2009/06/16

أيها الآباء أين أنتم من هذه الصفات

من أجل تكوين أسره فعالة ومنتجه لابد أن يعتمد الأب على صفات مهمة في توجيه الأسرة و العبور بهم إلى طريق النجاة, وهنا سوف أقوم بعرض بعض الصفات أو المقومات التي ينبغي أن يتحلى بها الأب في نفسه وشخصه، ليتمكن من التأثير على الأولاد وتوجيهم الوجهة السليمة ومن أهم هذه الصفات:
1. القدوة : تعتبر القدوة من أهم وسائل التربية وقد أهتم سلفنا الصالح رضوان الله عليهم إلى هذا الأمر و أهميته فهذا عمرو بن عتبة ينبه معلم ولده الأمر فيقول: (( ليكن أول إصلاحك لولدي إصلاحك لنفسك فإن عيونهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما صنعت، والقبيح عندهم ما تركت )) فالأطفال لا يدركون المعاني المجردة بسهولة ’ و لا يقتنعون بها بمجرد سماعها من المربي بل لابد من المثال الواقعي المشاهد.
2. الرحمة والحب: قال عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف حق كبيرنا )) وعن أبي هريرة أن الأقرع بن حابس رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقبل الحسن، فأخبر أن له عشرة من الولد لم يقبل أحداً منهم، فما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن يعلنها دستوراً للمربين عموماً فيقول: (( إنه من لا يَرحم لا يُرحم )) . فاعتبر تقبيل الصبيان من الرحمة بهم وقد كان يكثر من تقبيل الحسين حتى يقبله في فمه محبة ورحمة به فهذا دليل على أهميه جانب الرحمة والحب عند نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولابد للأب المسلم أن ينتهج طريق نبينا صلى الله عليه وسلم، فيفض على أولاده من حبه وحنانه ولا يبخل عليهم بذلك .
3. العدل: لقد أمرنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بالعدل في العطية فقال عليه الصلاة : (( اعدلوا بين أولادكم في العطية )) لأهمية هذه القضية في مجال التربية، منعاً للحسد و التباغض بين الأخوة، لهذا كان للأب
المسلم أن يتجنب أسباب التباغض، و التحاسد بين أولاده بإقامة العدل بينهم، وتوزيع محبته و حنانه عليهم لأن الأطفال يحسون بذلك.
4. المخالطة:
فالأب المسلم مدعو للاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم عندما كان يخالط الأولاد، فقد روى عنه أصحابه رضي الله تعالى عنهم أنهم شاهدوه و الحسن والحسين على بطنه أو صدره وربما بال أحدهما عليه، او ربما جلس لهم عليه الصلاة و السلام كالفرس يمتطيان ظهره الشريف، وربما صلى وهو حامل أحد الأولاد أو البنات، ويروى عنه انه كان يقبلهم في أفواهم ويشمهم ويضمهم إليه و وربما خرج على أصحابه وهو حامل الحسن الحسين على عاتقيه . فكان عليه الصلاة والسلام مع جلالة قدرة وعلو منزلته يفعل ذلك، ليقتدي به الناس ولأنه يعلم أهمية هذه المخالطة في المجال التربوي للطفل .
5. الحكمة في التوجيه والإرشاد: على الأب المسلم أن ينهج مع ولده منهجاً قاصداً متوسطاً يحفظ فيه كرامته فلا يخدشها ولا يكثر من التعنيف الذي يؤدي بالولد إلى عدم احترامه و الجرأة عليه، و
أن يمنحه شيئاً من الحرية دون إفراط أو تفريط، وعدم التشدد و الصرامة في تطبيق النظام والقواعد في البيت، بل يمزج ذلك بشيء من المرح والمداعبة والحب ولابأس في إفهامه سبب الأمر الذي أمره به والحكمه منه، ليكون حاضراً في ذهنه سبب فعله وتنفيذه . وأن يراعي فهم ولده وقدراته فلا يطالبه بمعايير الكبار ولايأمره بما هو خارج نطاق قدرته فهو لا يزل طفلاً صغيراً.
6. الدعاء: إن دعوة الأب لولده مستجابة فما أفضل وأحسن أن يستعمل الوالد هذه المنزلة والكرامة من الله عز وجل بأن يدعو لذريته، ويرجو من الله صلاحها وهديتها فتقتدي في ذلك بالأنبياء الكرام عليهم جميعاً صلاة الله وسلامه، فقد كانوا اكثر الناس دعاء والتجاء إلى الله, وطلبا منه إصلاح أولادهم, فهذا نبي الله إبراهيم عليه السلام يدعو الله سبحنه وتعالى ان يجنبه وذريته عبادة الأصنام قال تعالى: (( وإذا قال إبراهيم ربِ أجعل هذا البلدَ ءامنا وأجنبنىِ وبنىِ أن نعبد الأصنام)) وهذا نبي زكريا عليه السلام يدعو طالبًا الذرية الطيبة قال تعالى: (( قال ربِ هب لي من لدُنك ذريةً طيبةً إنك سميُع الدعاء)) لذا لا ينبغي للوالد أبدا أن يهجر الدعاء أو أن يقصر فيه، فإنه مأمور به كما قال تعالى: (( وقال ُربكم ادعونى ِأستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادىِ سيدخلون جهنم داخرين)) .
وعلى الوالد أن يحذر كل الحذر من أن يدعو على أولاده بشر، فإن دعوته مستجابة فقد نقل عن عبد الله بن المبارك أن رجلا جاءه يشكو عليه عقوق ولده فسأله إن كان قد دعا عليه أم لا ؟ فاجاب بأنه قد دعا عليه، فقال له حينئذ: "أنت أفسدته" .
اسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم أبناء صالحين بررة .

هناك 5 تعليقات:

  1. بسم الله الرحمن الرحيم
    أخى فى الاسلام أسأل الله العزيز القدير أن يوفقك ويتقبل منا ومنك العمل الصالح ويوفقنا اليهوينميه لنا عنده انشاء الله,واليوم الاسلام يحتاج لنهضة كل منالشرحه للعالم ولتبصير اخواننا المسلمين فى أمور كثيرةأهمها الأسرة وتربية الاولاد على شرع الله وعلى سنة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. فالأسرة نواة المجتمع إذاصلحت صلح المجتمع كله.رزقك الله الذرية الصالجة.

    ردحذف
  2. أرجو تشريفى بزيارة مدونتى على العنوان التالى:
    amalatmot-soaad.blogspot.com
    واسمها أمة لا تموت
    ومدونتى على مكتوب وإسمها (البحث عن الحقيقة)وعنوانه كالآتى:soaadalwy.maktoobblog.com

    ردحذف
  3. حياك الله وبياك
    لقد سررت باطلاعي على مدونتك الرائعة
    واسأل الله تعالى أن تكون من مدونات الخير والصلاح

    ردحذف
  4. بسم الله الرحمن الرحيم
    اسعدنى ردكواتمنى ان تعلق وتعطينى رأيك فى موضوعاتى أن عجبك منها شىء.
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركانه

    ردحذف
  5. جزاك الله خيرا أخي الفاضل على الموضوع
    تحياتي وتقديري

    ردحذف