوته وُقينا ، فله الحمد حمداً يرضى به عنا .
الوصفة الثالثة :قول : ( أعوذ بكلمات التامات من شر ما خلق )ثلاث مرات في المساء , ومرة لمن نزل منزلاً روى مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من نزل منزلاً ثم قال : أعوذ بكلمات الله التامات من شر من خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك ) .
من آثارها المجربة النافعة : مضاد لسم العقرب ومحصن الأمكنة من شر ما يدب عليها من مخلوقات : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يارسول الله ! ما لقيت ُ من عقرب لدغتني البارحة ؟ قال : ( أما لو قُلتَ حين أمسيت : أعُوذُ بكلمات الله التامات من شر ماخلق لم تَضُرك ) رواه مسلم .
أثر التجربة : قال سهيل ( راوي الحديث ) : فكان أهلنا تعلموها فكانوا يقولونها كل ليلة فلُدغت جارية منهم فلم تجد وجعاً . صحيح الترمذي . قال القرطبي رحمه الله : ( هذا خبر صحيح وقولٌ صادق علمنا صِدقَهُ دليلاً وتجربة ) ..

أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يحفظنا بحفظه ويكلأنا برعايته ..

كيف تجعل من إجازة طفلك الصيفية وقتًا للعلم والترفيه؟


(المقال مترجم عن صحيفة الميامي هيرالد للبروفيسيرة : أنا فيشيانا- سواريز ) ترجمة وإعداد : شيماء نعمان .
إنها الإجازة الصيفية .. حان وقت اللعب... هكذا ينتظر أكثر أطفال المدارس انتهاء العام الدراسي لبدء عطلتهم الصيفية والاستمتاع فيها بالانطلاق الذي ربما يبالغ بعض الآباء في حرمانهم منه أثناء العام الدراسي.

وترى البروفيسيرة "أنا فيجيانا سواريز"، الاستاذة المتخصصة في الشأن الاجتماعي الأسري ، أن الحقيقة التي يجب الانتباه إليها هي أنه حتى بانتهاء الموسم الدراسي فإن التعلم ينبغي أن يظل مستمرًا. ويحذر المربون من إن الإجازة الصيفية ليست وقتًا للأبوين للسماح لأطفالهم بنسيان أمر الدراسة.

وأوضحت الأبحاث التربوية أنه في حال أخفقت في حماية عقل طفلك حاضرًا وعاملاً خلال هذه الاستراحة المدرسية، فإنه ربما يفقد، في المتوسط، ما يعادل 2.6 شهرًا من تحصيله على مستوى الصف في مهارات علم الحساب وكذلك ما يعادل عامًا كاملاً على مستوى القراءة.

وتقول "ماريا أنطونيا بينون"، مديرة البرنامج الشامل لمحو أمية الأسرة التابع لمعهد ميامي غير الربحي لصحة الطفل والأسرة، إن الانهيار يكون أكثر وضوحًا لدى الأطفال القادمين من أُسر ذات دخول منخفضة. – والذين ربما يدفعون ابناءهم لاهتمامات أخرى كالتكسب والعمل في الأجازة-

إنه ولاشك في صالح طفلك بدرجة كبيرة أن يظل نشطًا من الناحية التعليمية. أما النبأ الجيد هو أن العقل يمكن تحفيزه بالعديد من الطرق والأساليب التي لن تكلف كثيرًا أو تُقابل برفض عنيد من جانب الأطفال.

وتقول الأستاذة بينون إن "الطفل يتعلم عن طريق التقليد.. فإذا كانت الأم أو الأب يقرءون، فإن الطفل سيحذو حذوهم. وإن كان الطفل لا يستطيع القراءة بنفسه، فاقرأ أنت له. إن أي نوع من التعلم عندما يقترن بالمحبة فإنه يصنع عادة".

أما "آن رامبو"، وهي أستاذ مساعد في العلاج الأسري بجامعة "نوفا ساوث إيسترن"، فقد أشارت إلى أن فترة الصيف يمكن أن تكون وسيلة لاحتكاك الأطفال بخبرات تعليمية صعبة ولكن بوسيلة جديدة، مضيفة أن "الصيف يُعد فرصة عظيمة لمساعدة الطفل لكي يصبح شخصًا أكثر تطورًا".
وهو ما أيدته الخبيرة "ديبي مانديل"، التي تقدم إحدى البرامج الحوارية في نيويورك وتُعنى أغلب كتاباتها بكيفية التعامل مع التوتر والضغوط، حيث أكدت مانديل على ضرورة أن يتم كل ذلك "بتوازن". وقالت: "إن الأطفال في حاجة إلى التمتع بالمرح والاسترخاء خلال الصيف لأنهم يكونون محملين بالأعباء ويواجهون ضغوطًا أكاديمية واجتماعية وخارجية". وتقترح مانديل اشتمال أي برامج تعليم صيفية على جرعة من المرح، وكذلك التركيز على الاهتمامات الخاصة بكل طفل. مثال: هل هذا الطفل يحب الأنشطة الخارجية؟ مثل المساعدة في زراعة حدائق أو غرس نباتات، من الممكن في هذه الحالة الاستفادة بذلك كمدخل لمناقشته في أشياء تتعلق بالطبيعة من حوله وهكذا.

وفيما يلي قائمة من الاقتراحات التي يقدمها لك الخبراء من أجل تجنب فقدان المهارات الذهنية للطفل خلال العطلة الصيفية:

1-ابحث عن معسكر صيفي يهتم بنشاط معين يتلاءم مع ميول طفلك، ولكن لا تعتمد فقط على كتيب التعريف به. وينصح الخبراء بأنه من الأفضل أن يقوم الآباء بزيارة المعسكر بينما تُقام فيه أنشطته، ويتحدثون إلى الأطفال المشتركين فيه وأولياء أمورهم، ويستفسرون عما إذا كان المعسكر يثري بالفعل مهارات الطفل أم أنه مجرد دار للرعاية، وهل هو مسلٍ أم لا؟ وكيف يتفاعل الطفل معه؟

2-خطط للقيام برحلة ومحاولة جعل هدفها تعليمي، فإذا قررت زيارة مدينة محلية معينة؛ فابحث عن الحدائق العامة القريبة منها واصطحب طفلك في جولة للتعرف على سمات المكان أو عن أصله التاريخي إن وجد، واجعله يقرأ كتابًا عن المنطقة التي ستتوجهون إليها قبل مغادرة المنزل.
يقول "هاريس كوبر"، أستاذ علم النفس بجامعة "ديوك" الأمريكية في نصيحة للآباء: "إذا كنت لا تزال مترددا بشأن اختيار المكان الذي ستقضون فيه العطلة، فابحث عما سيدرسه طفلك في العام الدراسي الجديد".

3-اجعل طفلك يشارك في الإعداد للعطلة الصيفية، ويعرض عليك ميزانية للإنفاقات المتوقعة. اطلب منه كذلك المساعدة في تحديد موقع الرحلة على الخريطة وتقدير المسافة باستخدام مفتاح الخريطة، وهو ما يُعد نشاطًا يعتمد على علم الرياضيات.

4-ابحث في منطقتك عن الأنشطة المحفزة للتفكير التي لا تتضمن وجود حجرة دراسية أو كتاب تدريبات مدرسي. وغالبًا ما تقدم المتاحف، وحدائق الحيوان، وغيرها من أماكن الجذب برامج تثقيفية كجزء من الجولات أو الزيارات التي تستقبلها. كما أن الحدائق والمتنزهات أيضًا أماكن رائعة للأنشطة التعليمية الممتعة.
وينصح الخبراء بأن يقوم الآباء قبل قضاء بعض الوقت بالخارج بتشجيع أسرهم على التعرف على طبيعة المكان الذي سيتوجهون إليه والبحث عن معلومات عنه من خلال شبكة الإنترنت.

5- القراءة ثم القراءة ثم القراءة ... هكذا ينصح الخبراء، فبينما تطلب معظم المدارس من تلاميذها قراءة كتب محددة خلال الصيف، فإن المربين والخبراء يقولون إنه من الأفضل تجاوز العدد المطلوب، والاستعانة بالمكتبات أو الاشتراك في نادٍ صيفي للكتاب.

6- يمكنك أن تفكر أيضًا في إدراج طفلك بأحد الدورات التعليمية غير المكلفة التي تقدمها بعض الكليات المحلية خلال العطلة الصيفية.

7- اجعلي مطبخ منزلك بمثابة معمل للرياضيات؛ واطلبي من طفلك أن يساعدك في أعمال الطهي حيث أنه خلال هذا النشاط سيُطبق مفاهيم رياضية مثل تحديد المعايير وحساب الكميات.

8- قم باصطحاب طفلك في جولة للتسوق كي تساعده على اكتساب المهارات الحسابية والتعرف على الأشكال المختلفة للأشياء.

9- حاول أن تجد لطفلك الأكبر سنًا فرصة لتولي ما يشبه وظيفة هيكلية في مجال من اهتمامه بحيث يعمل فيها مرات محددة خلال الأسبوع بصورة تطوعية؛ على سبيل المثال: إذا كان صغيرك في المرحلة الثانوية ومهتم بدراسة القانون، فيمكنك أن تعرض على صديق لك يعمل في مجال المحاماة إن كان من الممكن لولدك أن يساعده في مكتبه عدة مرات بالأسبوع (بدون أجر).

10- بالنسبة للأبناء الأكبر سنًا، يمكنهم أن يراجعوا ما تقدمه مئات الجامعات من دورات مجانية على الإنترنت.