2009/06/06

أليس أوباما أخطر على المسلمين من بوش

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه
وبعد :
فإن الدافع إلى كتابة هذه المقالة ما رأيته وسمعته من تفاؤل و استبشار لدى كثير من المسلمين بما في ذلك بعض مثقفيهم ودعاتهم بمجيء رئيس أمريكا الجديد ( أوباما ) والتعويل على مجيئه في رفع المعاناة عن بلدان المسلمين ورفع الظلم عن أهلها .
ولقد أسفتُ لهذه السذاجة في النظرة إلى الأعداء والانسياق وراء العاطفة المخدوعة بمعسول الكلام وبريق الشعارات .
وقد يستغرب بعض القراء بل وقد يستنكر بعضهم عنوان هذه المقالة إذ كيف يكون الشيطان بوش الذي غزا بلدان المسلمين وقتلت طائراته ودباباته أطفال المسلمين ونساءهم وأعلنها حرباً صليبية على المسلمين أقل خطراً من ( أوباما ) ذي الأصول الإسلامية والذي أبدى في خطاباته التعاطف مع المسلمين وأعلن أمام البرلمان التركي أن الولايات المتحدة ليست في حرب مع الإسلام وجسد هذا بانحنائه أمام الملك عبد الله عند لقائهما على هامش قمة العشرين في لندن !!.
وحتى يزول هذا الاستنكار وهذا الاستغراب الذي باعثه العاطفة وليس العقل أسوق بعض الأدلة على صحة عنوان هذه المقالة :
الدليل الأول :
إن الجرائم التي قام بها المجرم بوش في عهده هي من الفظاعة والشهرة بحيث لا تحتاج إلى ذكر وتفصيل ومع مافي هذه الجرائم من آلام ومعاناة على المسلمين إلا أن ماترتب على هذه الحماقات والجرائم من الخير للمسلمين والشرور على الأمريكان تربو على ما أصابهم من الشرور والمفاسد. ولو كان المجرم بوش يعلم ماتؤول إليه حماقاته ومؤامراته ماقدم على فعائله وجرائمه.
ومن أعظم هذه الثمار التي قدمتها سياسة بوش للمسلمين تلك اليقظة المباركة التي سرت في أبناء المسلمين نحو عدوهم الكافر ومعرفته على حقيقته وإحياء عقيدة الولاء والنصرة بين المؤمنين والعداوة والبراءة من الكافرين وارتفاع علم الجهاد في أكثر ميدان وثغر .
ومن هذه الثمار أيضاً افتضاح أمريكا الطاغية في العالم وسقوط أقنعتها الكاذبة التي تروج لحقوق الإنسان ورفع الظلم وحماية الحريات , حيث تهاوت هذه الدعاوى الكاذبة وعرفها القاصي والداني وأصبحت أمريكا في نظر العالم داعية للظلم ومهددة لحقوق الإنسان ومهلكة للحرث والنسل والأخضر واليابس .
ومن هذه الثمار : ماحق عليها من بأس الله عز وجل وظهور تداعيات انهيار نظامها الاقتصادي والسياسي والعسكري . وكل هذه الثمار السابقة ماكانت لتحصل لو لا أن الله عز وجل أغفل بوش وإدارته المجرمة عما يترتب على حماقاتهم من هذه المصالح للمسلمين و المفاسد العظيمة لتي حقت عليهم .
ولما شعر الأمريكان بهذه المخاطر والمصائب التي حلت بهم جراء سياسة بوش الحمقاء ذهبوا لترميم أخطاء هذه السياسة في محاولة يائسة لإعادة الهيبة لدولتهم المتداعية وتحسين صورتها في العالم فجاءوا بالرئيس الجديد ( أوباما ) وجاء بسياسته الماكرة ومحاولاته الخادعة للعالم ولاسيما العالم الإسلامي وأظهر محبته للسلام ونقده الشديد لسياسة سلفه العدوانية , فانخدع بمعسول كلامه كثير من المسلمين وعلقوا على مجيئه الأمل في رفع المعاناة عن المسلمين وإزالة الظلم عنهم!!! وبانطلاء هذه الخدعة والمكر الكُبار على المسلمين يكون إجرام هذا الرئيس الجديد أشد خطراً من إجرام سلفه وذلك لما يترتب على هذه المخادعة من ضعف العداء لأمريكا الطاغية وإحسان الظن بسياستها المستقبلية . وهذا يترتب عليه استنامة المسلمين وخفوت الشعور بكره الكافر وإعلان البراءة منه وترك جهاده ومحاربته , وفي هذا شرٌ كبير وخطر عظيم على عقيدة الولاء والبراء وعلى قيام شعيرة الجهاد مع مافيه من إعطاء الفرصة لدولة الطغيان أمريكا في أن ترمم مافسد من سياستها واقتصادها , وتحسين صورتها المنهارة في العالم , وليس هذا من مصلحة المسلمين , بل من مصلحتهم استمرار الانهيار في الدولة الطاغية وازدياد عوامل السقوط والتدمير في مفاصلها .
والحاصل أن سياسة المكر والنفاق التي تؤدي إلى هبوط مستوى العداوة والبراءة والمدافعة للكفار أخطر من سياسة التحدي والعدوان الذي تقوى فيه عقيدة الولاء والبراء عند المسلمين وتستنفر فيه الهمم ويقوى فيه روح الجهاد والمدافعة للكفار المعتدين
الدليل الثاني :
يخطأ من يظن أن السياسة الأمريكية العدوانية تقوم على فرد يتربع على عرشها وأنها تتأثر بوجهته ونفسيته ورؤيته الشخصية إنما السياسة الأمريكية سياسة مؤسسية لها أهدافها وأجندتها ولها مراكزها ومخططوها . دور الرئيس تنفيذ هذه السياسة والسير في ضوئها , ولذا فإن تغير شخصية الرئيس الأول في أمريكا لايغير من الأمر شيء يذكر وإنما الذي يتغير سياسة كل رئيس ووسائله في تنفيذ هذه الأهداف فبينما هي عند بوش العجلة والتهور والحماقة وفي هذا مصالح للمسلمين سبق ذكر أهمها , فهي عند ( أوباما ) سياسة المكر والمخادعة ومعسول الكلام لتنفيذ نفس الأهداف التي رسمت لسلفه , فهما وجهان لعملة واحدة .
الدليل الثالث :
ومما يؤيد القول بأن السياسة الأمريكية وأهدافها لاتتغير بتغير الرئيس وإنما الذي يتغير هو الوسائل مانراه بعد تولي ( أوباما ) سدت الرئاسة في أمريكا من استمرار العدوان الأمريكي الصليبي على بلدان المسلمين وتأييد دولة اليهود ودعمهم والسعي لتفتيت البلدان الإسلامية وتقسيمها إلى دويلات طائفية . هذا مايجري على الأرض في الوقت الذي ينافق فيه أوباما ويخادع المسلمين بمحبته للإسلام ونقده لسياسة سلفه وتعاطفه مع قضايا المسلمين ولكن هذا شيء وما ينفذه في الواقع شيء آخر .
فها هو يخرج في وسائل الإعلام وهو يتخشع أمام حائط المبكى اليهودي .
وهاهو ينحاز مع اليهود في محرقة غزة ويبيح استخدام الأسلحة المحرمة ضد المدنيين هناك بل إنه أعطاها لليهود ليجربوها في أطفال وأهل غزة .
وهاهو يصرح في خطاب له أمام منظمة إيباك المؤيدة لدولة اليهود ويصرح بأن القدس ستبقى عاصمة إسرائيل ويجب أن تبقى موحدة .
وهاهو يصعد الهجمات الصاروخية على المسلمين المدنيين في أفغانستان وباكستان .
وهاهو يأمر بزيادة قواته في أفغانستان ويعلن عزمه على إبقاء قواعد عسكرية في العراق إلى أجل غير مسمى , فماذا أبقى لبوش بعد ذلك ؟
فأي أخوة وأي تعاطف يعلنه هذا المجرم الماكر مع المسلمين وهاهي أفعاله ونواياه ؟

فالحذر الحذر من هذا الشيطان الماكر فإنه أخطر من الشيطان الأحمق وسيفشله الله عز وجل كما أفشل سلفه من قبله – قال سبحانه – {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ... } } الأنبياء :18 { .

نسأل الله عز وجل أن يرد كيد الكفرة الصليبين في نحورهم وأن يقي المسلمين من شرورهم كما نسأله عز وجل أن ينصر دينه ويعلي كلمته والحمد لله رب العالمين .
بقلم الشيخ / عبد العزيز بن ناصر الجليل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق